أسبوع حافل بالمواعيد والاستحقاقات السياسية والقضائية والاقتصادية الدسمة

بين انتظارين: الأول محلي يتصل بالدعوة التي هي قيد الدرس الآن في بكركي في ما خص توقيت توجيهها من قِبل البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي الى النواب المسيحيين للاجتماع تحت عنوان إنهاء الشغور الرئاسي، والثاني دولي- عربي يتعلق باجتماع باريس الخماسي على مستوى دبلوماسي ومندوبين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، حول برنامج المساعدات الانسانية للبنان الذي يشهد اقتصاده مزيداً من التراجع ويتفاقم مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء او ما يوازي ثلثي المائة ألف ليرة، الى جانب حثّ المسؤولين اللبنانيين الى الاسراع في الاتفاق على انهاء الفراغ في الرئاسة الاولى.
ولئن كانت الخارجية الاميركية نفضت يدها علناً من دعم اي مرشّح للرئاسة الاولى، محملة ايران نتائج تدخلها لفرض رئيس موالٍ لها، فإن المعلومات الدبلوماسية تشير الى:
1 - عدم الاتفاق لتاريخه على مرشح يحظى بتوافق دولي- اقليمي- عربي حاسم.
2 - بالنظر الى هذا الاستبعاد في التوافق، فإن المصادر تتحدث عن فترة فراغ ليست بالقصيرة، وقد تتجاوز الربيع المقبل.
3 - بناء عليه، تجري الترتيبات لتقديم الدعم، مع استمرار الضغوطات المالية، وجعل الأرض تميد تدريجياً تحت اقدام الطبقة السياسية، من دخول الانحدار الى الانهيار الشامل او التفلت الامني، واعطاء الاولوية لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى.
على ان القلق الداخلي، ما يزال سمة الوضع السياسي العام، من زاوية الخلاف المحتدم على ادارة مرحلة الفراغ، قصرت ام طالت، فالرئيس نجيب ميقاتي، مدعوماً من الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط، وبحدود ما من حزب الله، يعتزم الدعوة لمجلس وزراء من 26 بنداً موزعة بين بنود تربوية وصحية ووظيفية، وسط معارضة متزايدة من التيار الوطني الحر.
اما في الاقتصاد، فلبنان يدخل مطلع الاسبوع المقبل ميلاد مرحلة من «دولرة الاسعار»، حيث سمح للسوبر ماركات والمؤسسات الغذائية وبيع السلع بالتسعير بالدولار الاميركي، وتقاضي السعر بالليرة اللبنانية، على سعر السوق السوداء، الامر الذي يهدد بازدياد الطلب على الدولار، وربما يؤدي الى تسارع في وتيرة ارتفاع تسعيرته، في ظل عجز معلن من المصرف المركزي عن التدخل للعمليات النقدية الكارثية.
و‎قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن العد العكسي انطلق لعقد جلسة مجلس الوزراء الإثنين المقبل، بعدما اعد جدول الأعمال المتضمن لقضايا تربوية وحياتية على أن هذه الجلسة التي تحمل بنودا طارئة يتوقع لها أن تلتحق بسابقاتها لجهة الحضور والمقاطعة، لافتة إلى أن أهميتها تكمن في ملف التربية وخروجها بقرارات يتوقف عندها مصير التعليم الرسمي .
‎ورأت المصادر ان التجاوب مع هذه القرارات يعلق إضراب أساتذة التعليم الرسمي وعدم التجاوب معها يمدد الإضراب، ورأت أن الحكومة ملتزمة بجدول الأعمال الذي وزع على الوزراء.
‎أما الملف الرئاسي فيتحرك في الخارج، وأوضحت المصادر ان ما يخرج عن اللقاءات التي تعقد لهذه الغاية دون معرفة ما إذا كان هناك من ورقة خاصة بلبنان على شكل مبادرة ام يتم الاكتفاء ببيان يكرر فيها المعنيون مواصفات رئيس الجمهورية وأهمية العمل على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد دون أن تكون هناك تسميات محددة .