أُدخل العناية الفائقة.. الإعتداء على الحكم اللبناني في كفرصير يثير غضبا

شهد لبنان، يوم أمس السبت، واقعة اعتداء على الحكم الدولي علي جواد رضا من قبل جمهور فريق إحدى القرى بعد مباراة ودية محلية، ما أدى إلى نقله للمستشفى.

ففي دورة الشهيد “حسن سبيتي” الودية الكروية، والتي لا تصنف ضمن بطولات البلاد الرسمية، تحوّلت مباراة بين فريقي بلدة “القصيبة” و”الصرفند” إلى فوضى عارمة انتهت باعتداء جسدي على الحكم علي جواد رضا.

تفاصيل الحادثة
المباراة التي جرت مساء السبت على ملعب بلدة كفرصير جنوب البلاد كانت في إطار الدورات الصيفية الشعبية التي يشارك فيها عدد من الفرق المحلية، إلا أن توتر الأجواء جاء عقب قرارات تحكيمية أثارت اعتراض لاعبي القصيبة.

ووفق صحيفة “النهار”، فقد احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح فريق الصرفند قبل نهاية المباراة، ما أثار غضب لاعبي الخصم الذين اندفعوا نحوه فور إطلاقه صافرة النهاية وانهالوا عليه بالضرب وسط حالة من الفوضى.

مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وثقت لحظة الاعتداء، حيث ظهر الحكم مطروحًا أرضًا بينما يحاول بعض المتفرجين التدخل لانتشاله من أيدي المعتدين.

وفور وقوع الحادث، نُقل الحكم إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، حيث أدخل إلى قسم العناية الفائقة نتيجة إصابات في الرأس والجسم.

المصادر الطبية أفادت أفادت لوسائل إعلام محلية أن حالة الحكم الدولي باتت مستقرة بعد ساعات من الإسعافات، مؤكدة أنه خرج من مرحلة الخطر لكنه لا يزال تحت المراقبة الطبية لضمان عدم حدوث مضاعفات، فيما تواصل الاتحاد المحلي مع المستشفى لمتابعة حالته الصحية.

تنديد واستنكار واسع
الواقعة لاقت استنكارًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية. فسارعت بلدية القصيبة إلى إصدار بيان أكدت فيه أن ما حدث لا يمثل أبناء البلدة، ووصفت الاعتداء بأنه تصرف فردي مؤسف لا ينسجم مع القيم الرياضية. كما توجهت باعتذار رسمي للحكم ولمنظمي الدورة ولفريق الصرفند، مؤكدة استعدادها للتعاون مع التحقيقات.

من جهته، شدد الاتحاد اللبناني لكرة القدم على رفضه المطلق لمثل هذه الاعتداءات، لافتًا إلى أنه وإن لم تكن المباراة ضمن بطولة رسمية للاتحاد، فإن أي اعتداء على الحكام يهدد مستقبل اللعبة، ويستوجب مواقف حازمة.

من جهتهم، عبّر عدد من نجوم كرة القدم اللبنانية والقدامى عن تضامنهم مع الحكم، مطالبين بفرض عقوبات رادعة على الفريق المعتدي، ومؤكدين أن حماية الحكام يجب أن تكون أولوية في كل المباريات الرسمية والشعبية على حد سواء.

كذلك دعا محللون رياضيون إلى إعادة النظر في تنظيم الدورات الكروية الصيفية في القرى، مشددين على ضرورة تأمين حضور أمني كافٍ لمنع أي انفلات مماثل، خاصة أن هذه الدورات تحظى بجمهور كبير من الأهالي والشباب.

إشارة إلى أن الحادثة ليست معزولة عن سياق أوسع من التوتر الذي شهدته ملاعب لبنان في السنوات الأخيرة، إذ سبق أن تعرض حكم آخر لاعتداء في مباراة بدوري الدرجات الدنيا العام الماضي بعد احتساب ركلة جزاء، وهو ما دفع الاتحاد حينها إلى إيقاف المباراة وفرض عقوبات.