الـDark web إلى العلن... ملتقى القتلة والمغتصبين وتجار السلاح والبشر فمن المسؤول؟

بعد فضيحة عصابة "التيك توك" التي هزّت لبنان في الأيام الماضية والتي وصفتها قوى الأمن الداخلي بأنها "عصابة منظّمة"عقب كشف شبكة اتجار بالقصّر تعمل على اغتصاب الأطفال وإجبارهم على حضور حفلات مشبوهة بعد تهديدهم بفضحهم ونشر مقاطع الفيديو التي تم تصويرهم فيها، ظهر إلى العلن ما يُسمّى بالـ"Dark web"، الموقع الذي تم نشر مقاطع الفيديو عليه.

وزير الإتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، لفت في حديث لـ "Kataeb.org" إلى أن قدرة وزارة الإتصالات لمحاربة الـ" Dark Web" محدودة جدًّا وليس فقط في لبنان، معتبرًا أن المعالجة تكون من خلال التعاون مع منصة TikTok لتقديم توجيهات وتدريبات للأهل من أجل ضبط هذا الموضوع علمًا أن ذلك لا يتوقّف على ايقاف تيك توك فقط لا غير.

وقال: "بالنسبة لوزارة الاتصالات، الموضوع يتوقّف بالدرجة الأولى على الـ PARENTAL" CONTROL SPEECH" الموجود داخل "تيك توك"، فدور الأهل أساسي في هذا الموضوع، أما بالنسبة لقدرة وزارة الإتصالات بحظر "تيك توك" في لبنان، فهي تملك نسبة كبيرة من الضغط لتوقيف هذا التطبيق، ولكن ليس بإمكاننا التصرف من دون أمر قضائي".

وأضاف: "إن عالم "السوشال ميديا" واسع جدًا، متسائلًا: "اذا أوقفنا "تيك توك" لماذا لا نوقف "فايسبوك" أو تطبيقات أخرى؟ بالتالي نحن اليوم لا نستطيع عزل أنفُسنا عن العالم".

وردًّا على سؤال، اعتبر أن حظر "تيك توك" في عدد من البلدان يعود لأسباب سياسية على سبيل مثال الولايات المتحدة الأميركية.

وكشف القرم: "أن 9% من استهلاك الـ"الداتا" في لبنان على "التيك توك" وهذا رقم كبير بالنسبة للمدخول، لذلك يصبح من الصعب إتخاذ القرار بحظر التطبيق".

واشار إلى أن الكثير من الأشخاص مستفيدون من تيكتوك للـMarketing والتسويق، لافتًا إلى أن البعض يعتمد على تيك توك كمدخول أساسي.

وعن فضيحة "التيكتوكيرز" التي أثارت الضجة في لبنان والعالم، قال: "علينا أن نكون يقظين بالنسبة لهذا الموضوع وألّا نتمادى بردّة الفعل".

عضو لجنة تكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب النائب الياس حنكش، تحدّث بدوره لموقعنا فقال: " إن الإنحطاط الأخلاقي الذي وصلت اليه بعض فئات المجتمع اللبناني اليوم غير مرتبط بـ"منصّة" معينة، علمًا أن "الرقابة" أو الـ"Control" الذي يجري على منصات أخرى كـ"فيسبوك وانستغرام وواتساب" أكبر ممّا يتم على "تيك توك".

ورأى أنّه من الضروري خضوع هذه المنصّات لرقابة الجهات المعنية بالإضافة الى رقابة الأهل الذين يتوجّب عليهم الإطّلاع يوميًا على ما يشاهده أولادهم على وسائل التواصل الإجتماعي كافة وليس فقط "تيك توك".

واشار الى أن "الأزمة التي حلّت بلبنان أثّرت على المستوى الذي وصل اليه "التيكتوكيرز" اليوم".

وقال: "لا تقتصر المشاكل على "تيك توك" وغيره إنما نواجه مشاكل أخرى في موضوع الإنترنت والتكنولوجيا".

وأضاف: "كلجنة تكنولوجيا، هناك الكثير من المواضيع تتم معالجتها من أجل أن يكون هناك رقابة وضبط لبعض الأمور على مثال أنشطة القمار ONLINE، لافتًا الى أن الحلّ يكون بتوعية اجتماعية ورقابة مشدّدة من قبل الأهالي.

وعن قضية اغتصاب واستغلال القصّر، قال حنكش: "الجريمة جريمة ويجب معاقبةمن ارتكبها وإنزال أقصى العقوبات به لردع غيره كي لايتجرّأ على ارتكاب جرائم ممثالة".

وفي الختام، ثمّن حنكش أداء مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، مشدّدًا على وجوب دعم كل الأجهزة التي بإمكانها المحافظة على السلم الأهلي.

الخبير في الأمن السيبراني والتحوّل الرقمي والرئيس التنفيذي لشركة Revotips للإستشارات التقنية رولان أبي نجم أشار بدوره الى أن "الـ"Dark Web" مواقع موجودة على "الانترنت" وليس الأمر بجديد، وموجود في كل دول العالم، واي شخص يمكنه الدخول اليه".

وقال في حديث خاص لموقعنا: "إن شبكة الإنترنت مكوّنة من ثلاث طبقات الـ"Surface web" مثل  محرّكات البحث كـ "Google" أو "Bing" الذي يحتوي على الغالبية العظمى من المواقع المتاحة أمامنا كمستخدمين عاديين. الـ"Deep web" يحتوي على معلوماتٍ لا تُفهرس ولا تظهر في محركات البحث الاعتيادية لدواعٍ أمنية وسريّة، مثل: "البريد الالكتروني، الخدمات المصرفية، معلومات وكالات الاستخبارات، الجامعات وحسابات الطلَّاب، مستشفيات وتقارير طبية"، وبالتالي هذا النوع لا يشكّل خطرًا، أمّا "Dark web" فتعود نشأته إلى السبعينيات، مع إطلاق أميركا أولى شبكات الإنترنت، حيث أسّست آنذاك شبكات خاصة لحفظ المعلومات السرية التي تخصها، ومع تطور التقنيات، بات يمكن للأفراد الوصول إلى مواقع وخدمات غير مرئية عبر متصفح خاص يسمى "تور-tor"، والذي يخفي هويتهم ويشفّر نشاطهم، مشيرًا الى أن الدخول إلى "الدارك ويب" لا يمكن أن يتم إلا من خلال صفحات "تور"، نظراً إلى أن هذه الصفحات أو الروابط تحمي وبشكل كامل المستخدمين، وعادة يستخدم روّاد هذه المواقع في لبنان VPN، وغالبا ما تكون من الأنواع المدفوعة نظرًا إلى فعاليتها.

 

أضاف: "المشكلة الموجودة عند دخول أي شخص على  الـ"Dark web" هو أنه تلقائيًا تتعرّض صفحاته للـ"viruses" أو " hacking " للأنظمة التي يُعمل عليها، بالإضافة الى أن مستخدمي هذا "الويب" هم الخارجون عن القانون والقراصنة والقتلة والمغتصبون وتجار السلاح والبشر، وبيع الأعضاء".

 وأعطى أبي نجم مثالًا قائلًا: "منذ بضعة أيام تمّ إلقاء القبض على عصابة تستخدم الـ"dark web" في الكويت بترت أعضاء صبي، مصري الجنسية، في الخامسة عشرة من عمره، وباعت أعضاءه وعرضت الفيلم على الـ "dark web".

واستطرد أبي نجم، متحدثًا عن "المواقع الإباحية" بأن "اي شخص له القدرة بالدخول اليها، علمًا أن هذه المواقع تُعتبر غير أخلاقية ولكنّها تلتزم بالضوابط، فلا يُمكنها عرض أي فيلم إباحي لقصّر أو إغتصاب".

ولفت الى أن "أي "منتج" مسروق وغير قانوني يمكن ايجاده في الـ"dark web" كأفلام ومشاريع للجامعة وغيرها..

أما بالنسبة للمسؤولية، فأكّد أن السيطرة على الـ"dark web" ليست بيد الدولة اللبنانية فحكومات العالم لا تستطيع ضبطه والسيطرة عليه حتى الولايات المتحدة والمخابرات الأميركية إذ ان العصابات الموجودة أقوى من الدول".

أما عن موضوع التيك توك، فاعتبر أن "المسؤولية تقع على فرقاءعدّة ، الدولة اللبنانية  التي باتت معروفة بالـ"صفر توعية"، على مخاطر بعض مواقع التواصل الإجتماعي والألعاب الالكترونية، اضافة الى مخاطر الإبتزاز التي تحدث  أونلاين، بالإضافة الى مسؤولية وزارة التربية والمدارس".

وشدّد أبي نجم على أن "المسؤولية الأساسية والأولى تقع على عاتق الأهل"، قائلًا: "للأسف، في لبنان الأهل أصبحوا بحاجة الى التوعية".