المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الثلاثاء 9 كانون الاول 2025 07:53:19
كشفت مصادر ديبلوماسية ان اللقاءات والاتصالات التي جرت خلال الايام الماضية، بين المسؤولين اللبنانيين، والموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس والسفير الاميركي ميشال عيسى، تمحورت بشكل اساسي على طلب لبناني ملحّ، وهو وجوب تحرك الولايات المتحدة الاميركية لوقف التهديدات الاسرائيلية المتواصلة باعتداء واسع النطاق على لبنان اولاً، بذريعة منع اعادة حزب الله من التسلح مجدداً، ولملاقاة قرارات وجهود السلطة اللبنانية، لما حقته من نتائج ميدانية لتنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية والقرار ١٧٠١، في حصر السلاح بيد الدولة وحدها، وبسط سلطتها بواسطة نشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، وكل ذلك مثبت ضمن احصاءات رسمية صادرة عن الجيش اللبناني، حدد بموجبها ما قام به من مهمات وما وضع يده عليه من مواقع وصادره من معدات واسلحة، وبذل الجهود المطلوبة لتحقيق انسحاب اسرائيلي من التلال الخمس التي تحتلها جنوباً، او بعضها على الاقل، في المرحلة الاولى، لإظهار جدية اسرائيلية بتنفيذ ما هو متوجب على اسرائيل القيام به لتنفيذ القرار المذكور، لكي يتمكن الجيش اللبناني من اكمال انتشاره على التلال المذكورة وحتى الحدود الدولية ثانياً.
واشارت المصادر الى ان المسؤولين اللبنانيين، اعتبروا ان حملات التشكيك من بعض المسؤولين الاميركيين، بعدم قدرة الدولة على القيام بتنفيذ قرار حصر السلاح بيدها، وذهاب البعض الى اكثر من ذلك، باتهام الحكومة بالتغاضي او العجز عن نزع سلاح الحزب وباقي الفصائل الفلسطينية، لن يتسبب بإرباكات داخلية فقط، بل بعرقلة تنفيذ ما تبقَّى من مراحل بهذا الخصوص، واعطاء الذرائع لحزب الله للاستمرار برفض نزع سلاحه وتسليمه للدولة، لاستمرار وجود الاحتلال الاسرائيلي جنوباً، وشددوا على ان حصول انسحاب اسرائيلي في المرحلة الاولى من المناطق التي تحتلها جنوباً، كما كان مطروحاً خلال مهمة المبعوث الاميركي توم براك، يقطع الشكوك بعدم وجود نوايا اسرائيلية مبيته للاستمرار بالاحتلال، ويعطل ذرائع حزب الله برفض تسليم سلاحه للدولة، ويفتح الطريق امام تنفيذ ما تبقَّى من اتفاق وقف الاعمال العدائية والخوض بحل المشاكل الخلافات الحدودية المتبقية.
واكدت المصادر على ان الدولة تجاوبت مع دعوات المسؤولين الاميركيين لتعيين مدني في لجنة مراقبة وقف النار «الميكانيزم»، في خطوة لازالة كل الالتباسات وتبديد الشكوك، وتسريع تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية، ما ادى عملياً، الى تبديد اللغط الذي كان سائداً حول ما انجزته الدولة في عملية حصر السلاح وتحقيق الامن والاستقرار.
ولاحظت المصادر ان شروحات كبار المسؤولين للجانب الاميركي، عن مسار تنفيذ قرار نزع السلاح، بكل تفاصيلة، اجابت على كثير من الاسئلة والاستفسارات، ولاقت تفهماً وتجاوباً، واسفرت عن تهدئة في منسوب الاعتداءات الاسرائيلية، قياساً عما قبل، والتفاهم على متابعة حثيثة من قبل «الميكانيزم» ضمن جدول زمني متفق عليه، للاطلاع على الخطوات والانجازات التي تحققت ميدانياً وقبل نهاية العام الحالي، للانتقال الى المراحل اللاحقة في ما بعد، ولاسيما اختبار النوايا بالخطوات المتعلقة بأي انسحاب اسرائيلي، يفتح الطريق لوقف الاعتداءات المتواصلة والانتقال لحل باقي المشاكل بين لبنان واسرائيل.