أبعد من "الصينية"... إنّه الحقد على طائفة كاملة

لم يتفاجأ الكثير من الحملة المسعورة التي شنّها ناشطو الثنائي الشيعي وصحافيوه وملحقوهم الصغار، على كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن "الصينية".

القضية واضحة وهي أبعد من قضية صينية لم يفهموها كما يقولون، وهم على الأرجح لا يفهمون سوى بمنطق واحد لا غير يسّيرون فيسيرون به، انما قضية أكبر بكثير بدأت مع بداية الحرب في غزة عندما ذهبوا الى وسم طائفة كاملة بالعمالة فقط لأنها ضدّ مشروعهم السياسي التدميري.

يتابع  موتورو الثنائي الحسابات الافتراضية،  يلاحقون المتاجر والمؤسسات عند المسيحيين اذا كانوا يؤيّدون الحرب ويتمنون سحق أرزاقهم ودمار مؤسساتهم ويقيّمونهم على أنهم خونة وعملاء اذا رفضوها، ينتظرون الرهبان والراهبات ماذا سيقولون كما فعلت إعلامية حاقدة عندما انتظرت بياناً استراتيجياً من راهبة في أقاصي الجنوب ولم تفعل لتهجم عليها لأنها وصفت الشهيدات بالملائكة، كانت تنتظر منها ان تستعمل لغتها وأسلوبها المقيت، وهذا فقط لأنها راهبة مسيحية من أصدرت البيان، متناسية انه بمجرد استمرار هذه المدرسة الشبه مجانية في تلك المنطقة بالذات هي أساس المقاومة وأهم وأكبر وأعظم ممّا تدّعيه من مقاومة.

إنها أبعد من قضية "صينية" في كنيسة، وفلس الأرملة التي شيّدت مؤسسات وبنت منازل وأديرة ومدارس وجامعات ومستشفيات، انه حقد كامل على شريك بالوطن، ذنبه أنه لم يمجّدهم، ولا يهوى سياسة الدمار والحروب والقتل.

هذا التقيّؤ الذي صدر بالأمس ليس جديداً فهو موجود انما كان مضمراً ومخفياً وظهر بشكل جلّي بالأمس، رأيناه ونراه منذ زمن، فانظروا ماذا يجري على صفحات التواصل الاجتماعي لجميع قادة الطائفة المسيحية الزمنيين والكنسيين لتتأكّدوا، وعندما نتحدّث عن افتراق حبّي معهم، يغضبون ويتحدّثون عن وحدة الوطن. أي وحدة وأي تعايش مع من يعتبرك عميلا ومتعاملا ومتآمرا، أي وحدة مع من يستعمل فائض قوته المسلحة ليلاً نهاراً عليك؟، أي وحدة وأي عيش مشترك مع من يريد تقرير مصيرك ومصير أولادك ومستقبلهم ويربطهم بمحور طائفي محض؟ وجوابهم الدائم اذا لم يعجبك "ارحل" وبهذه الاجابة تعلم من يحمل الفكر الصهيوني الواضح.

أظهرت الاحداث الأخيرة ان هناك فريقاً واحداً في لبنان يطالب بدولة ولا يحمل سلاحاً وليس لديه ميليشيات، فمن فجر الاخوان الى نجر "أمل" الشهيرة وما بينهما من أذناب وملحقات، يتألف وطنهم الذين يتحدّثون عنه من مجموعة جزر مسلّحة، تحكمها العصابات والميليشيات و"الموتسكيات"، وهذا الوطن لا يشبهنا، نعم لا يشبهنا ولن يصبح يشبههنا، ولن نرحل كما تطالب "صهيونتكم" المخفية فنحن أصحاب الأرض والدار ونحن من بنى هذا البلد.

نعم يا شركاءنا بالقوة، نحن ليس لدينا سوى "الصينية"، نعلم كيف نصنع منها مدارس وجامعات ومستشفيات ومؤسسات، ونساعد بها من هو محتاج، لن نلزم أحدا بقبولها وهي بالمناسبة ستجمع الأحد ليس لكم انما لمن هجّرتموهم انتم وألزمتوهم بترك بيوتهم نتيجة قراراتكم الفئوية، فلم يسألكم أحد بالأصل اذا اردتموها او لا.

 وفي الختام نصيحة الى بعض الذميين القليلين الذي يحسبون أنفسهم زورا على "التيار الوطني الحر"، هذا الانبطاح والتخاذل لن يجعلك بموقع متقدّم لديهم، فهم أيضاً ينظرون اليك على انك ذمي وسخيف وتاجر مواقف، تتاجر بأهلك وبيئتك من أجل بعض "اللايكات" التي لا تسمن ولا تغني.