صراع "العباقرة"... لمن الأفضلية في الدوري الإنكليزي؟

يشتدّ الصراع على اللقب في الدوري الإنكليزي الممتاز بين الثلاثي أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي، حيث يحتل "المدفعجية" المركز الأوّل برصيد 64 نقطة و"الريدز" المركز الثاني برصيد 64 نقطة أيضاً و"السيتيزنز" المركز الثالث برصيد 63 نقطة.

رغم أنّ المنافسة في الدوري الإنكليزي دائماً ما تكون قوية، إلا أنّ الوضع هذا الموسم مختلف، فهي أكثر إثارة ومُتعة عن السنوات الماضية، ويبدو أنّ هوية البطل لن تُكشف قبل المرحلة الأخيرة.

موسم استثنائي لأرتيتا

يقدّم المدرّب الإسباني ميكيل أرتيتا موسماً استثنائياً على كافة الجهات، فهو لا يتصدّر الدوري المحلي فحسب، بل بلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أيضاً على حساب بورتو البرتغالي، وذلك للمرّة الأولى منذ 14 عاماً.

تمكن أرتيتا بتنظيم فريق قادر على المنافسة المحلية والأوروبية، رغم أنه لا يمتلك دكة بدلاء قوية كالتي يمتلكها المدرّب الإسباني الآخر بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي.

ويتألق في صفوف أرسنال الجناح الإنكليزي بوكايو ساكا الذي سجّل حتى الآن 16 هدفاً و15 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات هذا الموسم، وهو الأفضل في فريقه. كما عاد الألماني كاي هافيرتز إلى مستوياته بعد بداية سيئة، ويبرز مع "الغانرز" كل من الإنكليزي ديكلان رايس والنروجي مارتن أوديغارد.

ما يقدّمه أرسنال من كرة هجومية مميّزة وروح قتالية عالية يجعله قادراً على مواصلة المشوار بخطى ثابتة نحو اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2004.

كلوب لن يستسلم قبل الوداع

من جهته، يعيش ليفربول أياماً جميلة بقيادة المدرّب الألماني يورغن كلوب الذي سيُغادر قلعة "أنفيلد رود" نهاية الموسم الحالي بعد 9 سنوات على رأس الجهاز الفني للفريق.

ليس من السهل أن تُنظم فريقاً بهذا المستوى مع الإصابات الكثيرة التي تُلاحق صفوفه منذ بداية الموسم. غيابات عدة تشهدها تشكيلة ليفربول، ورغم ذلك استمرّ بتقديم أداء ثابت في مختلف المسابقات، مُحققاً لقب كأس رابطة الأندية الإنكليزية بتشكيلة شابة، وهو ينافس بشراسة على اللقب المحلي والدوري الأوروبي، وكذلك في كأس الاتحاد الإنكليزي.

كلوب مدرّب من طينة الكبار، ويُعتبر من أفضل المدرّبين في تاريخ كرة القدم الأوروبية، فهو تمكن من تحقيق كل الألقاب المُمكنة مع "الريدز"، ويُثبت كل يوم أنه مُحنّك، إذ لا يكترث للأسماء التي يمتلكها، لأنه قادر على تغيير خططه وطريقة لعبه، والتكيّف مع كل الظروف.

لن يستسلم كلوب في الأمتار الأخيرة، وسيُقاتل حتى النهاية للظفر بكل الألقاب المُمكنة وينتقل بعدها من "الرجل المُحارب" إلى "استراحة المُحارب".

غوارديولا مُتعطش للمزيد

صحيح أنّ بيب غوارديولا حقق ما يريده مع مانشستر سيتي منذ توليه القيادة عام 2016، لكنه لا يزال مُتعشطاً للمزيد. فهو لن يكتفِ بما أنجزه، لا اليوم ولا في المستقبل، لأنه يعرف جيّداً الطريق نحو اللقب في مختلف المسابقات.

التشكيلة التي يمتلكها غوارديولا ليست الأفضل على الإطلاق في الدوري الإنكليزي، بل في أوروبا أيضاً. لا يزال سيتي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني توالياً، كما أنه المرشح الأقرب لحصد كل الألقاب المُمكنة التي ينافس عليها، وعلى رأسها الدوري الإنكليزي الممتاز.

يمتلك "الأزرق السماوي" كل المقومات لتحقيق البطولات، فهو الفريق المتكامل بكافة خطوطه وعناصره، بدءاً من حراسة المرمى وصولاً إلى الخط الهجومي.

سبق لغوارديولا أن أحرز الدوري الإنكليزي مع سيتي 5 مرات، وهو قريب جداً من السادس، أكان من ناحية العناصر الحاضرة في صفوفه أو الشخصية التي يمتلكها في التعامل مع الأمتار الأخيرة.

10 مراحل فقط تفصلنا عن حسم السباق، والكفة متكافئة بين الأندية الثلاثة مع أفضلية ضئيلة لسيتي "المتكامل"، فأي "عبقري" بين هؤلاء سيخطف اللقب الغالي في نهاية المطاف؟