طلاب لبنان يتحدّون اليأس ويرفعون اسم بلدهم عاليا ومسابقة "هواوي" شاهدة على ذلك

على الرغم من الأعوام العجاف التي تمر على وطننا، وهجرة العائلات إلى بلاد الله الواسعة ونزوح الشباب والادمغة، والتدمير الممنهج لكل مقومات الدولة، لا يزال قلب لبنان ينبض ولن يتوقف، وكما يقول الشاعر ايليا ابو ماضي: "وطن النجوم، أنا هنا، حدق اتذكر من انا..فالمرء قد ينسى المسيء المفترى، لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا"

سيبقى إسم بلدنا حيا في كل اصقاع الأرض في كل مرة يقول أحدهم أنا لبناني وانا من لبنان. 

في بلاد الاغتراب، من النادر ان تلتقي بأحد لا يعرف وطننا الصغير. في كل المجالات، برع اللبنانيات واللبنانيون، اللائحة تطول ان كان في الطب، او في مجال الأبحاث العلمية، او الفنون المختلفة، في الهندسة، في فنون الطهي والأزياء والمجوهرات والرياضة، في الاقتصاد وحتى في السياسة.

يهاجرون ويبدعون، وفي القلب دائما يقولون :" أنا ذلك الولد الذي دنياه كانت ههنا، أنا من مياهك قطرة فاضت جداول من سَنا" ( ايليا أبو ماضي وطن النجوم).

وفي الوطن، إرادة الحياة أقوى من الموت البطيء الذي نعيشه. شابات وشباب يتحدون لغة اليأس السائدة لا سيما في صفوفهم، يتسلحون بالعلم والمعرفة والأبحاث، يثابرون يدرسون يفشلون ولا ينسحبون، يكافحون للوصول ونراهم يزيّنون المنصات العالمية حاملين علم وطنهم بكل فخر ورافعين اسم بلدهم إلى المراتب الأولى. الأمثلة والأسماء كثيرة، وفي كل المجالات، وهذا الأمر يفرح القلب ويضخ الأدرنالين في النفوس المتعبة. 

من هؤلاء، مجموعة من الطالبات والطلاب اللبنانيين شاركوا في النسخة السابعة من المنافسات النهائية لمسابقة "هواوي" لتقنية المعلومات والاتصالات 2023-2024 لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى التي استضافتها مملكة البحرين، خلال الفترة من 19 إلى 21 كانون الأول الحالي، تنافس فيها 22 فريقاً من 11 دولة بعد فوزهم بالمركز الأول في المسابقات الوطنية في بلدانهم بعد مجموعة من المسابقات المكثفة التي اجريت على المستوى الوطني على مدى 4 أشهر. 

هؤلاء الشابات والشباب، احرزوا المراتب الثلاثة الاول، وحل في المرتبة الأولى في مسابقة Network Track: آلان نهرا ورائد دياب من جامعة AUST ورودي مارون من جامعة الروح القدس مع المشرف الدكتور غابي أبو حيدر، كما  نال الجائزة الثانية في المسار السحابي:  بشار أبو شقرا وواصف حوازي من جامعة بيروت العربية، وميشيل حداد من جامعة الكسليك مع المشرفة الدكتورة تيلدا كركور عقيقي. وحصل على الجائزة الثالثة في مسار الحوسبة: مريم زعيتر من جامعة AUST وأحمد شهاب ومحمد هويدي من جامعة بيروت العربية بإشراف الدكتور زياد دوغان. بالتالي تأهل الفائزون للمشاركة في النهائيات التي ستقام في عام 2024.

وقد التقتهم "الوكالة الوطنية" للتعرف عليهم وبث بعض الإيجابية في النفوس.

قال الدكتور غسان دوغان الاستاذ المساعد في جامعة بيروت العربية:" نحن نحاول قدر المستطاع الوقوف إلى جانب طلابنا، وان نؤمن لهم ما يلزم لمساعدتهم على اقتناص الفرص المتاحة أمامهم. وعلى الرغم الظروف الصعبة نحن نسعى دائما ان تكون هناك فسحة امل لهم". اضاف:" من المهم في اي مباراة او امتحان، ان يتحضر المرء. طبعا، ان بعض الفرق التي كانت مشاركة، كانت اكثر جهوزية من غيرها، وذلك تبعا لامكاناتها ومعرفتها بالمجال موضوع المنافسة. وفي حال طلابنا، كان هناك مسارين جديدين ولم تكن عندنا المعلومات الكافية عنهما لنتحضر كفاية، انما نأمل انه في العام المقبل سنستعد على مستوى مختلف". 

 وراى دوغان ان "احدى الأمور المهمة والضرورية التي يجب توافرها ان يكون هناك تعاونا على المستوى الوطني بين الجامعات، وفيما لو قمنا بالتحضيرات معا في السنة المقبلة من الممكن ان نحصد اداء افضل وبالتالي نتائج افضل". آملا أن "تتحسن الأوضاع في بلادنا، ان شبابنا دائما يبدعون وعلى كل المستويات، ونتمنى ان يحصلوا على المزيد من الفرص ليبرزوا طاقاتهم".

عقيقي

بدورها قالت عميدة كلية الهندسة في جامعة الروح القدس -الكسليك الدكتورة تيلدا كركور عقيقي:" ان تجربتي كانت جميلة جدا. وضعنا اليوم المستقبل في يد الشباب ليقولوا لنا كيف سيكون. أنا فخورة جدا بمستوى طلابنا، ولا يجب المقارنة بين لبنان والدول الأخرى، ربما بعض الدول كانت محضرة اكثر من غيرها، نظار لامكاناتها، انما نحنا تحضرنا من خلال كل ما لدينا ونحن متحمسون  اكثر للسنة المقبلة"، 

وكشفت عقيقي انه يتم التحضير حاليا "للتعاون بين الأساتذة المشرفين على الطلاب من الجامعة الاخرى والتنسيق بهدف تأليف فريق قوي للمشاركة في النهائيات في الصين، اذ ان التحضير امر أساسي على قدر اهمية المعرفة والمعلومات".

وأكدت أن "العمل عن كثب مع الطالبات والطلاب ينسينا كل الأمور السلبية المحيطة بنا ويدفعنا للسير قدما".

أبي نادر

بدوره أعرب الدكتور غابي آبي نادر من جامعة aust، عن فرحه وفخره بفوز فريقه بالمرتبة الاولى، وقال:" نحن فريق كبير من لبنان ربحنا هذه المباراة، طبعا استلزم الأمر الكثير من الوقت والتحضير لنكون جاهزين، شاركنا في ثلاث مسارات وربحنا فيها المراكز الاولى والثانية والثالثة".

اضاف:"ليس امراً جديدا على طلابنا ان يكونوا الاوائل ودائما متميزين، ان كان في بلدهم او في دول العالم. في كل الأوضاع السيئة التي يمر بها بلدنا، نعتبر ان هذا الفوز هو بصيص امل للشباب اللبناني والطلاب ونقول لهم نحن الفائزون اليوم وغدا يأتي دوركم، انها مسيرة علينا ان نكملها." 

الطلاب

قال الطالب محمد هويدي من جامعة بيروت العربية، في فريق computing team، الذي حل في المرتبة الثالثة: "للصراحة، لم نواجه صعوبات انما بعض المشاكل التقنية واستطعنا معالجة الأمر وتخطيه". 

ودعا محمد جيل الشباب إلى المشاركة في كل المسابقات والفرص المتاحة أمامهم كي يطوروا انفسهم.

حداد

بدورها رأت الطالبة ميشيل حداد من جامعة الروح القدس الكسليك، حل فريقها في المرتبة الثانية في موضوع cloud track " انه كان اختبارا مميزا تعرفنا خلاله على الكثير الجنسيات والثقافات وطورنا انفسنا ونظرتنا وتفكيرنا في المستقبل. ولم نشعر أننا كفريق اقل من غيرنا من حيث المعرفة والخبرة".

ودعت حداد الشباب "إلى اقتناص كل فرصة ممكنة أمامهم، وان يخوضوا التجربة فلا يمكن لاحد ان يتوقع النتيجة".

دياب

وأمل الطالب رائد دياب من جامعة aust، الذي حصل فريقه على المرتبة الاولى في مسار network، الفوز في المسابقة النهائية التي ستحصل في الصين، وقال:"منذ البداية كانت معنوياتنا عالية وكنا نتوقع الفوز. بسبب المشاكل الكبيرة في بلدنا، كان عندنا نقص في الموارد وإنما نحن لدينا مهارات التواصل والقدرات التقنية التي ساعدتنا على الفوز".

ودعا الشباب إلى "عدم الاستسلام امام المشاكل، لقد واجهنا العديد من المشاكل وتعبنا ودرسنا انما أكملنا البرنامج وحققنا الفوز في المرتبة الاولى".