مفاوضات الترسيم في مهب الانتخابات الاسرائيلية!

 أين أصبحت مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل؟ كان الاول ينتظر جواب تل ابيب في شأن الاقتراحات التي حملها اليها من بيروت، الوسيطُ الاميركي اموس هوكشتاين، وقد بحثتها الحكومة الاسرائيلية المصغّرة الاربعاء الفائت. لكن وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن الموقف الاسرائيلي لم يُحسم في الاجتماع المذكور، ما يعني ان المباحثات دخلت من جديد في مرحلة مراوحة، بما ان أكثر من توجّه يتجاذب السلطات في تل ابيب.

فقد أفادت "القناة 14" العبرية، بأن "بعد جولة المفاوضات بين إسرائيل ولبنان التي جرت بوساطة أميركية هذا الأسبوع، حول موضوع ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، يبدو أن التسوية الدائمة أقرب من أي وقت مضى. ومن المتوقع حتى أن يتم التوقيع عليها في غضون بضعة أسابيع ، حسب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين". وأوضحت القناة في تقرير، أنه "في حين أن الولايات المتحدة راضية، وكذلك لبنان، هناك بعض المصادر الإسرائيلية التي تعتقد أن تفاصيل الاتفاقية الناشئة تحتوي على بعض التنازلات الإسرائيلية المؤلمة بشكل خاص". ولفتت إلى أن "إحداها هو الاقتراح الظاهر بنقل جميع حقوق حقل الغاز المحتمل "قانا" إلى الأيادي اللبنانية. حقل الغاز هذا، الذي لم يتم فحصه بعمق - يسيطر على مساحة شاسعة- هو حسب كل اقتراح، باستثناء الاقتراح الأخير، هناك مساحة منه في المياه الإقليمية لإسرائيل. رغم ذلك، يبدو أن إسرائيل مستعدة للتخلي عن المخزون".

في المقابل، أشار سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رداً على المنشور حسب القناة، إلى أن "وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، يلعب بالنار. قد يؤدي عدم فهمه السياسي إلى كارثة لإسرائيل ستستغرق سنوات عديدة لتصحيحها". ولفت دانون إلى أن "إذا سمحت إسرائيل حقًا للبنان بتطوير حقل قانا بمفرده، فسيكون ذلك استسلامًا للموقف اللبناني مع عواقب جغرافية استراتيجية واقتصادية هائلة لإسرائيل. سيكون هذا القرار بمثابة سابقة من شأنها أن تؤثر على المفاوضات التي أجريناها مع قبرص بشأن حقل الغاز العابر للحدود، وحول حقول الغاز الإضافية التي سيتم اكتشافها في المستقبل".

من جهة أخرى، أكّدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ "حزب الله أضر بالتفوق الجوي للجيش الإسرائيلي في سماء لبنان، وهو مستعد للمجازفة". وأضافت "قد نجح حزب الله في تحسين منظومات الدفاع الجوي في لبنان، وتقليص طلعات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان".

المصادر توضح ان هذا الانقسام الاسرائيلي والانتقادات الموجهة الى الحكومة في مقاربتها للمفاوضات، سببها الانتخابات المرتقبة في الكيان العبري في الخريف المقبل. الملف دخل ايضا دائرة المزايدات، ما يدفع الى توقّع مماطلة اضافية في البت به، ما يعزز فرضية عدم التوصل الى اتفاق قبل ايلول. فكيف سيرد حزب الله على هذا التأخّر بعد ان كان أمهل المفاوضات الى ايلول؟