قتلى "للحزب" في لبنان وسوريا... غالانت يهدّد وواشنطن تسعى لحلّ ديبلوماسي

"نسجد لآلامك أيها المسيح لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم"، عبارة رددها المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي في يوم الجمعة العظيمة، اذ أحيت الكنائس والقرى والمدن رتبة دفن السيد المسيح، وأجمع الكهنة والمطارنة ومعهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على ضرورة قيامة لبنان من أزماته مع قيامة المسيح.

قيامة لبنان أولاً بانتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ ما تبقّى من مؤسسات، وإنقاذ البلد من الحرب المدمّرة في الجنوب والتي بدأت تتوسع وتمتد الى قرى البقاع والهرمل.

في هذا السياق، استفاق اللبنانيون أمس الجمعة على غارة إسرائيلية في منطقة وادي جيلو – البازورية استهدفت سيارة تبيّن أنها تابعة لنائب مسؤول وحدة الصواريخ في حزب الله.

الراعي

من كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، أحيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب، مشيراً الى أن خشبة الصليب، في الأصل أداة تحقير المجرمين وقتلهم، فحوّلها الإله المصلوب إلى أداة خلاص للعالم، وانتصار للمؤمنين أمضى من أي وسيلة أخرى، ونهج حبّ لكلّ مؤمن ومؤمنة.

وفي الجنوب، ورغم الإعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات، برز تشبّث المسيحيين بأرضهم وبطقوسهم الدينية، حيث أحيت بلدات الجنوب رتبة سجدة الصليب في القرى الحدودية وصور والنبطية وقضاء مرجعيون، باستثناء بلدة الخيام الحدودية إذ تعذّر ذلك، نظراً للأوضاع الراهنة وتعرض البلدة للقصف الاسرائيلي المتواصل.

الضربات الإسرائيلية

يوم الجمعة العظيمة، واكبته إسرائيل بشنّ ضربات عنيفة على الجنوب اللبناني، حيث استفاق اللبنانيون على غارة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق بلدة البازورية في قضاء صور، وتبيّن ان المستهدف هو نائب قائد وحدة الصواريخ بحزب الله.

كما ونفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة، مستهدفاً بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو – ارض، وأغار بشكل متكرّر على وادي شبعا. هذا وتجدد القصف المدفعي للأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، ولمنطقة هورا في خراج ديرميماس.

وأصدر الجيش الإسرائيليّ، بياناً، أعلن فيه تنفيذ سلسلة من الهجمات على لبنان، مشيراً الى استهدافه "المنصّة الصاروخية التي استخدمت لإطلاق القذائف من عيتا الشعب نحو منطقة بيرانيت، بالإضافة إلى استهداف مبنى عسكري لحزب الله يقع بجوار المنصة المستهدفة".

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه استهداف مبنى عسكري في منطقة ميس الجبل، وتنفيذه غارات "على سلسلة أهداف لحزب الله في منطقة شبعا في جنوب لبنان ومن بينها مبانٍ عسكريّة وبنى تحتية، وعلى نقطة إطلاق تابعة لحزب الله في منطقة يارون".

ردود الحزب

الحزب اعلن بدوره، في سلسلة بيانات، استهدافه موقع جل العلام وانتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في ‏محيطه وقوة مشاة إسرائيلية في حدب يارون، اضافة إلى موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وموقع المطلة.

كذلك، نعى 3 من عناصره هم: احمد جواد شحيمي، مصطفى أحمد مكي وإبراهيم أنيس الزين.

البنتاغون

وتعليقاً على القصف الإسرائيلي وهجمات حزب الله، عبّرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، عن مسعاها لحلّ ديبلوماسيّ لتجنيب جنوب لبنان أي صراعٍ طويل، مؤكدةً أن أميركا لا تُريد أن يتوسّع الصّراع ولا اي صراع إقليمي.

وأعلنت أنها مع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنبٍ مع إسرائيل.

غالانت وملاحقة الحزب

إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تقييماً للوضع في القيادة الشماليّة "مُشيداً" بالعمليّات المُنفَّذة، في إشارةٍ إلى مقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في حزب الله.

غالانت رفع نبرة التهديد، قائلاً: "أينما كان حزب الله نذهب، وينطبق هذا على بيروت وبعلبك وصور وصيدا والنبطيّة وكامل القطاع، وينطبق أيضاً على أماكن أبعد بكثير، مثل دمشق وغيرها، حيثما نحتاج إلى التحرّك.. سنتحرّك".

وجدد غالانت توجيهه أصابع الاتهام إلى حزب الله معتبراً انه المسؤول عن الأضرار الجسيمة في لبنان، فيما المسؤول عن سقوط العديد من الضحايا في حزب الله، على حد قوله، هو حسن نصرالله شخصياً، واعداً بدفع ثمن أي عمل يخرج من لبنان من خلال زيادة وتيرة الحملة وتوسيعها، كاشفاً انه قال هذا الكلام هذا الأسبوع في واشنطن لوزير الدفاع لويد أوستن، وللمبعوث الخاصّ آموس هوكشتاين وآخرين.

استهداف الحزب في سوريا

وفي سوريا، سقط 44 قتيلاً في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عدة قرب حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد مقتل ستة عناصر من حزب الله في سوريا، بالإضافة الى 38 من قوات النظام السوري، مشيراً الى أن هذه الحصيلة من قتلى النظام هي الأعلى بغارة واحدة.

وأشار المرصد إلى أنّ القصف الجوي الإسرائيلي استهدف كذلك في السفيرة، المدينة الواقعة جنوب شرق مدينة حلب، "معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية".