إجتماع غير إيجابي للميكانيزم...الجيش اللبناني: الإحتلال يعيق انتشارنا واسرائيل: "الدفاع عن النفس" يبرّر الغارات

انعقد اجتماع الميكانزم في الناقورة للمرة الثالثة، في ظل غياب المبعوثة الأميركية مورغن أورتيغوس للمرة الأولى منذ ترحيب الحكومة اللبنانية بخطة الجيش. وقد ترأس الاجتماع الجنرال الأميركي الجديد جوزيف كليرفيلد، الذي خلف الجنرال مايكل ليني. مصادر عسكرية وصفت أجواء الاجتماع لـِ "المدن" بأنها “غير إيجابية”، قائلة:“ما دامت إسرائيل تواصل استهداف اللبنانيين وأراضيهم وممتلكاتهم تحت ذريعة الدفاع عن النفس، فهذا يعني أن الاجتماع لم يكن جيداً.”

لبنان يستنكر: انتهاكات إسرائيلية يومية

افتتح الاجتماع بإدانة صريحة من الجيش اللبناني للغارات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، خصوصاً استهداف المدنيين والمصالح الاقتصادية. ولفت الجيش على نحوٍ خاص إلى الغارة على منطقة المصيلح، معتبراً ذلك خرقاً واضحاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي يُعد الأساس القانوني لعمل “الميكانزم”.

كما شدّد الوفد اللبناني على ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها جنوب الليطاني، مؤكداً أن هذا الاحتلال يُعيق انتشار الجيش اللبناني وتنفيذه لمهامه، وفق ما أفادت مصاد عسكرية لـِ "المدن".

وخلال الاجتماع، عرض الجيش اللبناني تقريراً مفصلاً تضمن لمحة عن الإجراءات التي اتخذها في منطقة جنوب الليطاني، مشيراً إلى التقدم الميداني المحقق ضمن الخطة المعروضة على مجلس الوزراء.

وأكدت مصادر عسكرية لـِ “المدن” أن الجيش يقوم بعمل دقيق وشامل في القطاعات الثلاثة- الشرقي والأوسط والغربي- مع الإشارة إلى أن القطاع الغربي يُعد الأصعب بسبب طبيعة الأرض والتاريخ العسكري للمنطقة. وأوضحت المصادر أن الجيش لا يمتلك خرائط دقيقة عن المواقع العسكرية السابقة في المنطقة، وهذا ما يزيد من تعقيد المهمة. ومع ذلك، يلتزم الجيش بإنهاء المرحلة الأولى من خطته، التي تشمل كامل منطقة جنوب الليطاني، قبل نهاية العام الحالي، مطالباً بالحصول على دعم فعلي يمكّنه من تنفيذ مهامه بفعالية.

إسرائيل: “الدفاع عن النفس” يبرّر الغارات

في المقابل، دافع الجانب الإسرائيلي عن غاراته واعتبرها “حقاً مشروعاً للدفاع عن النفس”، وفقاً لما نقلته مصادر مطلعة على الاجتماع لـِ “المدن”. واعتبر الوفد الإسرائيلي أن استهداف الأراضي اللبنانية يأتي رداً على استمرار نشاط “حزب الله” المسلح، الذي -وفق الرواية الإسرائيلية– لم يلتزم بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، ويحاول استعادة نفوذه وقدراته العسكرية. ووفق المصادر، أكد الوفد الإسرائيلي أنه لن يسمح بتكرار هذا السيناريو، وأنه يرى في “حق الدفاع عن النفس” مبرراً قانونياً لأيّة عمليات عسكرية ينفذها داخل الأراضي اللبنانية.

اليونيفيل تُدين خروق إسرائيل

من جانبها، أعربت قوات اليونيفيل عن إدانتها الشديدة للغارات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، بما في ذلك استهداف مراكز ومقرات تابعة لها، كان آخرها قصف موقع في كفركلا. واعتبرت اليونيفيل أن هذه الأفعال تُشكّل خروقاً واضحة للقرار 1701، ولوقف الأعمال العدائية المعمول به منذ العام 2006.