جدل التحكيم الإسباني يتواصل... لكنّ العالم يرى

لن يصل التحكيم في إسبانيا إلى شيء ملموس طالما لا يمكنه السيطرة على الحالات الجدلية الكثيرة التي تضرّ به. كان يملك سيزار سوتو غرادو، الذي أدار مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، فرصة الخروج من دائرة الشك التي أحاطت به، لكنه قرّر أن يكون في مرمى نيران الانتقادات.

شاهد العالم ركلة جزاء مثيرة للجدل، بعدما تقدّم لوكاس فاسكيز ظهير ريال مدريد نحو باو كوبارسي قلب دفاع برشلونة وارتطم به، ليطلق غرادو صافرته بلا تردّد معلناً عن ركلة جزاء، ولكنّ المثير للدهشة هو موقف غرفة الفيديو التي مرّرت الواقعة من دون أن تبدي رأيها.

أما الواقعة الثانية، فكانت هدف لامين يامال الذي أحرزه، ولكن الحكم ومساعده وتقينة الفيديو فشلوا في تقديم تفسير مقنع عبر التكنولوجيا التي تمتلكها، وقرّروا إلغاءه بداعي أنّ الكرة لم تتجاوز خط المرمى بكامل محيطها.

ولكن حارس ريال مدريد كان بالفعل في داخل المرمى وهو يبعد الكرة، وهو ما استدعى وسائل الإعلام لانتقاد رابطة "الليغا" التي رفضت إنفاق 3 ملايين يورو لشراء تقنية "عين الصقر" التي تحتسب الأهداف بدقة.

سارع خافيير تيباس رئيس رابطة "الليغا" للتأكيد أنّ تكنولوجيا "عين الصقر" مليئة بالأخطاء، وشارك مقالات من إيطاليا وإنكلترا تؤكّد كلامه، لكنه لم يقدّم تفسيراً حول كيفية نقل الكلاسيكو بـ36 كاميرا وتفشل جميعها في تحديد مكان الكرة بدقة، وظلت غرفة الفيديو حائرة لمدة دقيقتين في مراجعة اللعبة، وقرّرت في النهاية تفسيرها لصالح ريال مدريد، ثم ظهرت صور عن طريق الجمهور في المدرّجات تثبت أنّ الهدف شرعي.

ومن الألعاب المثيرة للجدل أيضاً، هدف أندرياس كريستنسن في مرمى ريال مدريد، حيث قفز على توني كروس، وكان من الممكن عدم احتسابه بداعي ارتكاب خطأ، لكنّ الغريب أنّ غرادو اعتبر أنّ الهدف لا غبار عليه.

وعاد غرادو لإثارة الجدل من جديد، فأثناء انفراد لامين يامال بالمرمى، عرقله مدافع ريال مدريد إدواردو كامافينغا، ليشهر له بطاقة صفراء، وفي مثل هذه الحالات يجري قياس هل كان المدافع الفرنسي هو آخر لاعب للنادي الملكي أم لا، لأنّ الواقعة أظهرت أنّه كان يستحق الطرد المباشر، حيث جرت مقارنتها بنفس حالة رونالد أراوخو مدافع برشلونة الذي ارتكب نفس المخالفة مع باركولا لاعب باريس سان جيرمان، ليخرج مطروداً وتتحوّل مباراة دوري أبطال أوروبا رأساً على عقب.

كان بإمكان لجنة الحكام في إسبانيا استبعاد غرادو الذي لديه مشكلة مع برشلونة منذ أوّل مباراة في "الليغا"، حين رفض احتساب ركلة جزاء بداعي أنّ هناك لمسة يد على غافي أمام خيتافي، ولم تفلح الكاميرات أيضاً في إثباتها، حيث يحتاج نظام التصوير برمته إلى إعادة نظر.

كما كان الحكم نفسه محل انتقاد من ريال مدريد على قناته، لكنّ الجدل هو أحد التقاليد التي يحافظ التحكيم في إسبانيا على تغذيتها باستمرار، لقد شاهد مئات الملايين حول العالم كيف كان مستوى غرادو في مباراة الكلاسيكو، وأطلقوا انطباعاتهم الخاصة حوله، ولن يسقط ما فعله من الذاكرة.