إسرائيل تدرس هدنة مصرية وتؤكد أن المعركة لم تنته

رغم إعلانها أنها تدرس مقترحاً مصرياً حول اتفاق هدنة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، إلاّ أن تصريحات من أعلى مستوى في إسرائيل أكدت أن المعركة لم تنته.
وكان وزير الخارجية الإسرائلي إيلي كوهين، قال إن المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة، قيد الدراسة من قبل وزارة الدفاع. وفي وقت سابق ذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو،  إن الجيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع عملياته في غزة، بعد رد الفصائل الفلسطينية بقصف مدن إسرائيلية مجاورة بأكثر من 200 صاروخ اليوم. 

وأبلغ نتانياهو اليوم الأربعاء، رؤساء البلديات الجنوبية أنه يتعين عليهم الاستعداد لاحتمال توسيع نطاق العملية العسكرية الحالية في قطاع غزة بشكل كبير، حتى في الوقت الذي أشار فيها مسؤولو دفاع إلى أن إسرائيل تسعى لمنع اتساع نطاق الصراع.
وقال نتانياهو في اتصالات هاتفية مع رؤساء البلديات وفقاً لمقطع مصور وزعه مكتبه، "مستعدون لاحتمال توسيع نطاق العملية، ولشن هجمات شديدة للغاية في هذه اللحظة وفي المستقبل أيضاً"، بحسب صحيفة"تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف، "بصفة عامة اعتقد أن لنا اليد العليا ولكنكم انتم فى خط الجبهة وأنا أقدر دعمكم".

وذهب نتانياهو نحو التأكيد على أن المعركة لم تنته، مضيفاً أن "المعادلة الأمنية الجديدة هي أننا سنحدد الوقت المناسب لاستهداف قادة الفصائل" 
فيما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي،  يوآف غالانت، أنه تم توجيه "ضربة قوية للجهاد في قطاع غزة واستطعنا تصفية قادة في التنظيم".
لكن مسؤولين في وزارة الدفاع أكدوا، أن الجهود تنصب في الوقت الحالي على منع اتساع نطاق الصراع.

موعد الهدنة
وأكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلاً عن مصادر دفاعية، أن مسؤولين في حركة الجهاد تواصلوا مع طرف ثالث محايد سعياً للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع الجانب الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الساعة الـ9 مساء، بتوقيت القدس. 
حركة الجهاد تبادر
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "حركة الجهاد هي من دفعت الطرف المصري إلى تسريع مفاوضات وقف إطلاق النار بعد أن فشلوا في تسجيل إنجاز في الجولة الأخيرة من القصف الصاروخي الذي استهدف جنوب ووسط إسرائيل". 

وأكد مصدر دبلوماسي رفيع للصحيفة، أن "وقف إطلاق النار سيحكم عليه بالأفعال فقط وليس بالأقوال".

وقبل الإعلان الإسرائيلي، تناقلت وسائل إعلام مختلفة أنباء عن إجراء مصر وقطر والأمم المتحدة مفاوضات مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية ومع كبار المسؤولين في حركة الجهاد من أجل وقف إطلاق النار، مشيرة إلى إحراز الأطراف تقدماً ملموساً.  

 من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية لوسائل إعلام مصرية مختلفة، إن وقف إطلاق النار من المرجح أن يدخل حيز التنفيذ مساء اليوم الأربعاء بعد التوصل إلى اتفاق بين الجهاد وإسرائيل بوساطة من القاهرة.

ومنذ أمس تواصل إسرائيل قصفاً عنيفاً على قطاع غزة المحاصر، تقول إنه يستهدف بشكل أساسي مواقع لحركة الجهاد. وأكدت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد أمس الثلاثاء، مقتل 3 من قادتها البارزين.  
"الدرع والسهم"
وردت الفصائل الفلسطينية اليوم على عملية الدرع والسهم التي أطلقها الجيش الإسرائيلي أمس بقصف مماثل، وأطلقت ما لا يقل عن 270 صاروخاً من قطاع غزة باتجاه إسرائيل اليوم الأربعاء. 

وفي مدن إسرائيلية عدة جرى إطلاق تحذيرات من الصواريخ وتحديداً في منطقة تل أبيب الكبرى اليوم، وهرع السكان إلى الملاجئ. وأظهرت صور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي سحباً من الدخان ترتفع في سماء المدينة. 
وتأتي العملية العسكرية في قطاع غزة بعد سلسلة توترات أمنية  بين الجهاد وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها قبل أقل من أسبوع. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس مقتل 19 شخصاً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح مختلفة جراء القصف الإسرائيلي. وقال بيان وزارة الصحة أن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا، وأن بين المصابين حالات حرجة".