أسباب عدم ارسال وديعة روسية مالية الى لبنان

فقد استقبل دياب منذ يومين السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين، الذي اعتبر أن تشكيل الحكومة خطوة ايجابية في سبيل اتخاذ الاجراءات العاجلة لتحسين الاوضاع المعيشية، ووقف الانهيار وإجراء الاصلاحات لمصلحة الشعب اللبناني.وشدد على أن المطلوب حماية الأمن والاستقرار وأن تساهم الاطراف الخارجية مساهمة بنّاءة في سبيل خلق الأجواء المناسبة لعمل الحكومة والمشاركة في عملية إنقاذ البلد.

الى ذلك، بعدما تردّد أن موسكو مستعدّة لفتح خط ائتماني بمليار دولار للبنان، نفت أوساط السفارة الروسية في بيروت لـ "mtv" الأمر، استعداد موسكو لمساعدة لبنان مالياً عبر وديعة مالية.

المصلحة الروسية

ولكن، هذا لا ينفي استعداد روسيا الى الدخول على خط الأزمة اللبنانية، من اجل المعالجة، الامر الذي اكده مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق امل ابو زيد، الذي اشار عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان ما عبّر عنه السفير زاسبيكين من السراي الحكومي يعكس حقيقة موقف بلاده، مشددا على ان موسكو تعرف دقّة الوضع في لبنان، وفي الوقت عينه لديها مصلحة في  اقامة المشاريع والاستثمارات في لبنان والحفاظ على الامن والاستقرار فيه.

واذ شدد على ان روسيا تسعى الى دعم لبنان، لكن مجالات هذا الدعم غير محددة بعد، اوضح ابو زيد ان لا إمكانية لتحويل وديعة مالية روسية الى لبنان، لان مثل هذا الاجراء يرتبط بالعلاقات بين الدولتين، اضافة الى ما تخضع له روسيا من عقوبات اميركية تعوق تحركها في هذا المجال.

ابو زيد العائد من روسيا، حيث التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اكد اهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما يخدم لبنان، مشيرا الى انه في السابق حين كان الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة، لم يستطع لبنان التقدّم في هذه العلاقات لا سيما تجاريا واقتصاديا بسبب العوائق السياسية القائمة، وذلك على الرغم من علاقة الحريري والوطيدة مع القيادة الروسية.

تعزيز العلاقات

وردا على سؤال، اكد ابو زيد ان الموقف الروسي ايجابي من تأليف الحكومة التي يجب ان تعطى الفرصة الكافية لتعمل على تحسين الوضع الاقتصادي، قائلا: لكن هناك مسائل سياسية يجب ان تتصدى لها ومنها ما هو مرتبط بالعلاقات اللبنانية - السورية، لما ينعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي كما يمكن لروسيا ان تساعد في فتح الاسواق امام لبنان؟

واوضح ابو زيد ان الحكومة مجتمعة، وبعد نيلها الثقة، يجب ان تطرح هذا الموضوع، مع العلم ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان قد تحدث منذ فترة طويلة عن اهمية معالجة هذه العلاقات، وفي هذا السياق اشار ابو زيد الى اهمية تسهيل المرور عبر معبر ابو كمال الذي يعتبر اساسيا ومهماً للمنتجات اللبنانية.

واستطرادا لفت ابو زيد الى اهمية تصحيح العلاقات مع سوريا، الامر الذي يزيل عبئا اقتصاديا كبيرا، وآخرا ديموغرافيا من اجل عودة اللاجيئن السوريين الى بلادهم بما يبعد خطر توطين هؤلاء، لا سيما في ظل صفقة القرن وما ستتركه من تداعيات على اكثر من مستوى.

التفاؤل موجود

وردا على سؤال، حول مصير الواقع الاقتصادي في لبنان، ابدى ابو زيد تفاؤله، معتبرا ان الحكومة جديدة، وتضم وزراء كفوئين، وسيبدأ التصدّي للموضوع المالي والاقتصادي، وهنا اشاد ابو زيد بكفاءة وزيري المال غازي وزني والاقتصاد راوول نعمة الى جانب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذين يستطيعون العمل على تخطي الازمة النقدية والازمة الاقتصادي على الرغم من شحّ السيولة الموجودة حاليا في السوق، وبالتالي النهوض في البلد.

وشدد على اهمية ان يقوم لبنان بدوره في هذا المجال من خلال السعي الى خفض فاتورة الاستيراد، قائلا لا مانع ايضا من اللجوء الى صندوق النقد.

واذ حذر من تكرار ما كان يحصل سابقا حيث ذهبت المساعدات الى غير مكانها الصحيح، قال ابو زيد: مَن يريد المساعدة يضع شروطه هذا امر طبيعي فلسنا امام جمعيات خيرية، وعلى الدولة اللبنانية دراسة ما يُطرح وتحديد ما اذا كان ملائما لها، والأمثلة عديدة في العالم، منها في مصر وعلى الرغم من الاعتراض الكبير تبين ان الاقتصاد المصري اصبح فاعلا ومنتجا بعد تدخل صندوق النقد. وختم: كذلك نحن في لبنان نستطيع التكيّف انطلاقا من المصلحة الوطنية التي لا تتعارض مع شروط الجهات المانحة.