المصدر: العربية
الأربعاء 17 أيلول 2025 21:13:16
بينما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مهدّداً حركة حماس ومتوعداً بتصعيد أكبر في غزة إذا لم تستجب لشروط إسرائيل، يبدو أن إسرائيل ستنفذ وعيدها.
"لا حظوظ لصفقة في غزة"
فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، بأن تل أبيب أبلغت واشنطن رسمياً بأنها تتجه لتعميق العملية العسكرية في قطاع غزة المحاصر رغم كل التنديدات.
وأضافت الهيئة أن تل أبيب أعلمت واشنطن أيضاً بأنه لا حظوظ لصفقة في غزة.
يأتي هذا بينما من المقرر أن يلتقي الوزير رون ديرمر في لندن، مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف لمناقشة إمكانية استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب، وفقاً لمصدرين مطلعين على التفاصيل.
كما يتواجد مسؤولون قطريون كبار في لندن، وسيعقدون اجتماعات منفصلة مع المبعوث.
كذلك أفاد مصدر مطلع بأن الأميركيين يتوسطون حاليا بين إسرائيل وقطر في محاولة لإيجاد حل يتغلب على الأزمة التي سببتها الغارة الإسرائيلية ضد كبار مسؤولي حماس في الدوحة، ويعيد الدوحة إلى دور الوساطة بين إسرائيل وحماس.
وأشار المصدر إلى أن الأميركيين يحثون إسرائيل على اتخاذ خطوات لتخفيف التوترات وحل الأزمة مع قطر.
جاءت هذه التطورات على وقع تصعيد ميداني، حيث صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مهدّداً حركة حماس ومتوعداً بتصعيد أكبر في غزة إذا لم تستجب لشروط إسرائيل.
وقال كاتس في بيان محذراً الأربعاء: "إذا لم تُفرج حماس عن المختطفين وتتجرد من سلاحها، فإن غزة ستُدمّر وتتحول إلى نصب تذكاري لمرتكبي الاغتصاب والقتل من حماس".
وكان الجيش الإسرائيلي، بدأ توسيع العمليات البرية الإسرائيلية وتصاعد الضغوط السياسية والعسكرية على الحركة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع.
كما أعلن الأربعاء، إقامة "مسار انتقال مؤقت" لخروج سكان غزة من المدينة، غداة توسيعه هجومه البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع المدمّر بعد قرابة عامين من الحرب مع حركة حماس.
وقد كثّف الجيش في الأسابيع الماضية، إنذاراته لسكان مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع، بوجوب مغادرتها والانتقال إلى "منطقة إنسانية" أقامها في جنوب القطاع، مع استعداده لشن هجوم يهدف إلى السيطرة على المدينة.
كما أكد الجيش، الثلاثاء، أنه بدأ توسيع عملياته البرية في المدينة التي تتعرض لقصف كثيف ومتواصل. وقال الأربعاء إنه قصف "أكثر من 150 هدفاً" منذ ليل الاثنين.
"إبادة جماعية"
إلى ذلك، خلصت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
وكانت الأمم المتحدة قدّرت أواخر آب (أغسطس) عدد المقيمين في مدينة غزة ومحيطها بنحو مليون نسمة. وسجّلت حركة نزوح كثيفة من المدينة خلال الأيام الأخيرة، سيراً أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية، بحسب ما شاهد مراسلون لوكالة فرانس برس.
وقدّر الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن عدد الذين اضطروا لمغادرة مدينة غزة "تجاوز 350 ألف شخص"، علماً أن كثيرين من الفلسطينيين يتشبثون بالبقاء فيها ويشددون على عدم وجود مكان آمن يلجأون إليه، بحسب ما أفاد سكان فرانس برس.