المصدر: نداء الوطن
الأربعاء 12 تشرين الثاني 2025 07:10:16
يشتد أكثر فأكثر الكباش الميداني والسياسي والدبلوماسي على جنوب لبنان وفي جنوب لبنان، وبرز هذا الكباش أكثر فأكثر في مواقف صادرة من تل أبيب ومن بيروت.
من إسرائيل، المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني كشف أن «حزب الله» يعمل جنوب نهر الليطاني، في انتهاك لاتفاق الهدنة، وأن القوات الإسرائيلية تشن غارات على أهداف له في تلك المنطقة. وتابع شوشاني أن «حزب الله» يحاول أيضًا تهريب أسلحة من سوريا وعبر طرق أخرى إلى لبنان. وأضاف «نعمل على منع حدوث ذلك وإغلاق الطرق البرية من سوريا إلى لبنان بدرجة كبيرة من النجاح، لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدًا لنا».
في المقابل، ذكر مسؤولون لبنانيون أن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر صرامة في نزع سلاح «حزب الله» من خلال تفتيش منازل خاصة في الجنوب بحثًا عن أسلحة.
وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون لـ «رويترز» إن الجيش واثق من قدرته على إعلان جنوب لبنان خاليًا من أسلحة «حزب الله» بحلول نهاية العام 2025، لكنه رفض تفتيش المنازل الخاصة خوفًا من إشعال فتيل حرب أهلية وعرقلة استراتيجية نزع السلاح التي يعتبرها الجيش حذرة لكنها فعالة.
هذا ولا يتردد «الحزب» في التصعيد فالأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، انتقد الحكومة قائلًا إنها لم تجد في بيانها الوزاري سوى الحديث عن «حصرية السلاح»، مشيرًا إلى أن «الذرائع الإسرائيلية لا تنتهي، فبعد ذريعة السلاح جاءت ذريعة التمويل وذريعة استعادة القدرة».
وتابع قاسم، مصعِّدًا حملته على الحكومة: «ليس دورها تنفيذ الإملاءات الأميركية». وفي ملف السلاح، بلغ تصعيد الشيخ قاسم ذروته، فقال: «سلاح المقاومة هو سرّ قوتها، ولن يُسلّم، وعلى أميركا وإسرائيل أن تيأسا.
الشيخ قاسم كشف أنه حصل الاتفاق في 27 /11/ 2024، الاتفاق هو وقف إطلاق النار، والاتفاق فيه انسحاب إسرائيل من جنوب نهر الليطاني، وفيه انتشار للجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، وعدم وجود أي مظاهر مسلحة لغير الجيش اللبناني المسؤول عن الأمن في تلك المنطقة. هذا الاتفاق يتحدث عن هذه النتيجة: انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، جنوب نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني.
بالنسبة إلينا كحزب الله، الاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة، لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني الذين هم أهلنا». وتابع قاسم: «الذي يقول إنه: «بالاتفاق أنتم لم تعودوا موجودين مسلحين في جنوب نهر الليطاني»، صحيح، لكن الموجودين هم أولادنا: الجيش اللبناني، هؤلاء أبناء وطننا، وبالتالي نحن رابحون بوجود الجيش اللبناني. رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة أعلنت استعدادها لتتحمل مسؤوليتها، بعد أن تحملتها المقاومة 42 سنة».
على وقع هذه التطورات والمواقف النارية، مصادر دبلوماسية خليجية كشفت لـ «نداء الوطن» عن نصيحة سعودية وصلت إلى بيروت، تقضي بالذهاب في اتجاه الإسراع في حصر السلاح والتفاوض المباشر، بعيدًا من المماطلة ورفعِ السقوف وفرضِ الشروط ومحاولة مسايرة هذا أو ذاك، لأن البديل سيكون مكلفًا، على شكل حربٍ مدمّرة إسرائيلية جديدة أو ابتعادٍ دولي عربي - غربي شامل، عن لبنان.
وتقول المصادر، في غمزٍ من قناة المبادرة المصريّة، إن في رأي السعودية، الوساطاتِ التي تلتف على حتميّتَي حصر السلاح والتفاوض المباشر، لن تكون قادرة على حماية لبنان.
هذا وسيكون لبنان الرسمي على موعد مع محطة سعودية حين يصل الموفد السعودي المكلف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان في الساعات المقبلة على رأس وفدٍ كبير يضم 27 شخصية متخصصة في مجالات استثمارية واقتصادية وتنموية وسياحية وغيرها، في خطوة تعبّر عن جدية المملكة في مقاربة الملف اللبناني من زاوية جديدة، عنوانها الاستثمار في الفرص لا في الأوهام، وبما يعود بالخير على الشعب اللبناني.