إجراءات ضدّ حزب الله تتزامن مع مواقف لـ "الجهاد الإسلامي"... قطر!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

أن تُعلِن الولايات المتحدة الأميركية أنها اتخذت إجراءات مشتركة مع قطر، في أي ملف إقليمي، هو أمر ليس جديداً بحدّ ذاته. ولكن أن تؤكّد وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وقطر اتّخذتا إجراءات منسّقة ضدّ شبكة مالية رئيسية لـ "حزب الله"، مقرّها منطقة شبه الجزيرة العربية، في الظروف الإقليمية الراهنة، بين مفاوضات ومناوشات سعودية - إيرانية، في العراق (المفاوضات) واليمن (المناوشات)، فهو أمر يستحقّ التوقّف أمامه، ولو قليلاً. 

"الجهاد"

وإذا أضفنا الى المشهد السابق ذكره، الطّيف القطري الكامن في الموقف الذي صدر عن حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، التي ردّت على تصريحات لمسؤول في "الحرس الثوري" الإيراني (اللواء غلام علي رشيد)، اعتبر فيها أن "الحركة" هي واحدة من الجيوش الستّة (مع  حركة "حماس" في غزة، و"أنصار الله" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق، والجيش السوري، و"حزب الله" في لبنان)، التي تشكّل قوة رادعة أمام الإعتداءات على إيران، وأن قائد "فيلق القدس" (الراحل) قاسم سليماني كان يقول إنه إذا قرّر العدو استهداف نظام إيران، فعليه أن يواجه تلك الجيوش أولاً، يظهر أمامنا ما لا بدّ من التوقّف أمامه أكثر. 

جبهة واحدة

فـ "الجهاد الإسلامي" شدّدت على أن تحالفها مع إيران هو في مواجهة "الكيان الصهيوني" واحتلاله فلسطين (أي بما لا يرتبط بأي هدف آخر)، و(شدّدت) على أن مقاومة الشعب الفلسطيني موجودة منذ تأسيس المشروع "الصهيوني" (أي منذ ما قبل تأسيس نظام "الثورة الإسلامية" في إيران)، في شكل يجعل من إيران فصيلاً مقاوِماً لا أكثر، وذلك من خلال اعتبار "الحركة" أن "المقاومة، "بما فيها إيران"، تقف موضوعياً في جبهة واحدة ضد "العدو الصهيوني". 

النّيران

الدّعم القطري للفصائل الفلسطينية التي تسلّحها وتموّلها إيران، ليس جديداً، وذلك رغم بعض المدّ والجَزْر على خطّ الدوحة - "الجهاد الإسلامي" تحديداً، في بعض الأحيان، وعبر بعض الخطوط بينهما. ولكن ما هو المستجدّ القطري في ردّ "الجهاد" على إيران، وفي العمل القطري ضدّ شبكة مالية رئيسية تابعة لـ "حزب الله" في منطقة الخليج، في هذا الوقت بالذّات، رغم أنه قبل سنوات، تبادلت الدوحة والعرب المقاطعة بسبب إيران (وملفات أخرى أيضاً)؟

فما هي حدود تأثير ذلك على لبنان والمنطقة عموماً، رغم أن اقتراب قطر من العرب سيحتّم عليها الذّهاب في ما هو أبعَد مستقبلاً، بذكاء لا يعرّضها لنيران المسيّرات والصواريخ الإيرانية، من أي بقعة في منطقة الخليج. 

تثبيت التزام

وضع مصدر مُتابِع للشؤون القطرية تنسيق الدوحة مع واشنطن ضدّ شبكة مالية رئيسية لـ "حزب الله" في الخليج، وموقف "الجهاد الإسلامي" من إيران، ضمن إطار "الإشارات القطرية الإيجابية للسعودية، ولباقي جيرانها في الخليج، حول التزامها بوحدة الموقف الخليجي العام".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الدوحة، ومنذ ما بعد المصالحة الخليجية، تسعى الى تثبيت التزامها بإفشال كل الرهانات على إمكانية اختراق الصفوف الخليجية". 

نهاية مرحلة

وأكد المصدر أن "مناخاً قطرياً جديداً بدأ يظهر منذ ما بعد إعادة إطلاق المفاوضات النووية مع إيران في فيينا، تحديداً، وبالتزامن مع الحَذَر السعودي والخليجي العام منها. وهذا يؤكّد أن مرحلة حكم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما انتهت، وذلك رغم أن مقاربة إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تجاه إيران هي أقلّ خشونة من تلك التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".

وأضاف:"نهاية مرحلة أوباما نتلمّسها بوضوح من خلال عَدَم تقديم إدارة بايدن أي تنازلات جوهرية لطهران، بموازاة تمسّكها بمسار السلام العربي - الإسرائيلي الذي أُعيد إطلاقه العام الفائت، وبالثوابت التفاوضية مع إيران في فيينا، وهي البرنامج النووي، والصواريخ الباليستية، وأنشطة الميليشيات الإيرانية في المنطقة". 

مواجهة

وعن تأثير أي تعديل في السياسة القطرية تجاه إيران وأذرعها، على لبنان، أشار المصدر الى أن "ملف "حزب الله" يتعلّق بثلاثة جوانب أساسية، هي إمكانية توفّر ميزان قوى يميل لصالح الفريق المُعارِض لـ "الحزب" في الداخل، ووجود مناخ عربي مستعدّ لدعم هذا الفريق في لبنان، وتوفُّر مناخ دولي مستعدّ للدّفع قُدُماً باتّجاه مواجهة المشروع الإيراني فيه (لبنان)".

وختم:"تبقى ملاحقة الشبكة المالية التابعة لـ "الحزب" في منطقة الخليج خطوة بعيدة عمّا تحتاجه الساحة اللبنانية تحديداً، على مستوى مواجهة النظام الإيراني".