أوكرانيا تتقدّم في خيرسون وتُكبّد الروس "خسائر فادحة"

بعد أشهرٍ من بدء هجومها المضاد الذي تعثّر أمام دفاعات روسية صلبة، أعلنت كييف أمس السيطرة على مواقع على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو التي يحتلّها الروس في جنوب البلاد، مع الإقرار بأنّ «القتال عنيف» هناك وما زال مستمرّاً.

وأكدت القيادة البحرية الأوكرانية أن «قوات الدفاع الأوكرانية نفّذت سلسلة من العمليات الناجحة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو» في منطقة خيرسون. وأوضحت أنّه «بالتعاون مع وحدات أخرى في قوات الدفاع، تمكّنت قوات البحرية الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم على رؤوس جسور عدّة» في هذه المنطقة، متحدّثة عن إلحاق «خسائر فادحة» في الصفوف الروسية.

كما أشارت هيئة الأركان العامة إلى أن «الوحدات الأوكرانية نجحت في طرد الروس من مواقعهم على الضفة اليسرى للنهر»، لافتةً إلى وجود «خطّ طويل من التحصينات... ومقاومة العدو قويّة. عمليات التخريب والدهم والاستطلاع مستمرّة».

ويتمثّل الهدف من هذه العمليات في «دفع العدو إلى أبعد ما يُمكن» من النهر، لمنعه من قصف مدينة خيرسون وبلدات أخرى على الضفة اليمنى التي تُسيطر عليها القوات الأوكرانية، وفق كييف. وهذا النجاح الأوّل الذي يُعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في آب على قرية روبوتين في منطقة زابوريجيا الجنوبية.

ومن شأن السيطرة على مواقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو أن تسمح للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم أكبر في اتجاه الجنوب. لكن لتحقيق ذلك، يجب على كييف أن تنجح في نشر عدد كبير من الجنود والمركبات والمعدّات في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الرملية والمليئة بالمستنقعات. ولا تبدو العملية سهلة.

وبعد أيام من الصمت، أكّد الجيش الروسي أنه ألحق «خسائر فادحة» بالقوات التي حاولت النزول على الضفة التي يحتلّها، دون أن يذكر رؤوس الجسور الأوكرانية.

وقد تسبّبت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» بتباطؤ عمليات تسليم القذائف إلى أوكرانيا، بحسب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي قال: «إمداداتنا انخفضت»، مشيراً إلى القذائف من عيار 155 ملم التي تُستخدم على نطاق واسع عند خطوط الجبهتَين الشرقية والجنوبية في أوكرانيا. لكنّه رحّب بجهود الولايات المتحدة لزيادة إنتاج هذا النوع من الذخيرة.

كما رجّح زيلينسكي أن تكون القوات الروسية تُخزّن الصواريخ لشنّ ضربات على منشآت الطاقة في بلاده خلال أشهر الشتاء المقبلة، فيما أعلنت كييف أن الطاقة انقطعت عن آلاف الأشخاص الذين يقطنون البلدات والقرى القريبة من الخطوط الأمامية نتيجة ضربات روسية استهدفت منشآت الطاقة.

في الغضون، كشف وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف أن بلاده أرسلت أولى شحنات الحبوب المجانية التي وعدت أفريقيا بها، مشيراً إلى مغادرة أوّل سفينتين الموانئ الروسية في اتّجاه الصومال وبوركينا فاسو. وتوقع أن تصلا إلى هناك بين نهاية تشرين الثاني ومطلع كانون الأول.

من جهة أخرى، دعا وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف إلى «تعزيز العلاقات على كلّ المستويات» بين موسكو وبيونغ يانغ، بعد زيارة لكوريا الشمالية استمرّت يومَين.

على صعيد آخر، أشارت المفوضية الأوروبّية إلى «زيادة في عدد المهاجرين» الوافدين إلى الحدود بين روسيا وفنلندا، مندّدةً بـ»استغلالهم المخزي» من موسكو، في حين كانت الحكومة الفنلندية قد أعلنت إغلاق نصف معابرها الحدودية مع روسيا اعتباراً من ليل الجمعة - السبت.