أكياس الشاي تحتوي على جزيئات بلاستيكيّة قد تؤدي الى مشاكل صحيّة

كتبت ندى عبد الرزاق في "الديار":

اثار موضوع أكياس الشاي المغلفة بالبلاستيك، هواجسا وتشوشاً وقلقا متزايدا بين عشاق الشاي من جهة، والباحثين في مجال الحفاظ على سلامة البيئة وصحة الانسان من جانب آخر. ويتم تصنيع هذه المغلفات عادة من مزيج من البلاستيك والورق، فيغلف الظرف بمادة بلاستيكية ومن ثم خياطة الحواف بالحرارة لإحكام الاغلاق. وبالرغم من ان هذه الاكياس تعتبر سلسلة وميسّرة الاستعمال، وملائمة للحفظ والتوضيب وحتى التخزين، الا ان هناك أسبابا عدة تدفع الناس الى التفكير في تبديلها بأصناف مطحونة او شراء الأوراق الحرة، كما يمكن زراعتها امام المنازل كونها لا تحتاج هذه العشبة الى مساحات شاسعة، او حتى شتلها في اوعية او احواض صغيرة الحجم، وبالتالي وضعها على الشرفة.

 

دراسة تبين ضرر أكياس الشاي

وقد بينت دراسة كندية أن أكياس الشاي، التي نخلطها بالماء الساخن ، قد تحتوي على مليارات الجزيئات البلاستيكية الضارة. وقام باحثون من جامعة "مكغيل" الكندية بتحليل المياه التي تستخلص بعد خلط كيس الشاي بها، ووجدوا أن كيساً واحداً يطلق حوالي 11.6 مليار من جزيئات البلاستيك الدقيقة، و3.1 مليار من جزيئات البلاستيك النانوية، ما يعتبر أعلى بآلاف المرات من كمية البلاستيك التي وجدت سابقاً في الأطعمة والمشروبات الأخرى.

ووفقا للعلماء يدخل مركب "Epichlorohydrin" في تركيب اغلبية علب الشاي لتوثيقها وتثبيتها، ويستخدم هذا المركب الكيميائي في صناعة الورق والبلاستيك والمبيدات الحشرية أيضا. ووفقا للدراسة فإنه بمجرد ملامسة هذه المادة للماء يتشكل مركب اسمه MCPD-3 والذي أظهرت الدراسات انه يسبب السرطان والعقم وكبح جهاز المناعة.

 

أنواع الظروف

قالت اختصاصية التغذية المتخصصة بالهرمونات كريستال عوكر لـ "الديار" ان "أكياس الشاي المغلفة تعمل كالمصفاة، أي عندما نقوم بغلي الأعشاب والشاي في الماء الساخن نصفّي الأوراق حتى لا تترسّب في قعر الكوب، والامر كذلك بالنسبة لأكياس الشايات المغلفة، بحيث ان الكيس يكون كالمصفاة تماما".

وأشارت الى "ان هذه الاكياس مصنوعة من مادة السيليلوز الطبيعية وتوجد في خلايا النباتات، وتشكل جزءا كبيرا من جدران الخلايا. وعلى الرغم من ان هذه المادة الورقية تستخلص من النباتات، الا انه يُعتقد ان بعض الاكياس تحتوي على بلاستيك مثل البولي بروبيلين الذي يستخدم في لف الظروف واعطائها هيئة ثابتة. وهذه البلاستيكيات تشتمل على البوليمرات التي يمكن ان تصدر جزيئات صغيرة من البلاستيك في القدح الواحد". وتابعت "اما "البولي بروبيلين" فهو من البلاستيكيات التي قد تستخدم في انتاج بعض أكياس الشاي لإعطائها شكلا قويا. ويعد البولي فينيل كلوريد "PVC" نوع آخر من البلاستيك يستعمل في تغليف مغلفات الشاي ايضا".

وأوضحت ان "المادة اللاصقة للخيط الموصول بأكياس الشاي وينتهي بورقة تساعد على سحب الظرف، قد تحتوي على مواد بلاستيكية وقد تتسرب مليارات جزيئات البلاستيك إلى المشروب الذي نحتسيه سواء كان شاي او زهورات، لذلك لا يمكن ضمان مأمونية هذه الاكياس سواء كانت مصنوعة من فلتر ورقي او البلاستيك، وبالتالي ليس بمقدورنا التأكد من انها خالية تماما من البلاستيكيات". واشارت الى ان "السبب يعود الى دراسة أجريت في آذار 2022 في تركيا شملت 11 منتجا عشوائيا مصنوعا من ورق السيليلوز الخام الى جانب أنواع أخرى، ومع ذلك لاحظ العلماء وجود جزيئات بلاستيكية في العينات التي تم تحليلها، والتي تتسلل الى منقوع الشاي وبالتالي الى البشر. لذلك هذه الاكياس قد تكون اقل ضررا من تلك المصنوعة بشكل كلي من البلاستيك، ولكن تبقى خطرة على الصحة".

 

المخاطر والبدائل

واستكملت عوكر مبيّنة "ان البلاستيك يخرج عادة من المعدة مثل أي مادة سامة، ولكن البيئة التي نعيش فيها ملوثة جدا، كما ان قدرة الجسم على التخلص من هذه السموم تتضاءل وتتراجع كونها تفوق طاقته. فمعظم الأطعمة التي نستهلكها باتت ملطخة، الى جانب المشروبات المصنعة مثل إضافة الكريمة (المبيضات) الى القهوة الصباحية ،التي تقدم في اكواب بلاستيكية ساخنة ينتج منها إطلاق جزيئات من البلاستيكيات تترسب في الجسم وقسم منها يبقى في الدم".

واردفت "إذا استقر البلاستيك في الأمعاء قد يؤذي البكتيريا الجيدة ، التي تلعب دورا مهما جدا في الوقاية من الإصابة والالتهابات واوجاع الرأس مثل الشقيقة، وتعمل على حمايتنا من البدانة وجميع الادواء المزمنة مثل الخرف والزهايمر. لذلك وجود كميات كبيرة من البلاستيك قد "يخربط" عمل هذه البكتيريا، ويؤدي الى اضطرابها ويضعّفها ويقلص عددها وفعاليتها. وبناء على كل ما ذكرته قد يصاب الجسم بزمرة من الاسقام. وهذه المواد البلاستيكية وحتى الورقية عدا عن انها مضرة، تزيد من نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية".

وختمت عوكر "انصح الناس باستخدام الشاي المطحون غير المعلب او المغلف، كما يمكن زراعته في احواض امام المنزل او على الشرفة، وإذا اضطر الشخص شراء تلك المغلفة فيتوجب عليه التأكد من ان اكياس الشاي مصنوعة من السيليلوز، على الرغم من وجود شكوك حول مدى براءة هذه المادة بشكل كلي من جزيئات البلاستيك".