المصدر: وكالات
السبت 19 تموز 2025 21:10:06
قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى مساء اليوم السبت إن الزمن المتوقع لفض الاشتباك في السويداء هو 48 ساعة، وإن تنفيذ الاتفاق يعتمد على تنفيذ كل مرحلة على حدة نظرا لارتباط كل مرحلة بالتي تليها.
وأضاف المصطفى في مؤتمر صحافي: "الحكومة السورية تقر بإن المسار الانتقالي صعب بما فيه الوصول لجيش موحد"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "الحل الوطني هو المسار الصحيح لتساهم كل القوى السورية في رسم مستقبل سوريا".
قبل ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة السويداء، على خلفية خرق المجموعات المسلّحة الآتية من خارج المحافظة لاتفاق وقف إطلاق النار، وشنّ هجمات متواصلة من محاور عدة باتجاه المدينة، بتسهيلات من الأمن العام التي فتحت الطرقات أمامهم.
وتتركّز المعارك في محيط حي الثورة والمساكن والأحياء الغربية والشمالية من المدينة، حيث تحاول الفصائل المحلّية التصدّي للهجمات ومنع تقدّم المجموعات المسلّحة، وسط تصعيد لوتيرة القصف وتبادل إطلاق النار.
وتسود حالة من القلق الشعبي من احتمال ارتكاب انتهاكات جديدة وعمليات انتقامية في المناطق التي تشهد توتّراً، في ظل غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، واستمرار الفلتان الأمني.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فقد تجدّدت الاشتباكات العنيفة من الجهة الغربية للمدينة صباح اليوم، بعد هدوء نسبي استمر لبضع ساعات، تطبيقاً لاتفاق التهدئة.
ويأتي التصعيد الجديد في وقت بدأت فيه قوات تابعة للأمن العام بالوصول إلى محيط مدينة السويداء، في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الذي تبنته الدول الضامنة، ويهدف إلى خفض التصعيد وضبط خطوط التماس.
تنفيذاً للاتّفاق...
وكان أكّد مصدر في وزارة الإعلام السورية أن قوّات وزارة الداخلية والأمن بدأت الانتشار في السويداء لإنفاذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين.
وقال: "جرى تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات اللازمة وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة في إطار تطبيق المرحلة الثانية من تفاهمات وقف إطلاق النار مع الوسطاء".
وأفاد بأن "المرحلة الثالثة بعد تثبت التهدئة تبدا بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل لها سابقاً بما يضمن سيادة القانون تحت مظلة الدولة".
وينص أحد أبرز بنود الاتفاق على نشر حواجز للأمن العام خارج الحدود الإدارية للمحافظة، بهدف منع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخل السويداء.
ووفقاً لمصادر المرصد، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 940 قتيلاً منذ اندلاع المواجهات قبل سبعة أيام، غالبيتهم من المدنيين، وسط مخاوف من انهيار كامل للهدنة وعودة الاشتباكات على نطاق أوسع.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، تصعيداً خطيراً نفذته مجموعات مسلحة من عشائر البدو في ريف السويداء، تمثل بهجوم مسلح استهدف قرية كفر اللحف من الجهة الغربية، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي.
وفي سياق متصل، تعرضت قرية أم الزيتون لقصف من قبل قوات العشائر انطلاقاً من مواقعها في المدينة الصناعية، ما أدى إلى أضرار مادية في ممتلكات المدنيين دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
كما وثّق المرصد قيام مسلحي البدو بتنفيذ عمليات "تعفيش" وسرقة في قرية السويمري حيث جرى نهب محتويات عدد من المنازل.
تدهور الوضع الإنساني...
في السياق، يشهد الوضع الإنساني تدهوراً متسارعاً نتيجة الحصار المفروض على المدينة وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وتعيش محافظة السويداء منذ قرابة أسبوع تحت وطأة حصار خانق نتيجة الاشتباكات المستمرّة، وسط دعوات محلية ودولية متزايدة لفتح ممرات إنسانية عاجلة تتيح إيصال الإغاثة للمدنيين وتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.
وتشير مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المحافظة تشهد تدهوراً إنسانياً غير مسبوق، مع خروج المستشفى الوطني في السويداء عن الخدمة بشكل كامل. المستشفى يعاني من شلل تام منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد المياه والأدوية، بالإضافة إلى غياب المواد الغذائية الأساسية كالخبز والطعام. وتوقّفت جلسات غسيل الكلى، وتُرك مرضى الأمراض المزمنة دون علاج، في ظل نقص شديد في الضمادات واللوازم الطبية الأساسية، ما أدّى إلى انهيار شبه كامل في أداء الطواقم الطبية.
وخلال ساعات الصباح، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، توترات محدودة تسود مدينة السويداء في ظل هدوء حذر، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت خلال الساعات الماضية بين مجموعات مسلّحة ومقاتلين محليين.
ووفقاً لمصادر المرصد، تمكن المقاتلون المحليون من قتل أحد المهاجمين على الأقل واعتقال عدد آخر، في حين لا تزال عمليات التمشيط جارية لملاحقة من تبقى منهم داخل المدينة.
وتشير المعلومات التي حصل عليها المرصد إلى العثور على بطاقات شخصية صادرة عن وزارة الدفاع في جيوب عدد من المهاجمين، إضافة إلى راية تحمل شعار "إدارة العمليات العسكرية"، الأمر الذي يثير تساؤلات حول هوية المهاجمين وخلفياتهم.
المصادر ذاتها أفادت بأن المهاجمين أطلقوا النار بشكل عشوائي، ونشروا قناصة في مناطق متفرقة من المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، وسط حالة من القلق من تدهور الوضع الأمني.
كما حصل المرصد السوري على شريط مصوّر يظهر مجموعة مسلحة ترتدي زيّ عناصر أمن وهي تعتدي على مواطنين اثنين وتقوم بإهانتهما قبل اختطافهما، ما أثار حالة من الغضب والاستنكار في أوساط السكان.
وقُتل صباح اليوم شيخ من أبناء الطائفة الدرزية برصاص المجموعة المسلحة ذاتها، بحسب ما أكدته مصادر محلية للمرصد.
وأكدت حركة رجال الكرامة أن "المجموعات الإرهابية المدعومة من الحكومة" لا تزال تهاجم القرى والمدن في محافظة السويداء، مستهدفة المدنيين الآمنين، ومحترقة ممتلكاتهم، ومرتكبة انتهاكات فظيعة على مرأى العالم.
وأوضحت الحركة في تصريح صحفي أن مقاومة الغزاة الإرهابيين واجب وطني وأخلاقي، مشددة على استمرار نزف الشهداء من مختلف محاور المواجهة دفاعاً عن المحافظة.
كما أكدت الحركة أن الإرهابيين، بدعم واضح من الحكومة وتسهيلها، يخرقون جميع الاتفاقات والمعاهدات، مستفيدين من تغطية إعلامية متواطئة.
وجاء في التصريح الصحفي: "حتى لحظة صدور هذا التصريح، تواصل المجموعات الإرهابية المدعومة من الحكومة هجماتها على القرى والمدن، حيث تستهدف المواطنين الآمنين، وتحرق ممتلكاتهم، وترتكب الانتهاكات الفظيعة، كل ذلك على مرأى ومسمع العالم بأجمعه... إن حركة رجال الكرامة تواصل تزف الشهداء من مختلف محاور المواجهة دفاعاً عن محافظة السويداء، مع تأكيدنا على أن مقاومة الغزاة الإرهابيين تشكل واجباً وطنياً وأخلاقياً لا غبار عليه... كما نؤكد أن الإرهابيين، بدعم واضح وتسهيلات من الحكومة، يخرقون جميع الاتفاقات والمعاهدات عبر استمرار اعتدائهم وهجماتهم على المدنيين، مستفيدين من غطاء إعلامي رخيص يقدمه إعلامهم المتواطئ".