لبنان في فترة أمنية حرجة والعصابات تبدّل أساليب عملها وخططها

علمت «نداء الوطن» أنّ إحدى فاعليات عكّار البارزة وضعت منذ أسابيع أمام مسؤولين في أجهزة أمنية معلومات عن تحرّك العصابات في المنطقة، وسلّمتهم أسماء بعض رؤساء العصابات السورية واللبنانية التي تستغلّ المنطقة للتنقّل وأغلبيتها الساحقة من خارج عكار، وطالبت الأجهزة بوضع خطة ونشر حواجز، خصوصاً بعد معرفة طرق السير التي يتبعونها وأبرزها طريق الضنية- مرجحين في الهرمل والتي تتفرّع عنها عدة طرق، والطريق الثانية هي مشمش- فنيدق- الهرمل فالداخل السوري، خصوصاً أنّ خدمات بعض هذه العصابات يمكن «استئجارها» لأهداف غير السرقة والسلب وتجارة الممنوعات. وكان جواب القوى الأمنية الشرعية عدم وجود عناصر كافية لتنفيذ انتشار واسع، ووضع القوى الشرعية بعد الانهيار الاقتصادي منهك.

وتؤكّد مصادر أمنية لـ»نداء الوطن» أنّ خطف باسكال سليمان يُشكّل ضربة للأمن اللبناني، لكن هذا الأمر لا يعني أنّ المنطقة الآمنة أصبحت غير آمنة، فالجيش والقوى الأمنية لا يعملان على ضبط الأمن في منطقة واحدة، بل في كل لبنان، والدليل هو المداهمات المستمرة للجيش في بعلبك وضرب أوكار تجّار المخدرات، والمداهمات التي حصلت أمس الأول في بريتال من أجل توقيف مطلوبين.

وتعتبر المصادر أنّ لبنان في فترة أمنية حرجة، والعصابات تبدّل أساليب عملها وخططها، ففي السابق كانت الحدود الشمالية تُستعمل لتهريب المحروقات والطحين والبضائع فقط، أما سرقة السيارات وعمل العصابات الإجرامية فكانا شبه معدومين، وصارت العصابات تعتمد تكتيكاً جديداً ومعابر جديدة بعد ضرب مقارّها في بعلبك والسيطرة على الأرض بدءاً بزحلة، وتعتمد على خطّ الشمال. وتشدّد المصادر على استغلال بعض العصابات النازحين السوريين المتغلغلين في القرى والمدن لتنفيذ عمليات الرصد والمتابعة، ويشكّل بعض السوريين عصابات خطرة، وهذا الخطر يتمّ التعامل معه بجديّة، لكنّ المسألة تحتاج إلى حلّ على مستوى الدولة، لا إلى حلول جزئية.