المصدر: النهار

The official website of the Kataeb Party leader
الجمعة 12 كانون الاول 2025 08:18:44
في يوم الذكرى العشرين لاستشهاد جبران تويني والذكرى الـ18 لاستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، لم تفارق دلالات الذكرى المزدوجة واقع لبنان، رغم تطور جوهري طرأ على ظروفه لجهة تخلّصه من ربقة الإرهاب والوصاية الاحتلالية، إذ لا تزال التحديات الأمنية والاحتلالية وذيول النفوذات البائدة ترخي بأثقالها على لبنان. ولذا اختصر ما قاله رئيس الجمهورية جوزف عون عشية الذكرى المزدوجة دلالات ومعاني الشهادتين، وشكل لفتة وفاء لرمزية الشهيدين وما استشهدا من أجله "كأنه توقيع القاتل ذاته".
بالعودة إلى مجريات المشهد اللبناني، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن الأسبوع المقبل في باريس سيكون حافلاً بالاجتماعات حول لبنان، مع حضور قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل الذي دعي إلى فرنسا التي تسعى إلى البحث معه في حاجات الجيش اللبناني، كما ستحضر المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستجري محادثات مع جان إيف لودريان بعد زيارته لبيروت وزيارة مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر إلى إسرائيل ولبنان، كما يزور باريس للمشاركة في المحادثات الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أيام قليلة، أثار معه موضوع عقد اجتماع لدعم الجيش اللبناني إضافة إلى الأوضاع في سوريا وغزة. وترى باريس أن التهديد الإسرائيلي للبنان ما زال قائماً بقوة رغم تعيين المفاوض المدني السفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزم، لذا تقوم باريس بجهود كبرى مع الإدارة الأميركية لإقناعها بالعمل على إقناع إسرائيل بضرورة عدم زعزعة استقرار لبنان، على غرار ما تعمل الإدارة الأميركية بمطالبة إسرائيل بعدم زعزعة استقرار سوريا. فواشنطن تبذل كل الجهود مع إسرائيل بالنسبة لاستقرار سوريا، فيما تمتنع عن الضغط على إسرائيل بالنسبة إلى لبنان بسبب "حزب الله". وتركزت جهود لودريان على إقناع الجانب اللبناني بتعزيز آلية وقف النار، على أن تتولى الميكانيزم التحقق من نزع سلاح "حزب الله" على الأرض وهي المهمة الفعلية للميكانيزم في رأي باريس. ونزع السلاح الحزب مطلوب ليس فقط في جنوب الليطاني، وإنما أيضاً في شمال الليطاني، وهذا الموضوع سيكون سبب جدل معقد وصعب داخل لبنان لكنه أساسي. وكانت مهمة لودريان أيضاً إقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة فك تعطيله للبرلمان.
في غضون ذلك، أثارت زيارة ثانية في يومين للسفير الأميركي ميشال عيسى إلى عين التينة التكهنات والتفسيرات، عما إذا كان عيسى يتولى مهمة نقل رسائل وأفكار واقتراحات في إطار وساطة "موازية" للتفاوض بين لبنان وإسرائيل كما أشار إلى ذلك الموفد الأميركي السابق توم برّاك. ولكن مصادر عين التينة قالت إن الزيارة عادية كون السفير حضر أول من أمس إلى عين التينة برفقة وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان. وفي المقابل، كانت "كتلة الوفاء للمقاومة" تمضي في تصعيد مواقفها من السلطة والدولة هذه المرة لا الحكومة وحدها، فحملت على ما وصفته بـ"سقطة أخرى ارتكبتها السلطة في لبنان بتسميتها مدني للمشاركة في لجنة الميكانيزم التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية، مخالفة حتّى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية". واعتبرت "أنَّ الدولة اللبنانية قدّمت تنازلاً مجانياً لن يوقف العدوان، لأن إسرائيل تريد إبقاء لبنان تحت النار بتغطية ودعم من الولايات المتحدة الأميركية". وقالت "إنَّ كتلة الوفاء للمقاومة ترى أن الفرصة لا تزال متاحة بيد السلطة اللبنانية لفرملة تنازلاتها المجانية المتسارعة أمام العدو من خلال حزم أمرها واشتراط التزام العدو بالاتفاق أولاً، خصوصاً وأنَّ الخروقات والانتهاكات العدوانية قد بلغت آلاف وادّت إلى استشهاد وجرح مئات المواطنين اللبنانيين وتدمير العديد من الممتلكات الخاصّة والعامّة".
على المقلب الإسرائيلي، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ "حزب الله يستعيد قدراته على جميع الجبهات وسط تدفق متجدد للأموال الإيرانية"، لافتةً إلى أنّ "تل أبيب لن تنتظر إلى ما لا نهاية". وأضافت: "لبنان فكّك 80 في المئة من سلاح حزب الله جنوب الليطاني، لكنه غير قادر على استكمال نزع السلاح قبل نهاية العام"، مشيرةً إلى أنّ "واشنطن أبلغت الجانب اللبناني أنها قد لا تتمكن من منع أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة إذا لم تُباشر الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة وسريعة لنزع سلاح حزب الله". وقالت الصحيفة إنّ "لقاء نتنياهو- ترامب المرتقب سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستحصل على موافقة أميركية لتصعيد كبير في لبنان.
في سياق آخر، تحقق أمس التطور البارز المنتظر على خط التحقيقات في جريمة انفجار المرفأ، إذ أفيد بأن مدعي عام التمييز جمال الحجار رفع قرار منع السفر عن المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ما سيمكنه من السفر للمشاركة في استجواب مالك باخرة روسوس الروسي- القبرصي إيغور غريتشوشكين الموقوف في بلغاريا.