المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
الجمعة 17 تشرين الأول 2025 15:19:55
بينما تبدأ المنطقة ترميم أنقاض الحروب في أكثر ساحاتها اشتعالًا، من غزة إلى سوريا، يبدو لبنان وكأنه عالق في حلقة مفرغة من الصراع، بلا أفق لإعادة البناء، ولا حتى لتثبيت الهدنة، جنوب البلاد شهد ليلة دامية جديدة، لم تكن مجرد رسالة عسكرية من إسرائيل، بل جاءت كإنذار واضح مفاده، لا إعمار قبل القرار، ولا اقتصاد قبل السلاح.
على الجانب الآخر، تتصدر غزة أجندة الدول الداعمة لإعادة الإعمار، وسط مؤتمرات دولية ومساعٍ لتحويل الدمار إلى استقرار، وتعود سوريا تدريجيًا إلى طاولة التطبيع والتمويل، بينما يواصل لبنان الغرق في مسار مختلف، تصعيد متواصل في الجنوب، واقع اقتصادي منهار، وسلاح منفلت، يجعل أي مشروع إنمائي أو خطة نهوض حلمًا مؤجلًا إلى أجل غير مسمى.
مصدر سياسي مطلع يضع النقاط على الحروف، إسرائيل تريد أن تقول بشكل مباشر إن الإعمار في لبنان لن يبدأ طالما أن القرار السيادي لا يزال خارج يد الدولة، بالتالي هذه ليست مجرد غارات عسكرية، بل جزء من معادلة ردع اقتصادية-أمنية، تلغي أي فرصة لإعادة إطلاق الجنوب من جديد.
ويضيف، المفارقة أن لبنان، الذي تضرر مرارًا من الحروب الإسرائيلية ومن سياسات المحاور الإقليمية، لا يزال اليوم رهينة سرديات ميليشيا حزب الله التي تُقايض الدولة بالسلاح، حتى لو كان الثمن عزلة كاملة وانهيارًا شاملًا.
اللافت أيضًا بحسب المصدر، أن الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، سواء في غزة أو سوريا، يُفتح علنًا في المؤتمرات واللقاءات الدولية، أما لبنان، فمغيّب، لا مشاريع، لا مبادرات، ولا تعهدات، والسبب؟ لا وضوح في الرؤية، لا حياد في الموقف، ولا سيادة فعلية تسمح بأي انخراط دولي.
ويقول المصدر في خلاصة حديثه لموقع "kataeb.org” : المجتمع الدولي لا يموّل مناطق خاضعة لسيطرة فصائل مسلحة لا تعترف بسيادة الدولة، بالتالي، هذا ما يمنع الجنوب اللبناني من أن يكون جزءًا من مرحلة التعافي الإقليمي، فهل من يسمع؟
فيما النتيجة، الجنوب اللبناني ليس فقط تحت القصف، بل أيضًا تحت الحصار السياسي، أي حديث عن إعمار أو استقرار لا يمكن أن ينطلق في ظل استمرار المعادلات الحالية، والفرصة، إن لم تُلتقط الآن، ستضيع في زحمة الملفات الإقليمية التي تتقدم عليه، وفي مقدمها غزة وسوريا.