المصدر: Kataeb.org
السبت 7 حزيران 2025 18:12:15
تقدّم عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ بالتعازي من أهالي الضحايا الذين سقطوا جراء الضربات الاسرائيلية التي طاولت الضاحية مساء الخميس، قائلا:" كنت أتمنى أن أعايد اخوتنا المسلمين بعيد الاضحى بطريقة مختلفة ولكن ما جرى كان وكأنه تم التضحية بكل الشعب اللبناني، ومن دون أي شك فإن عودة الضربات بهذا الشكل والحجم يدل على عودة التوترات والاشتباكات والحرب على لبنان".
الصايغ وفي حديث عبر منصة "هنا لبنان"، لفت الى أنه تم التوصل الى اتفاق دولي والقرار 1701 هو اتفاق دولي، واليوم تساق اتهامات ضد لبنان على أن هناك تباطؤًا بملف سحب السلاح، وبالتالي هل ما حصل هو لإعادة ضبط الساعة الدولية والاقليمية والمحلية، وأن يفهم حزب الله أنه لا يمكن التسويف والتباطؤ والتحايل على هذه الاتفاقات الدولية، مضيفًا:" لماذا لم يتم نزع السلاح حتى اليوم من شمال الليطاني، هذا السؤال يطرحه كل مواطن، جنوب الليطاني بات اليوم آمنًا والجيش اللبناني قام بعمل رائع واتفاق وقف اطلاق النار يتحدث عن شمال الليطاني وبالتالي لماذا التباطؤ؟ نحن لا نريد إعطاء حجج لأي ضربة على لبنان وهذا لا يجوز، أطالب بإعادة الاعمار في الجنوب فورًا لنقول أن التعاون بمسألة السلاح يعيد دورة الحياة العادية لتنطلق، واليوم لماذا على اهل الضاحية وكل لبنان أن يعيشوا هذا القلق الدائم، اتمنى على الجيش أن يمسك الضاحية ويحوّلها الى منطقة عسكرية أمنية بالكامل والتخلص من المربع الامني الموجود، إذا صح القول أن هناك معامل لفبركة المسيرات وبحسب رواية الاسرائيلية هناك أكثر من ٨٠٠ مسيّرة استهدفت بالغارة، فلماذا هذه المسيّرات موجودة؟ قد نقول أن اسرائيل تتهم جزافًا وتطلق حجج جوفاء ولكن إذا ربطناها بما حصل من يومين على الحدود السورية اللبنانية عندما تم ضبط شحنة أسلحة من سوريا الى لبنان فهذا انتهاك واضح للقرار 1701، وهذا دليل دامغ وقاطع بغض النظر عن الرواية الاسرائيلية، وضغط اضافي على الدولة والحكومة اللبنانية بضرورة حزم أمرها وأن تعلن في كل مرة تضبط فيها سلاح غير شرعي تابع لحزب الله لان ثقة المجتمع الدولي بجدية التعامل مع هذا الموضوع بدأت تتزعزع، وأنا لديّ ثقة كبيرة أن رئيس الجمهورية يضع الامور على المسار الصحيح والمطلوب من حزب الله أن يذهب الى التنفيذ والانجاز لان ليس لدينا ترف الوقت فإسرائيل تنفذ ضرباتها بغض النظر عن صدقية مزاعمها بوجود أسلحة، والاميركيون يسمحون لها بذلك للقول أن الوقت يداهم وعلينا أن نتعامل مع الامر بسرعة والا ستطلق اسرائيل العنان لآلتها العسكرية وهذا ظرف تاريخي لاسرائيل لن يتكرر، فهي تسبيح الجنوب وتقتطع الاراضي وتحتلها."
وردًا على سؤال حول محاولة حزب الله استعادة دوره السياسي في البلد واستعادته لمراكز القرار المهمة، رأى أن هذا أمر طبيعي بدأ مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، مضيفًا:" تعلّموا الدروس أن الحرب لها مفاعيلها فهم خسروا المعركة العسكرية من دون أي شك، ودخلنا في لحظة وزمن سياسي في لبنان لا بد من إعادة التموضع وتحديث لعلاقاتهم السياسية وهذا أمر لاحظناه في أدائهم في مجلس النواب مع الحكومة ومع رئيس الجمهورية، خلفية هذا الامر تعني أن الايرانيين بحسب مصادرنا في الامم المتحدة بصدد إبلاغ حزب الله ان الخيار المسلح لم يعد الخيار الذي تدعمه ايران وستطلب من حزب الله ان ينخرط في العملية السياسية بالكامل في لبنان، وهذا كلام الخارجية الايرانية، ولكن هل يا ترى الحرس الثوري الايراني موافق على هذا الامر خصوصًا وأن في ايران خطوط، الكلام الرسمي تم التعبير عنه منذ يومين على لسان وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي في بيروت الذي قال أننا نريد حصر السلاح بيد الدولة وبالنتيجة اعتماد الخيار السياسي، بالتوازي نلاحظ تهريب السلاح على الحدود، لذلك يُبقي حزب الله أمامه خيارين خيار الحرس الثوري الايراني وهو الخيار المسلّح ويبقى ورقة إيرانية إذ أن السلاح له وظيفة ليس لحماية الجنوب والسيطرة على الدولة اللبنانية إنما اذا لم يتم ارضاء ايران في المفاوضات فهي قادرة على تخريب الحلول في المنطقة".
وعن مستقبل العلاقات اللبنانية - الايرانية، قال:" علينا أن نميّز عن أي إيران نتحدث، فهناك ايران التي لدينا معها مصلحة وعلاقات طيبة من دولة الى دولة وهناك ايران الاخرى التي لازالت تسعى الى ترميم وضعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي غزة، وهي لا تزال قادرة على تخريب الدول العربية وعواصم معّينة وكلبنان علينا أن نحمّل الدولة الايرانية مسؤوليتها عن أي تدخل من قبل ايرانيين يحصل في لبنان".
وعن إعادة الاعمار وعدم ربطها بتسليم السلاح، قال:" كنت أول من طالب بهذا الامر، وحزب الكتائب رأس حربة ومعروف موقفنا الذي لم نساوم علي أبدا بموضوع حزب الله ورفضنا كل مقولات النزاع ورفضنا كل الاتفاقيات ووقفنا ضد عهد الرئيس ميشال عون عندما لاحظنا انه يمارس ربط النزاع لا بل الانصياع لمشيئة حزب الله، وما اقوله هو من منطلق منطقي تام، فإذا تم تجريد اليوم الجنوب من السلاح غير الشرعي ما الذي يمنع عودة الناس الى قراها وبيوتها؟ هل نريد معاقبتهم بسبب خطهم السياسي؟ هذا لا يجوز".
وتابع:" بحسب تقارير الامم المتحدة والجيش اللبناني والاميركيين والفرنسيين تم تسليم اكثر من 500 موقع ومركز لحزب الله تم تدمير بعض السلاح ومصادرة البعض الآخر، نحن نقول اليوم لنمكّن الدولة لتعطي الحلول للناس في المناطق التي باتت آمنة وسيطر عليها الجيش وألا تكون الدولة اللبنانية خيار من الخيارات المطروحة إنما أن تكون لديها حصرية الاعمار والسلاح والامن والتنمية التي يجب أن ترعاها الدولة ففي وقت بدأ حزب الله بالدفع للمتضررين لم تدفع الدولة اللبنانية دولارًا واحدًا، وبهذه الطريقة نقول لاهالي الجنوب أن الدولة غائبة مقبوض عليها من قبل عقوبات اقتصادية مقنعة على لبنان لان في الضاحية وشمال الليطاني والبقاع لم يتم تسليم السلاح بعد، حزب الله تعاون في جنوب الليطاني بالرغم من أنه حاول التهرب في بعض الاماكن، فهل يكون منع اعادة الاعمار مكافأة لهذا التعاون، ونستمر بتهجير الناس من ارضهم؟ هذا الامر لا يجوز، علينا أن نكافئ من يتعاون وهذه المكافاة ليست بالسياسة إنما بالحق الانساني، لذلك اتمنى على الدولة اللبنانية ان تجزئ المشكلة كما تم تجزئة القرار 1701 لنقول ان اعادة الاعمار يجب ان تحصل انطلاقا من جنوب الليطاني وصولا الى كل لبنان تماما كما يحصل مع نزع السلاح".
وعن تغيير نائبة المبعوث الاميركي مورغان أورتاغوس في ظل التقارب الاميركي والايراني، قال الصايغ:" كانت محط إعجاب من قبل كثيرين في لبنان، ولكن من وجهة نظري لا أربط الامرين ببعضهما البعض فبحسب المعطيات التغيير هو لاسباب أميركية ومرتبط بقواعد تصرف، إنما لا تغيير في السياسة الاميركية، في حين أن الاسرائيلي هو المنزعج الوحيد من هذا التقارب لانه لا يريد حلا سلميًا وهو يعلم ان ايران أنجزت التحضيرات للقنبلة النووية، من هنا اسرائيل تفضل أن تجتث القدرة الايرانية من اساسها لتعيدها 30 سنة للوراء تمهيدا لأي حل سياسي، بينما الاميركي يعتبر ان الاتفاق الذي سيحصل يشبه الاتفاق الاقتصادي في حين سيتم تكريس موقع ايارن كدولة نووية في الشرق الاوسط، ولكن السؤال المطروح: هل نظام المصلحة العربية يمكن أن يتعايش مع ايران نووية؟ وهل يمكن للعقل الامني الاسرائيل ان يتأقلم مع هذا الواقع؟ وما نراه اليوم هو أن الاسرائيلي يغلب الطابع الوجودي الامني على كل تصرفه السياسي أكثر من الطابع السياسي التسووي وهذا ما يفسر ما يحصل في غزة الذي يدل ان المنهجية الاسرائيلية ستطبق في كل المنطقة".
وعن غياب لبنان عن الساحة الدولية في حين سوريا محط أنظار الجميع، أشار الى أن السبب يعود الى أن هناك دعمًا واطمئنان لسياسة الرئيس السوري أحمد الشرع الواضحة اليوم ولانه فهم أن في نهاية المطاف سيعقد السلام مع اسرائيل، وعلى ما يبدو هناك لجان مشتركة على إدارة الملفات الشائكة بين إسرائيل وسوريا، مضيفًا:" السبب الحقيقي لعدم عقد سلام بين البلدين من 30 عامًا هو الاختلاف على الرزنامة وعامل الوقت".
وعن اقتراب موعد تسليم السلاح الفلسطيني، أكد أن علينا أن نبني دولة ومن دون أمن بالتراضي، موضحًا أن الغطاء الفلسطيني أُعطي للدولة اللبنانية وسُحب عن المجموعات المسلّحة الفلسطينية من أجل تنفيذ اتفاق الطائف ومن ثم قرارات الحوار الوطني اللبناني 2006 وأخيرًا القرار 1701 والترتيبات المتعلقة به، وبالنتيجة علينا بناء الدولة وطبعًا هناك حكمة ودراية إذ إننا لا نريد توريط الجيش اللبناني فهناك معارك صعبة عليه وتُحدث أثرًا سلبيًا على بنتيه والوطن بشكل عام، ولكن تبيّن أنه عندما كان هناك قرار لبناني بنهر البارد وبمعركة صعبة سياسيًا وعسكريًا انتصر الجيش وانتصرت الإرادة اللبنانية وبالرغم من جود نهر البارد على بعد كيلومترات من الحدود السورية وإمكانية التأثير السوري على البيئة المحيطة بنهر البارد حُسم الأمر وانتصر الجيش ومعه الدولة برغم الخط الأحمر من السيد حسن نصرالله ودعمه من جماعة ورقة تفاهم اتفاق مار مخايل.
أضاف: "بعض من يعلنون اليوم انهم ينتصرون للجيش كانوا يشككون بقدرته، وأتى قرار الدولة ويُسجل الأمر للرئيس السنيورة والرئيس الحريري و14 آذار وكل الذين حضنوا هذه القرارات وتُسجل للبيئة السنّية المحيطة بنهر البارد التي حضنت الجيش وواكبته حتى النهاية وبرهنوا أن الولاء أوّلاً وأخيرًا يجب أن يكون للبنان."
وعن تكرار مشهد الاشتباكات اليوم قال الدكتور الصايغ: "بالطبع لا، يجب أن يدخل الجيش ويُمسك المخيّمات من دون أي عائق، وعلى الأونروا أن تلعب دورها كي لا تكون متهمة بأنها فصيل من الفصائل الفلسطينية كما يُساق لها الاتهام، وعلى الدولة أن تعلن "الأمر لي" وتبدأ من المخيمات وهناك إجماع لبناني على ذلك، ويريح لبنان أن تعطي إشارة على جدية ما تقوم به بموضوع السيادة."
وعن عرقلة حزب الله مسار تسليم السلاح انطلاقًا من المخيمات الفلسطينية قال: "إذا كان للدولة من مكان تبدأ به بشكل صحيح وتعطي الإشارة على أن الأمن بالتراضي انتهى فهو انطلاقًا من المخيمات. "
وعن حديث الرئيس نبيه بري عن تغيير قانون الانتخاب، وهل هذه الخطوة من بري لحماية الثنائي للمحافظة على حصرية التمثيل وكأننا عدنا إلى ما قبل الحرب قال: "بالتحليل نقول العكس تمامًا، هذا القانون يعطي حصرية التمثيل ومن الصعب تصوّر أن بهذا القانون يمكن تأمين انتخاب مرشح شيعي آخر غير راضٍ عنه الثنائي، وبالنتيجة وكأننا ننطح الحائط".
أضاف الدكتور الصايغ: "أي قانون يؤدي إلى تفكيك الأحاديات ضمن المجموعات السياسية والطائفية في لبنان مرحّب به،: وأردف: "الإشكالية الكبرى ستكون مستقبل الطائفة الشيعية من دون الرئيس بري، والأعمار بيد الله، فهو يلعب دورًا محوريًا من الحرب وبعدها، وطبعًا هناك اختلاف سياسي معه على ملفات عديدة وجوهرية، ولكن من سيؤمّن التواصل والكلام والتسوية التاريخية مع الطائفة الشيعية في لبنان بعد بري؟" من هنا بري يحضّر للمستقبل ولا يهتم بعدد المقاعد ومن سيأتي رئيسًا للمجلس النيابي عام 2026 إنما همّ باقي الأطراف يجب أن يكون أنه اذا استمرت الأحادية بهذا الشكل فسننتقل إلى أحاديات وفديراليات وكل واحد يحكم طائفة".
وأكد على أن التعددية بتركيبتنا كمسيحيين، مذكّرًا بأن الآباء العامّين للرهبانيات يأتون انتخابًا وهذا من 300 و400 سنة والبطريرك يأتي انتخابًا والمطارنة بعد استمزاج ومشورة وتتدخّل روما لتثبّت الخيار أو لتعدّل به، أي الديمقراطية والتعددية جزء من تركيبتنا بالجينات ولن نتمكن من التعايش مع حالات أحادية في لبنان ولذلك لا بد من تفكيك هذه الحالات.
ورأى أن الرئيس بري يجب أن يحضّر مستقبل الحالة الوطنية ومستقبل حركة أمل والطائفة الشيعية لما بعد بعد، مضيفًا: "اليوم برأيي هذا القانون يؤمّن لهذا أو ذاك أعدادًا كبيرة من الكتل، إلا أننا رأينا انها تخدم لضبط سيطرة حزب الله على الدولة ولكن عندما ينتهي موضوع السلاح كما هو مخطط له في 2025 ففي 2026 لن يعود هذا الموضوع هو الأساس أي كيفية ضبط هيمنة حزب الله على الدولة، لا بل أصبحنا بعملية مشاركة بالسلطة، توازن من ضمن السلطة واحترام التنوع الثقافي الموجود في لبنان والإتيان بأوكسيجين على المجلس النيابي، وأعتقد أن البرلمان اللبناني لن يتألف من كتل كبيرة بل من كتل صغيرة عدة كما كان قبل 1975 وأكبر كتلة كانت من ١٤ نائبًا وكانت تستطيع تركيب موالاة ومعارضة حسب المواضيع وهكذا هي الأصول."
وتابع الدكتور الصايغ: "رأينا أن المعارضة كانت مقاومة لحزب الله أكثر مما هي معارضة، مشيرًا إلى أن اليوم هناك فريق واحد ليس بالحكومة ولو أعطيت له الحصة التي أرادها لكان في الحكومة وأخذ ما يريده، وبالنتيجة العملية ليست خيارات سياسية بل اتفاق على حصص ولا بد من إعادة الرونق للديمقراطية وأن تحصل الاصطفافات وفق الخيار السياسي."
وعن قانون الانتخاب الأفضل بالنسبة إلى الكتائب قال الصايغ: "الدائرة الفردية الصغرى بحيث ينتخب المواطن من هو أقرب له،" شارحًا: "لنفترض أنه يحق لكسروان ان تتمثل بخمسة نواب، يكون هناك 5 دوائر صغرى والمواطن ينتخب النائب وقد يكون الأقرب للتنفيذ لكن إن تنازل بري عن الأحادية في الشارع فقد يطلب تعويضًا بالقانون وقضايا أخرى منها ان يكون العدد مؤثرًا اكثر مما هو الآن، وبالنتيجة لا يمكن حل ذلك إلا بالإصلاح ومجلس الشيوخ وطمأنة الطوائف اللبنانية أن كل ما يهمها سيعالج في مجلس الشيوخ ويهتم مجلس النواب بالتشريع."
ولفت إلى إن في اللجان البرلمانية ما من مرة كان هناك اصطفاف بين مسلمين ومسيحيين، مشيرًا إلى انها تعمل على مشاريع قوانين وإن كان هناك حساسيات معينة ومصالح يجب الدفاع عنها، لكن حتى في قضية التربية مثلا حول المدارس الخاصة هي بين نظريتن للتربية، فحزب الله يقف مع المدارس الخاصة أكثر من مسيحيين آخرين، مشيرًا إلى ان الناس تعتقد أننا ضد بعضنا في الداخل ونسحب السكاكين على بعضنا البعض، فيما ان التعاون كبير وهذا لا يعني انه يجب أن تلغى المناصفة بل لا بد من تأمين القانون الأفضل للمسيحيين والذي يُدخل الأوكسيجين الى البرلمان، فلا ننسى أننا أتينا به وخرب لبنان فما خرّب لبنان هو اتفاق مسيحي مسيحي، وهذا يعني ان ليس كل ما يقوم به المسيحيون هو الأفضل للبلد، فأحيانا تكون هناك محاصصة ولذلك يجب ألا نعتبر أن المسيحي هو الذي يقدّم الفائدة الأكبر للبلد، فهو عمّر لبنان ولكنه يتحمل المسؤولية الأولى بانهيار البلد وأنا مسؤول عن كلامي فقد اؤتمن على الكثير وفرّط بالكثير ".
وأوضح أن ليس السوري الذي احتل لبنان خربه، لا بل حرب الإلغاء التي خرّبت لبنان فهي اندلعت بين المسيحيين، معتبرًا أن من خرب مكتسبات 1400 سنة هو الصراع المسيحي المسيحي، من هنا من دون جلد الذات لا بد من أخذ الدروس ونقول ليس كل من يرسم الصليب على وجهه يفضل مصلحة المسيحيين ولبنان، وسأل: "ألم نأخذ الدروس من أنه لو لم يستشهد الرئيس رفيق الحريري لكان السوريون في لبنان لغاية الآن ولكانوا يحكمون لبنان؟ الأمر نفسه في امور كثيرة فلولا رئيس الحكومة السني الذي أعطى الأمر في نهر البارد هل كان يمكن أن يعطيه المسيحي؟ كلا، هذا لبنان فلا أحد يزايد على الآخر في لبنان وليس كل ما يتفق عليه المسيحيون جيّد وليس كل ما يتفق عليه المسلمون جيد كذلك".
وتابع: ألم يتفقوا لدعم الرئيس ميشال عون فهل كان العهد جيدًا للبنان؟ لماذا؟ لأننا لم نرتق إلى مستوى الآباء المؤسسين للدولة اللبنانية وإلى مستوى البطريرك الحويك ورجالات الاستقلال، فقد دخلنا الى المعنى الضيق للتعاون المسيحي المسيحي، وهذا ادى الى الخراب، وهذا يؤدي الى التطرف المسيحي الذي هو خراب على لبنان، مشددًا على ان قوة المسيحيين ان تبقى لديهم امكانية الطرح القوي للبنان، مستشهدا بمقولة الرئيس الشهيد بشير الجميّل، "هوجمنا كمسيحيين ودافعنا كلبنانيين"، موضحا انه بعز الهجمة على المسيحيين في لبنان، علم أنه كي تحمي المسيحي في لبنان طرحك يجب ان يكون طرح القيم والحرية والحقوق باسم كل لبنان.
واضاف: لبنان هو الحاضنة الاساس لحماية المسيحيين فيه".
وتابع:" المسيحيون في لبنان ليسوا بحاجة الى زعيم، ولكنهم ضمن الرؤية العامة بحاجة الى مشروع وطني، فهم يفتقدون اليوم لمشروع، لمشروع لبناني".
واردف: لقد ذهبنا الى بكركي وصلينا مع غبطة البطريرك الراعي كنواب مسيحيين واجرينا رياضة روحية، انما الترجمة السياسية لها ماذا كانت؟
وأكمل: "امام المذبح نكون ملائكة وعندما نخرج نصبح شياطين".
وشدد على أن المسيحي الملتزم عليه ممارسة فعل الايمان بالسياسة، مشيرا الى ان مثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وضع مسودة السلوكيات المسيحية فمن يلتزم بها؟ من يلتزم أن لا يكّذب في السياسة؟ من يلتزم الا يشتري الضمائر بالسياسة؟ من يلتزم بسيادة لبنان دون اي مساومة؟ من يلتزم ان الدستور هو فوق كل شيء وليس هو وجهة نظر؟
وأضاف: "البعض يلتزم فيها ومعروف من هو، وانا انتمي كحزب سياسي الى هذا البعض، في حين ان البعض الاخر كان يعتبر ان الدستور وجهة نظر" .
وأكد ان قوتنا كمسيحيين ان نكون رافعة هذا البلد، بسبب التنوع والتعددية لدينا والحرية التي قادرون على اللعبة من ضمنها، قادرون ان نكون الرافعة السياسية لهذا البلد، فإن فسد الملح فبماذا بملّح؟"
وتابع: "من هنا اقولها بكل صراحة ان المسيحيين هم ملح هذا البلد، وكي نحافظ على لبنان علينا ان لا نكون ملحا فاسدا لذلك على المسيحيين ان يلعبوا دورهم بالكامل على أسس جوهرية ، وانا أدعوهم إلى ألا يلتهوا بالقشور و السياسات التفصيلية انما ان يتوحدوا في الجوهر وألا يلعبوا بالجوهر جوهر لبنان اي بقضايا السيادة مثلا او اللعب بموضوع الفلسطينيين في لبنان، فأنا شاركت بلجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، ورأيت ممثلي احد الاطراف اللبنانية المسيحية الذي كان يحضر نفسه للرئاسيات اعطى تسهيلات غير مسموحة بهذه اللجنة، حتى ان اطراف اخرين مسلمين كانوا يقولون لي خارج الجلسة انهم مطمئنون لموقفي، في حين ان المسيحي يقدم تنازلات ببعض الامور للفلسطينيين، بسبب تفكيره ان يلمع صورته امام السنة خاصة كي يدعموه في انتخابات رئاسة الجمهورية. واردف: هذا تلاعب بالجوهر وليس "تذاكيا وشطارة".
ودعا السياسيين المسيحيين للاتفاق على الكلام المقدس الذي يجب ان يقال في كل القداديس ويتركوا الطوائف تصلي على طريقتها، ولكن اياهم واللعب بالجوهر.
ودعا البطريرك الراعي لتحديد المشتركات المسيحية التي لا يجوز تجاوزها ابدا، وانطلاقا من هنا نحن قادرون على دفع لبنان ليكون البلد الذي نحلم فيه.