الشاب سليمان سركيس يُوارى في الثرى اليوم

اليوم تودّع شكا الشاب سليمان فارس سركيس في كنيسة سيدة الخلاص. الوجع كبير، لا يُحتمل. وعلى مسافة جغرافية قريبة، ستتابع تلة العرب في أنفه لحظات الوداع. عزيز علاوي، والد مرتكب الجريمة، حاول كثيراً - على ما قال - أن يحول دون بلوغ هكذا لحظة. لكن، كيف سمح وجهاء البلدة لشبابٍ بالنزول الى شكا؟ يجيب: «هؤلاء شباب لا يزيد عمر أكبرهم على التسعة عشر عاماً».

لكن لماذا نزلوا وهم يعرفون حساسية حدوث تظاهرة بأعلامٍ فلسطينية في منطقة دفعت دماً على أيدي فلسطينيين؟ يجيب: «لا يتحمل هؤلاء الشباب أي ذنب. ففلسطين لديها سفارة في لبنان وليست الكيان الصهيوني». لكن، أليس واجباً مراعاة الحساسيات بين المناطق؟ يجيب: «لم يرتكب شبابنا خطأ مع العلم أننا حاولنا حثّهم على تجنب أي احتكاك. هي طريق عام». لكن، سبق ذلك إطلاق الرصاص بكثافة إبتهاجاً؟ يجيب: «ومن ليس معه سلاح. وحدهم فرسان العذراء لا يملكون السلاح في لبنان».

يقول عزيز علاوي: «يوم أصيب إبني ماجد في يده طلبت تسليم من اطلقوا النار على أن أسقط بعد يومين الحقّ. لم يحصل ذلك. ويوم الحادث كنت أنوي فعل ذلك. إتصلت بالقوى الأمنية. لكن، حصل ما حصل. سلمت إبني الى مخابرات الجيش. حاولت كثيراً تجنيب العائلتين والمنطقتين ما حصل. مصيبة ووقعت علينا». هي مصيبة ووقعت.

هل ستُشكّل تلة العرب وفداً للتعزية بالضحيّة اليوم؟ يجيب: «منذ إطلاق النار على الشاب سليمان، والده وشقيقه، اللذان أطلقا النار في 7 تشرين، في المستشفى. غضيت النظر عن وجودهما. لكن، بعد انتهاء الدفن سنعود الى القضاء. ولديّ فريق محامين».

ماذا عن «الجيرة» بين البلدتين؟ «سنعيش معاً ومن يُخطئ يتحمل المسؤولية. وواجب العقلاء أن يتدخلوا دائماً. أعترف أنه يجب التشدد بحمل السلاح وتغريم حامله. أما بالنسبة الى والد سليمان فأقول له: الله يصبرك ومصيبتك كبيرة ومن قلبي أقول: الله يرحم إبنك».

شكا دفعت الثمن كبيراً. والسؤال يبقى: إلى متى يبقى السلاح بين الأيدي؟