الآلاف يغادرون رفح.. الجيش الإسرائيلي "أبلغنا مصر" والأونروا تحذّر!

بعدما دعا في تحذير عاجل سكان مناطق شرق رفح جنوب قطاع غزة إلى إخلائها والتوجه نحو المواصي وخان يونس، زعم الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ مصر الليلة الماضية ببدء عملية إجلاء شرق المدينة الفلسطينية المكتظة بالنازحين.

كما أشار إلى أنه يعمل على عدم توجه سكان رفح نحو الحدود المصرية، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين.

أتى ذلك، بعدما أوضح أن عملية إخلاء المناطق الشرقية لرفح ستشمل نحو 100 ألف شخص.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الإخلاء "جزء من الخطط لتفكيك حماس..."، مضيفا " تلقينا بالأمس تذكيرا عنيفا بحضورهم وقدراتهم العملية في رفح"، في إشارة إلى الهجوم الذي طال معبر كرم أبو سالم، وأدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين

الآلاف ينزحون مجددا

بالتزامن، بدأ الآلاف يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة، وفق ما أفاد شهود لوكالة أنباء العالم العربي.

كما أكدوا أن حالة ارتباك سادت في أوساط النازحين في ظل الدعوة الإسرائيلية المفاجئة، التي جاءت بعد يوم واحد من أنباء إيجابية عن تقدم في صفقة تهدئة وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

وقال شاهد عيان "حاولنا أن نأخذ خيامنا معنا وبعض ما يمكن نقله من أمتعة في رحلة نزوح جديدة ولا نعرف كيف ستكون نهايتها".

في حين أكد شاهد آخر أن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات على منطقة رفح تدعو السكان للمغادرة بشكل فوري باتجاه ما سمته "المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي".

وتضمنت المنشورات تهديدا بأن الجيش "سوف يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن.. كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرض حياته وحياة عائلته للخطر."

يذكر أن عدد المقيمين في رفح يصل إلى نحو 1,2 مليون شخص، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وكانت العديد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة حذرت مرارا على مدى الأشهر الماضية، فضلا عن الأمم المتحدة من اجتياح المدينة، أقلها قبل تأمين مناطق آمنة لإجلاء النازحين.

إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو شدد على أنه ماض في غزو المدينة سواء أبرم اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار أم لا.

"الأونروا" تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة "المواصي"

وفي سياق متصل، قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، يوم الاثنين، إن المنطقة الإنسانية الموسعة حديثًا في المواصي- حيث وجه الجيش الإسرائيلي آلاف الأشخاص من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست "مناسبة تمامًا" للعيش.

ونقلت "سي إن إن" عن أندرسون قوله إن الجانب الساحلي الغربي من قطاع غزة منطقة رملية فيها الكثير من الشواطئ.."إنه ليس مكاناً مناسباً للناس ليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم".

وأضاف مدير الوكالة: "أعلم أنهم وسعوا المنطقة (الإنسانية) مؤخرا، ولكن الكثير منها (المنطقة) تقع في خان يونس، التي ما زلنا نحاول أن نجعلها تتعافى من عملية حدثت هناك.. كان هناك الكثير من الدمار، الكثير من التأثير على المرافق مثل الرعاية الصحية، وحقا ما يفعلونه هو الانتقال من منطقة واحدة إلى أخرى من المفترض أن تكون أكثر أمانا",

وقال مسؤول الأونروا لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن بعض الأشخاص الذين سيتأثرون بأمر الإخلاء قد تنقلوا بالفعل أربع أو خمس مرات.

المواصي

  • تقع المواصل على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.
  • تقسم المواصي التي تبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، إلى منطقتين متصلتين جغرافياً، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، وتتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.
  • تعدّ المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، وهي تفتقر للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية، ويسكن هناك نحو 9000 نسمة يتعيشون من مهنتي الصيد والزراعة.