قاسم ينتقل من الخطاب السوريالي الى تغيير مفهوم الانتصار!

لا يختلف إثنان على أن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لا ينفك عن إدهاشنا يومًا بعد يوم بمنطقه السوريالي البعيد كل البعد عن المنطق والعقل، إلا أن خطابه الاخير وصل الى مستوى عالٍ من الاستغباء السياسي لبيئته قبل جميع اللبنانيين متجاوزًا كل الخطوط الحمر.

بغض النظر عن أسطوانته التي لا يتوقف عن الاشهار بها وهي أن الحزب لن يتخلى عن سلاحها ولا عن خيار الدفاع عن الشعب والارض الى جانب مطالبته الحكومة اللبنانية باستعادة السيادة الوطنية بدلا من العمل فقط على حصرية السلاح، والتي لم تعد لها قيمة اليوم خصوصًا بعد تقارير الجيش عن إنجازاته في الجنوب، اعتبر قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من العام المنصرم يعدّ مكسبًا للمقاومة حتى وصل به الامر حدّ وصفه بالانتصار، ولكن أي انتصار هذا؟ أين هو الانتصار في استجرار الاحتلال الاسرائيلي الى أراضٍ لم تكن فيها قبل حرب الاسناد التي دمّرت الجنوب بالكامل ووضعته في عين العاصفة الاقليمية، الى جانب الاستهدافات اليومية التي تستبيح سيادة الاراضي اللبنانية؟

قاسم تخطى المنطق والواقع وطالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها في إخراج إسرائيل من الجنوب، ولكن أين كانت الدولة عندما أعلن حرب الاسناد دون العودة إليها محتكرًا قرار السلم والحرب به وبقيادته العليا؟

وفيما اعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل جنوب الليطاني حصرًا، بعث قاسم برسالة طمأنة لإسرائيل حول أمن مستوطناتها الشمالية مؤكدًا ألا خطر عليها، ما يعني أن السلاح فقد قيمته التي لطالما تغنى بها الحزب وبات هدفه ترهيب اللبنانيين والضغط على المؤسسات والتأثير على الانتخابات النيابية المقبلة.

وعليه، فإن كان كل ما تقدم يعدّ انتصارًا برأي قاسم فهنيئًا له ولحزبه بهذا الكم من الانتصارات المتراكمة منذ 8 تشرين الاول 2023 يوم أعلن الانخراط بحرب الاسناد حتى اليوم.