تركيا تستفيد من انشغال واشنطن وموسكو لتعزيز نفوذها في سوريا

عاد التوتر من جديد الى الجبهتين التركية - السورية والتركية - العراقية. فعلى اثر انفجار اسطنبول منذ ايام، اي منذ عودة التهديد الامني الى قلب تركيا التي كانت ارتاحت من هذا "الهم" منذ سنوات، وجدت أنقرة ان لا مفر من تحريك آلتها العسكرية ضد الأكراد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، علّها تقضي على هذا الخطر الذي قض مضاجعها لأشهر، قبل ان يتمكّن هوَ منها، مرة اخرى.

في الساعات الماضية، أعلنت وزارة الدفاع التركية، شنّ قواتها عملية "المخلب - السيف" الجوية في شمال العراق وسوريا، معتبرة أن هذه المناطق "يستخدمها إرهابيون كقواعد". وقالت في بيان إن العملية أطلقت "وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه". وذكرت وزارة الدفاع التركية أنها نفذت ضربات جوية على قواعد للمسلحين الأكراد في شمال سوريا وشمال العراق، وقالت إن تلك القواعد تُستخدم لشن هجمات على تركيا. وأضافت الوزارة أن الضربات استهدفت قواعد حزب العمال الكردستاني المحظور وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تقول تركيا إنها جناح لحزب العمال الكردستاني. وكانت تركيا أعلنت، الثلثاء، أنها تعتزم ملاحقة أهداف في شمال سوريا بعد أن تكمل عملية عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في العراق، وذلك بعد الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في إسطنبول وأدى إلى سقوط قتلى. 

الجدير ذكره وفق المصادر، هو ان أي جماعة لم تعلن مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في الشارع المخصص للمشاة في تقسيم، وقد نفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية مسؤوليتهما.

وفي وقت تعتبر الولايات المتحدة داعما قويا للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، خاصة وانهم لعبوا دورا رئيسيا في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي على مدى السنوات الماضية، تلفت المصادر الى ان تركيا قررت الانخراط سريعا في هذه العملية الميدانية، لانها تريد الاستفادة من انشغال واشنطن بانتخاباتها الداخلية وبالوضع في اوكرانيا واوروبا. واذا كانت روسيا ايضا لا تحبّذ التصعيد التركي شمالي سوريا، فإن أنقرة أيضا عرفت في اي لحظة تتحرّك. والى انهماك روسيا في وحول اوكرانيا، فإن الكرملين لا يزعجه استهداف تركيا للاكراد في هذه اللحظة، لان هذا الاستهداف سيزعج الاميركيين، الذين يضيّقون كثيرا اليوم على الروس، بالعقوبات من جهة، وبتزويد الاوكرانيين بالسلاح لمواجهة الروس من جهة ثانية. الاكراد يتوعّدون بالرد بعنف وشدة، لكن وفق المصادر، العملية العسكرية هذه لن تطول وستكون سريعة، وستساعد تركيا في توسيع نفوذها بعض الشيء في الشمال السوري، وفي تثبيت حضورها العسكري اكثر في هذه المنطقة، بما يعطيها بعض المكاسب الاستراتيجية في الاقليم، والامنية، على اراضيها...