أسعار الفواكه "نار تكوي"... هل الحق على الطبيعة؟!

في جولة على محلات الخضار والفواكه، نجد ان الاسعار اقل ما يقال فيها انها "نار تكوي"، مع العلم اننا في عزّ الموسم، ولا تندرج معظم الاصناف، في خانة النادرة او المستوردة يعني "كلها من ارضنا"، فلا يقل سعر الكيلوغرام الواحد من التفاح والكرز والمشمش والاجاص والدراق والعنب... عن 17 الف ليرة لبنانية ليتجاوز احيانا الـ 35 الفا. وهذا ما ينطبق على البطيخ والشمام، حيث لا يقل سعر الكيلو عن 3000ل.ل. 

رأي الناس
تقول السيدة ن. الحلو، التي التقتها وكالة "أخبار اليوم" في احدى السوبرماركات، "منغص قبل ما نشتري"، الاسعار مرتفعة جدا، وهي بشكل تصاعدي من يوم الى آخر... الشكوى نفسها تعبر عنها السيدة ت. الاشقر، قائلة: "بدل ما نشتري 2 كليو عم نشتري كيلو واحد او اقل..." وتضيف: بعض التجار والمزارعين يفضلون تلف الانتاج بدلا من بيعه باسعار تراعي الناس، لا سيما في ظل ما وصلنا اليه من غلاء وانهيار قيمة الرواتب.

فلماذا هذا الارتفاع الكبير بالاسعار؟
يردّ رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي السبب الى عدة عوامل منها ان انتاج الفواكه لهذا الموسم ليس وفيرا، حيث اشجار المشمش اثمرت 20% مقارنة مع السنوات السابقة، الدراق 30% ، الكرز 20%، اللوز30%... وذلك نتيجة لاستمرار البرد الى مطلع شهر نيسان... لكن هذا الواقع لا ينطبق على كل الفواكه، فعل سبيل المثال موسم الخوخ كالسنوات السابقة لذا اسعاره اقلّ.
ويقول: سبحان الله، هناك سنوات يكون فيها الانتاج غزيرا، وسنوات اخرى على العكس تماما، متحدثا عن العوامل المناخية، لا سيما بعدما شهدت بداية شهر شباط ارتفاعا في درجات الحرارة جعلت الاشجار المثمرة تزهر، ثم تبعتها موجات البرد والصقيع في اواخر الشهر عينه، ما الحق الكثير من الاضرار.

نقل واقفاص
وفي المقابل، يضيف: سعر البطيخ منخفض جدا، حيث تكلفة الكيلو نحو 2250ل.ل.، لكن الفلاحين يبعونه بـ1200ل.ل. ، وهذا ايضا ما ينطبق على البصل والخس... ولكن لا بد من الاشارة الى ان تكلفة النقل الى بيروت والمناطق الاخرى باتت مرتفعة جدا مقارنة مع العام السابق، اضف الى ذلك الارتفاع الكبير في اسعار "الاقفاص" والصناديق.
ويختم ترشيشي معتبرا ان توقف التصدير الى السعودية انعكس سلبا على العديد من المزارعين، حيث اليوم كليو الحامض – ايضا على سيبل المثال- في البساتين اقل من 500 ل.ل. ولكن ارساله الى الاسواق بات مكلفا جدا.