المصدر: المدن
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 23:45:27
عرضَ جهازُ الاستخباراتِ العسكريّةِ الإسرائيليّة، أمامَ المبعوثِ الأميركيّ جاريد كوشنر، خريطةً قالت إنّها تُجسِّد "مسارَ إعادةِ تأهيلِ حزبِ الله في لبنان". وتشملُ الخريطةُ، وفق العرض، "بُنى تحتيّة، ومستودعات، ومصانعَ أسلحة، ومراكزَ لوجستيّة" تتوزّعُ في مختلفِ المناطقِ اللبنانيّة، كما تضمّ "قائمةً بالبلداتِ التي تعرّضت لهجماتٍ إسرائيليّة وأخرى مُدرجة ضمن بنكِ الأهداف".
وبحسبِ العرض، فإنّ الهدفَ هو "إقناعُ واشنطن بأنّ الدولةَ والجيشَ اللبنانيَّين غيرُ قادرَيْن على نزعِ سلاحِ حزبِ الله بحلولِ نهايةِ العام". وفي المقابل، يفيدُ التقديرُ أنّ الحزبَ "لا خيارَ أمامه سوى المُضيّ في تعزيزِ قدراتِه"، مع الإقرارِ بأنّه "لا يستطيعُ فرضَ إرادته على لبنان، لكنّه قادرٌ على تهديدِ الحكومة، ما يستدعي تحييدَه على نحوٍ فوريّ".
وأبدى مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليّ قلقَه من أوضاعِ البلداتِ الجنوبيّةِ المحاذيةِ للحدود، مشيرًا إلى أنّ "إقامةَ موقعٍ عسكريّ جديدٍ على بُعدِ كيلومترٍ واحدٍ من الحدود، وهو السادسُ من نوعِه داخلَ الأراضي اللبنانيّة، وبناءَ جدارٍ فاصلٍ داخل تلك الأراضي، يُشكّلان حاجةً ضروريّةً لحمايةِ سكّانِ الشمال". وأضاف أنّ المساحةَ "ما بينَ الجدارِ والموقع" تُعدّ "منطقةً أمنيّةً عازلة"، وذلك "وفق ما سبَقَ وصرّحَ به وزيرُ الأمنِ الإسرائيليّ إسرائيل كاتس".
غير أنّ هذه الإجراءاتِ "لم تُوفِّر طُمأنينةً لسكّانِ مستوطناتِ الشمال"، كما يقولُ أحدُ السكّانِ قربَ موقعٍ جديدٍ للجيش: "ننامُ على صوتِ الانفجارات، ونصحو على المسَيَّرات، بينما تبدو الحياةُ خلفَنا اعتياديّةً، ولا أدري إن كان الجدارُ هو الردَّ المناسب".
وتزامنًا، تحدّثَ تقريرٌ للاستخباراتِ العسكريّةِ الإسرائيليّة عن "حملةٍ تستهدفُ مناطقَ جنوبيّةً بعينِها"، بينها النبطيةُ التي "تُشكّلُ نقطةً استراتيجيّةً مهمّةً وهدفًا للجيش"، وصور التي "تُعدُّ مركزًا لتعزيزِ قدراتِ حزبِ الله". وخلصَ التقريرُ إلى "قلقٍ بارز" يتمثّلُ، بحسبِه، في "عدمِ معارضةِ الجمهورِ الشيعيّ في لبنان لمساندةِ حزبِ الله في ترميمِ بنائِه العسكريّ، على الرغمِ من الدمارِ الذي تسبّبت به الحرب".