حنكش: لا يمكن تشريع تقييد عمل وحرية الصحافيين ونرفض التسلح لأي فصيل كان خارج الشرعية والجيش

رأى النائب الياس حنكش أن لبنان وُجد لأن سقف الحريات فيه أعلى من محيطه، لافتاً إلى أن هناك تجاوزات اليوم من خلال قمع للحريات والتخوين ومحاولات لوضع لبنان تحت إطار الدولة البوليسية، وبات في مصاف الدول المتأخرة في موضوع الحريات.

حنكش وفي حديثٍ عبر صوت لبنان قال: "اليوم لدينا مشكلتين: الأولى هي أنه لا يمكننا الإتجاه نحو التشريع الذي يسمح بتقييد عمل وحرية الصحافيين، والثانية هي مسألة التنظيم في المؤسسات الإعلامية، كما وأن هناك وسائل قديمة تقليدية وغيرها جديدة مثل وسائل التواصل و"البودكاست"، لكن تنظيم الفوضى لا يجب أن يُقيّد حرية الصحافة". 

وأضاف: "لا يمكن الا الارتكاز على كيفية تعامل الدول المتقدمة مع حرية الصحافة والحريات العامة مع الأخذ بعين الإعتبار الوضع المجتمعي المحافظ القائم، والعودة دائماً الى الإختصاصيين في أي قطاع وكيف إذا كان في قطاع الإعلام".

حنكش:  لا يحق لحماس أو للحزب أو أي فصيل القيام بأي خطوة بحجة تحرير فلسطين من لبنان

بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في غزة، عادت الجبهة الجنوبية للاشتعال بعد هدوء لم يدم طويلاً. وفي خضم ذلك، كان لافتاً إعلان حركة حماس في لبنان عن ولادة تنظيم طلائع طوفان الأقصى، داعية أبناء شعبها إلى المشاركة في تحرير القدس والمسجد الأقصى.
وهكذا يُستبدل زمن “فتح لاند” بزمن “حماس لاند” في الجنوب اللبناني، وسنعود لنسمع من جديد “طريق فلسطين تمر من لبنان”.
وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر حزب الله في حديث لـ”هنا لبنان” أن لا موقف للحزب مما تم إعلانه، وليس هناك أي تصريح علني في هذا المجال، والحزب يفضل عدم التعليق على هذه الدعوات.
وكعادتها، وقفت السلطات اللبنانية متفرجة، بصمت مريب رغم انتهاك السيادة والكرامة والأرض المستباحة، لذلك عاد النائب الياس حنكش، في حديثه لـ”هنا لبنان”، بالذاكرة إلى الوراء مشيرًا إلى أنه تاريخياً هناك من بَدَأ بـ “فتح لاند” وشرّع تحرير فلسطين من لبنان، ليصبح منصة صواريخ، ودفعنا الثمن كشعب لبناني. وخفّت الوتيرة بعد ذلك، مع إقامة حصن منيع يحظّر القيام بأي خطوة من لبنان إلى إسرائيل، فأدارت هذه الجهة صواريخها وعتادها إلى الداخل اللبناني ونتحدّث عندها عن الحرب اللبنانية التي كان حزب الكتائب اللبنانية في صلبها لمنع مشروع كبير دعمته دول كبيرة، تخلّت عن لبنان اليوم، وهي إقامة دولة بديلة لفلسطين في الأراضي اللبنانية. وبعد 60 سنة،نشهد من جديد على استباحة السيادة وعدم بسط سلطة الدولة على أراضيها تحت راية “الوصول إلى القدس وتحرير فلسطين”، والدليل على ذلك، أنّ كل ما أشار اليه الحزب، لم ينفذه لمساندة غزة والأطفال الفلسطينيين.
وعبّر حنكش، باسم حزب الكتائب، عن رفضه التام لتسلح أي فصيل لبناني أو غير لبناني خارج الشرعية اللبنانية ومؤسسة الجيش اللبناني، فماذا لو وصلت إلى حدّ توزيع دعوات للتطوع؟ إذاً لا يحق لحماس، أو للحزب أو أي فصيل القيام بأي خطوة بحجة تحرير فلسطين من لبنان، ولا يحق لهم التلاعب والمخاطرة بالشعب اللبناني ومصير البلد ومستقبله وزجّنا بحرب لا نتحمل تبعاتها، علماً أن لا قدرة لنا على مواجهة أي ضربة عسكرية.
هذه الدعوات بحسب حنكش، تتزامن مع دعوات المجتمع الدولي لتطبيق القرارات الدولية أهمها القرار 1701، والذي على إسرائيل وحزب الله تطبيقه. وقد آن الأوان لتصحو الدولة وتبسط سلطتها على كامل أراضيها لكي لا يبقى سلاح خارج الشرعية وخارج مؤسسة الدولة التي ننادي ونناضل من أجل أن تكون دولة واحدة موحدة بقرار السلم والحرب.
ومن جهته، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، إلى أنه من الواضح أنّ “مايسترو” واحد يوزع المهام ويوزع الأهداف وهذا المايسترو يختزل قرار السلم والحرب ويمنع الحكومة الشرعية والدولة اللبنانية من أن تنفرد بالقرار وحدها.
ولفت الحاج، في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أن الاستنكار لا يجب أن يكون محصوراً بما أعلنته حماس، إنما أن يشمل كل العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب والتي تخرق وتنتهك السيادة اللبنانية والقرار 1701 الذي تم الاستناد عليه من أجل إنهاء حرب تموز 2006.
هذا الأمر مستنكر، بحسب الحاج، ويجب على الدولة اللبنانية أن تصدر أمراً واضحاً للجيش اللبناني بتطبيق 1701 ليصبح لدى الجيش اللبناني إمكانية الرد على أي اعتداء إسرائيلي إذا استمرت إسرائيل بخرق القرار الدولي.
وختم الحاج حديثه قائلًا أنّ حماس وحزب الله يتحكم بهما “المايسترو” نفسه، مع ضرب كل أدبيات التعاطي الفلسطيني في لبنان التي تجلت عام ٢٠٠٨ باحترام الفلسطينيين للسيادة الدولة اللبنانية وأيضاً بمقررات الحوار التي دعت إلى نزع السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات.

بقلم "يارا الهندي" عبر "هنا لبنان".