أيّ تأثير للفاتيكان في ردع تجدّد الحرب على لبنان؟ 

ما زال لبنان يتنفس من المناخات الإيجابية لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، التي نشرت أجواء الرجاء والغفران والمحبّة والتسامح، وحتى المساجلات بين القوى السياسية توقفت وسادت أجواء روحية تسامحية وحوارية لثلاثة أيام لم يسبق أن شهدها لبنان منذ سنوات طويلة.

 والسؤال المطروح، بعد الزيارة، هل ستذعن إسرائيل للاتصالات التي سيجريها البابا مع دول القرار ولا سيما أنه أكد للذين التقاهم وتحديداً الرؤساء الثلاثة، أنه سيتواصل مع المعنيين من أجل وقف الحرب والحوار والسلام، وخصوصاً أن كلمة السلام ردّدها أينما حلّ وكانت لها دلالاتها ووقعها، فماذا عن تأثير الفاتيكان والبابا في السعي لوقف الحرب؟ وإن كان الفاتيكان بعيداً عن السياسات، ودوره إيمانياً ونشر دعوات السلام والحوار بين كل الأديان والشعوب في العالم قاطبة، فإنه نظراً إلى هذا الموقع الأبرز في العالم له تأثيرات على زعماء العالم، وبالتالي ثمة ترقب لما قد يقوم به البابا لاوون مع الجهات المعنية لوقف الحرب وبالتالي الشروع في السلام.


السفير اللبناني السابق في الفاتيكان أنطونيو عنداري قال لـ"النهار"، "انتهاء زيارة البابا لن ينهي مفاعيلها، ولا سيما أنه كان متأثراً بالمشاهدات أكان في دير الصليب أم المرفأ أم في لقاء الشبيبة في بكركي، لا بل في سائر اللقاءات والاستقبالات، وزيارته للقديس مار شربل أيضاً كانت وجدانية وروحية، أي إن هذه الزيارات واللقاءات التي قام بها الحبر الأعظم خلال وجوده في بيروت وبعض المناطق اللبنانية، فذلك سيدفعه إلى التحرك والتواصل مع دول القرار. وباعتقادي، لكونه أميركياً ويعرف الدوائر الأميركية، سيتواصل مع المسؤولين الأميركيين، وحتى الفاتيكان علاقته جيدة وممتازة مع كل الدول بما فيها إسرائيل، ما يعني أنه سيتابع الوضع اللبناني، وعلينا في لبنان أن نتابع بدورنا ما هو مطلوب منّا خصوصاً عملية السلام، لأنه لا مناص من ذلك الأمر الذي شدد عليه قداسته". 


وأضاف السفير السابق عنداري "في الفاتيكان أكثر من دائرة، ومنها للعلاقات المسيحية الإسلامية، والمسيحية-المسيحية، ولكل دولة دائرة، وأذكر عندما كنت سفيراً في الفاتيكان سُئلت من الدائرة التركية الفاتيكانية بما معناه، هل تريدون شيئاً من تركيا؟ أي إنهم يواكبون ويتابعون أدق التفاصيل، من هذا المنطلق يخلص بالقول: أرى أن الزيارة كانت ناجحة على أعلى المستويات، ومن خلال ما أعرفه عن الفاتيكان فإن قداسته سيواكب ويتابع الوضع اللبناني بكل تفاصيله مع المعنيين، ولا سيما في ظل التهديدات التي يتعرض لها لبنان، أي سيكون له دور فاعل جداً على هذا الصعيد، أما أن يتوصّل إلى ردع إسرائيل عن قيامها بأيّ عدوان، فذلك فيه كثير من الصعوبة لأن المسائل هنا تتخطى الوجدانية وبعض المطالب، لكن سيؤدّي دوره بفعالية".