أولوية واشنطن حصر السلاح... ولا تدخّل في الانتخابات

أولوية الولايات المتحدة الأميركية متقدّمة حيال لبنان حاليّاً: حصر السلاح. ويؤكد ناشطون لبنانيّون أميركيّون من أصحاب الحضور والتواصل المعمّق مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن أولويّة واشنطن في مجمل ملفات لبنان هي أن تحصر الدولة اللبنانية السلاح. تكاد هذه الأولوية تستحوذ على غالبية مضمون الجلسات عن الأوضاع اللبنانية على طاولة الإدارة الأميركية في هذه المرحلة. ولا يشكل ملف الانتخابات النيابية المقرّرة العام المقبل مقداراً كبيراً من المتابعة تحت المجهر الأميركيّ، رغم أن واشنطن تحضّ على أن تحصل الانتخابات بطريقة سلميّة، لكنها لا تتدخّل في مسألة اقتراع المغتربين التي تعتبرها شأناً داخليّاً.

ولا إغفال لدى البعض أميركياً لأهمية حصر السلاح حتى تكون هناك حرية للناخبين في المشاركة الانتخابية، كمبدأ يعبّر عنه ناشطون لبنانيون أميركيون ويلقى موافقة على مستوى مستشارين في الإدارة الأميركية. وثمة ضمن المنتشرين اللبنانيين الأميركيين من يقلّل في مشاورته مع مسؤولين أميركيين من جدوى حصول الانتخابات إن بقي السلاح، باعتبار أنّ من المهم تنفيذ مهمة حصر السلاح بادئ ذي بدء حتى ينتخب اللبنانيون من دون ضغوط ويتحقّق الهدف من الانتخابات النيابية.

ومن بين الناشطين المطّلعين على ما تنصح به الإدارة الأميركيّة، رئيس "التجمّع من أجل لبنان" ميلاد زعرب، الذي يسرد فحوى اجتماعاتٍ عقدها قبل أسابيع قليلة مع مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركيّ، حيث اتضح أنّ "كلّ التركيز على أولوية نزع سلاح "حزب الله" وفق ما تؤكّده الإدارة المركزية في الولايات المتحدة ويوضحه أعضاء في مجلس الشيوخ". 

ويقول زعرب ردّاً على أسئلة "النهار": "الأهم أن ينزع كلّ السلاح وأن تسيطر الدولة اللبنانية على جميع أراضيها. لا يمكن تحقيق أيّ شيء قبل أن تسيطر الدولة اللبنانية على كلّ الأراضي بما فيها المخيمات الفلسطينية والجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت، وأن يحصر السلاح بيد الجيش اللبنانيّ والقوى الأمنية". 

وإذ يتحدث زعرب في اجتماعاته عن أهمية أن يعطى الجيش اللبنانيّ دعماً أكبر، يجزم بأن الإدارة الأميركية موافقة على أهميّة دعم الجيش اللبنانيّ، ولكن لا بدّ من التشديد على أن تعمل الحكومة اللبنانية والقوى الشرعية لنزع السلاح. وسيكون لبنان قويّاً مع تحقيق نزع السلاح، وعليه أن يقوم بالمهمة كاملة. ويستطرد أن "الجولة نجحت في وزارة الخارجية ومع مسؤولين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، والأهم حصر السلاح ومساعدة الجيش".

ماذا في المحادثات الحاصلة في أروقة تلك الاجتماعات الأميركية حيال ملفّ الانتخابات النيابية وتصويت المغتربين؟ يجيب بأنّ "الأميركيين لا يهتمّون كثيراً بالانتخابات النيابية اللبنانية. همّهم التخلّص من سلاح "حزب الله"، ويعتبرون أن الانتخابات النيابية بما في ذلك اقتراع المغتربين مسألة على الداخل اللبنانيّ البحث عن حلول لها، وعلى اللبنانيين أن يتّفقوا في ما بينهم. لا رغبة لدى الأميركيين في التدخل في ملف الانتخابات النيابية، مع تأكيد مسؤول عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية أن الاستحقاق شأن داخليّ لا يمكن التدخّل فيه حتى في قضية المغتربين". 

ويستنتج زعرب أنّ "الانتخابات لن تغيّر موقف الولايات المتحدة من أهمية حصر السلاح، لأنّ التشديد على هذا الملف تحديدا. وعند محاولة البحث في ملفات أخرى بما في ذلك الانتخابات، يعود المسؤولون الأميركيون إلى النصح بالعمل على ملف حصر السلاح".