أخي وصديقي ورفيقي مجيد..!

أعلم أنك لا تسمعني،  ومع ذلك أحبُ أن أناديك ، أن أخاطبك ، وأن أكتب وأتكلم  عنك وإليك..!!

ينطفىء الفكر  ويبقى أثره !

يرحل الكاتب   وتبقى كتبه!

يتقاعد المعلّم   وتبقى رسالته!

ينكسر  السّيف  وتبقى كرامته!

يسقط القلم    وتبقى حقيقته!

يغادر الكبير.   وتبقى عظمته!

 

هكذا،  يَغيب مجيد العيلي ويبقى حضوره..!

 مجيد العيلي  ،

حمل الإسم والمسمى:

مُفكّر ، أديب،  مُعلّم، سيف  ،قلم ، مُناضل ... لبناني بكلّ شرف!

في كلّ مراحل حياته، أوحى واستوحى !

كان المرجع ، كان المقصد، وكثيراً ما كانت بَصيرته ترى ما كان يعجز عن رؤيته البصر...؟!

مجيد العيلي  :

في الدّين ، آمن بالله!

في العقيدة ، آمن بالوطن!

في الحياة ، آمن بالعائلة!

فالتقى إيمانه بشعار  الكتائب،  فإنتسب والتزم !

لم يُغيًر ولم يَتغيًر فكان كتائبياً صاحب سيرة يُحتذى بها ، وحامل شعار يُهتدى به: الكتائب كالشّجرة المعمّرة التي تُغيّر  أوراقها وليس جذورها...!

في لقاءاتنا وحواراتنا، في هذا الزمن العصيب ، كنا نتساءل :

إلى متى سنبقى أمّة تائهة لاتتوقّف عن التدهور؟!

وطنا" مُخلّعا" لا يقوى على  الوقوف ؟!

شعبا" نازفا" لا يلتئم جرحه الملعون؟!

وكان الرّفيق مجيد ، يعتقد -عن قناعة راسخة-  بأن الإجابة على هذه  التساؤلات،  تكون بالرد أصلا" على خوف وحلم الرئيس  المُؤسّس الشيخ بيار الجميل:

لبنان إلى أين؟

أي لبنان نريد؟

الرّفيق مجيد، بعد أن تُقبّل جبين الرّئيس،  قُل له : لبناننا  ما زال مُعلقا"بين ًالواقع والمرتجى ً..؟!

أخي وصديقي ورفيقي  مجيد!

هنيئا" لك، فأنت  قضيت العمر:

لا تظلم أحداً !

لا تغتاب أحداً !

لا تحرج أحداً !

ولا ترى نفسك فوق أحد..!

كنت لا تخشى حُكم الآخرين ، كنت -فقط - تخشى حُكم الضّمير... فبقيت  وسادة ليلك ناعمة" ومريحة... !

أيّها الرّاحل  الحبيب :

إذا  كان الموت يُطفئ ما تُضيئ الحياة ، فأنت ستبقى نوراً يضيئ بيتك... يُشعّ في بيت الكتائب  وسيبقى كلّ يوم من أيّام  الأهل والرّفاق والأصدقاء  والأحباء،  ناقصا" بدونك...!

 وكلنا نودعك مُردّدين بإيمان المؤمنين المُستنيرين بنور القيامة :ميلاد  مجيد...!