إفتتاح حديقة بيار في الذكرى الـ15 لإستشهاده... الرئيس الجميّل ينبّه من مخطط جهنمي لإركاع لبنان: هل هي صدفة أن يسقط لبنان قطاعاً بعد قطاع؟

إعتبر الرئيس أمين الجميّل أن الأحداث تتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان، مشيراً الى ان الانحدار السريع مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتَها.

وشدد خلال إفتتاح "حديقة بيار" على ان الحلم باقٍ والإرادة صلبة لا تراجع ولا مساومة رغم كل التحديات والاغراءات والترغيبات والتهديدات! فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن، داعياً الممسكين بمقدرات البلاد الى وقف التسويات التي هي شكل من أشكال التخلي والاستسلام.

وأكد الرئيس الجميّل أن "حديقة بيار" تمثل الحافز والأمل بلبنان الجديد، فلتكن ملتقىً لجميع اللبنانيين، من مختلف الانتماءات والمذاهب والمناطق، فلتكن "حديقة بيار" حديقة لبنان الأبي في بيروت الخالدة.

 

ولمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الوزير بيار أمين الجميّل افتتحت "حديقة بيار" جانب البيت المركزي في الصيفي عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في احتفال تحت عنوان: "١٥ سنة وصوتك باقي فينا" شارك فيه الرئيس أمين الجميّل وعقيلته السيدة جويس، رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وزوجته السيدة كارين، محافظ بيروت مروان عبود، السيدة باتريسيا بيار الجميّل ونجل الشهيد أمين الجميّل، السيدة نيكول الجميّل، الاخت ارزة الجميّل، نائبا رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وجورج جريج، الامين العام سيرج داغر، الوزير السابق الان حكيم، النواب السابقون ايلي ماروني، فارس سعيد، غطاس خوري، سامر سعاده وفادي الهبر، الياس حنكش، نقيب المقاولين مارون حلو، المطران جورج صليبا، الدكتور فؤاد ابو ناضر، الاب ايلي مظلوم، أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي في الحزب ورفاق الشهيد بيار.

 

في مستهلّ حفل الإفتتاح، أزاح الرئيس أمين الجميّل، ومحافظ بيروت مروان عبود، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل والشيخ أمين الجميّل، الستار عن نصب الشهيد بيار.

 

المحافظ عبود: البلاد التي فيها شهداء مثل بيار الجميّل لا تخافوا عليها

محافظ بيروت القاضي مروان عبود، قال في كلمته، "لحظة مؤثرة أن اقف على المنبر لأفتتح حديقة بيار الجميّل هذا الشاب الذي تعرفت إليه منذ 20 سنة وأحببته، أحببت الأخلاق ورأيت فيه الشاب الواعد"، وتابع "لم اكن أن أتخيل أن يستشهد بيار وأصبح انا محافظا لبيروت".

وأضاف "نحن نعيش في مدينة لا تشبه باقي المناطق في العالم، نحن في لبنان لا نعيش الراحة التي يعيشها الناس في البلدان الأخرى ولكننا نعرف اننا في الشرق نعيش في نضال مستمر".  وأردف "عرضتم تاريخ لبنان منذ الاستقلال ورأينا كم كان صعبًا، فلبنان لم يعرف سنة هدوء بل حروبًا ودمارا وبقاؤنا هو نضال".

وشدد محافظ بيروت على أن "لكل من يريد اغتيال رجالاتنا وقياداتنا نقول له سننجب يوميا قادة ورجالا وسنزرع أرضنا سنديانًا ولن نستكين ولو امتلأت الجدران صورًا للشهداء"، مشيراً إلى أن حديقة الشهيد بيار الجميّل ستكون عنوانًا للحوار ومنبرًا لكل المثقفين ولكل من يريدون العطاء في بيروت ستكون منتدى بيار الجميّل والبلاد التي فيها شهداء مثل بيار الجميّل لا تخافوا عليها".

 

الرئيس الجميّل: تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم

الرئيس أمين الجميّل، قال في كلمة ألقاها في الإفتتاح: "حديقة بيار" أيها الأحبة، هي واحة أمل وتأمّل، نضيء في رحابها شمعة، بدل أن نلعن الظلام الدامس الذي لفّ لبناننا الغالي! خمس عشرة سنة انقضت على استشهاد بيار، وشمعته لمّا تزل مضيئةً ترمز الى قضية وطن وآمال شعب! الاحتفاء اليوم هو في ساحة الشهداء بالذات، في المكان ذاته الذي جمع بيار ورفيق وجبران وسمير، كأنه قد اكتمل الآن النصاب السيادي!!! فهي الساحة حيث التقت الكتائب والنجادة عام 1943 لمواجهة الانتداب الفرنسي والمناداة جهاراً بالاستقلال والسيادة. وهي الساحة ذاتها حيث سقطت منذ 84 عاماً أول نقطة دم من جبين بيار الجميّل، الرئيس المؤسس، فكانت هي الشعلة- الاشارة عام 1937 لنضال طويل  وجامع يؤسس لاستقلال لبنان."

واشار الى ان الاحتفاء اليوم في ساحة الشهداء يعني أن نضال الشهداء لا يعرف التعب، لا يعرف الملل، لا يعرف الكسل، بل يبقى وجه النضال بهياً لا تنال منه التجاعيد. لا ينحني منه رأس. مهما تعاظمت الأثقال، ومهما توالت السنون!! الشهادة لا تموت بأقدمية، ولا تنقضي بمرور زمن!

وتابع "أنتهزها مناسبة لأتوجه بالشكر الى سعادة محافظ بيروت، الرئيس مروان عبود، ورئيس مجلس بلدية بيروت، السيد جمال عيتاني وأعضاء مجلسه، والى كل من ساهم في احياء هذا الانجاز الوطني الذي، برمزيته يجذرّ في الذاكرة اسطورة شهداء الوطن الذين غابوا من أجل أن يبقى لبنان واحة حرية وقيم، ورسالة انسانية بكل مراميها. وأخصّ بالشكر أيضاً مصمم النصب السيد كريم شعيا، الفنان المبدع الذي صاغ بمخيلته وفكره محيّا بيار وأحاسيسه الوطنية. كما أتوجه بالشكر لكل من واكب هذا العمل وأخص المهندس عماد الخطيب الذي أشرف ونفذّ المشروع في ظروف قاسية، والنقيب المهندس مارون حلو، والصديق سامي متى، وكل جندي مجهول أضفى بعمله زهرة في باقة "حديقة بيار".

وأردف "إن أنسى، لا أنسى شكر الرئيس سعد الحريري الممثل بيننا بالدكتور غطاس خوري والذي أعطى منذ سنوات الضوء الأخضر الرسمي لإطلاق مشروع الحديقة تخليداً لذكرى صديقه بيار!"

 

وقال الرئيس الجميّل: "حديقة بيار" مساحة خضراء لبيروت، وكم أحوجها اليها. بيروت الذاكرة الجميلة، وبيروت الذكرى الأليمة! بيروت الاستقلال، وبيروت الاحتلال! بيروت الواحة، وبيروت الساحة. بيروت الجميزة والبسطة معاً. بيروت الهادئة وبيروت الثورة! بيروت الخارجة من وجع ٤ آب، وبيروت الداخلة في خلاف على الحقيقة. بيروت المسموح لها أن تدفن القتلى، والممنوع أن تعرف القتلة. بيروت المسموح لها أن تبكي، والممنوع أن تشتكي!! وبيروت اليوم شاهدة على التحلل القائم. فهل هي صدفة أن يسقط لبنان قطاعاً بعد قطاع؟"

وتابع "سقط لبنان النظام المصرفي. سقط لبنان النظام المالي. سقطت الليرة. سقط لبنان الاستشفاء، لبنان مستشفى العرب. سقط لبنان الثقافة، لبنان جامعة العرب. سقط لبنان الديبلوماسي، لبنان العلاقات العربية والغربية. سقطت القيم، وكاد أن يسقط القضاء!!! أمّا ما أصاب المؤسسات الدستوريّة والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. إن هذا السقوط لا شك مسندٌ الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة."

ورأى الرئيس الجميّل أن في بعض الأمر كلُ العجب. بالتأكيد ليست مجردَ صدفة، بل هذا الكمُّ من الأحداث يتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان؟ هي احداثٌ تسقط على البلد دفعةً واحدة.

وقال "من تعطيل الديمقراطية بما يعنيه من الغاء لبنان الدولة، وهذا ليس تفصيلاً. الى الافلاس وإفقار الشعب لدرجة التهجير والتجويع، وهذا ليس بريئاً. الى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وهذا ما يشكل نهجاً خبيثاً لمشروع مكيافيلي يتحقق تباعاً على حساب الكيان الوطني! وعلى حساب رسالة لبنان ومستقبل الشعب اللبناني في بلد تُشلّ فيه قدرة الناس على الصمود والمقاومة."

وتابع "يتزامن هذا الانحدار السريع في لبنان مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ  تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة،  ضحيتَها. خاصةً بغياب المحاور اللبناني الشرعي القادر أن يقولَ لا باسم دولته وشعبه، وأن يجسدَ حلمَ أبنائه بدولة القانون والحرية."

وأردف "لم نعد نعرف أين التقاعس أو الجهل أو التخاذل، وأين حدود التبعيّة والارتهان؟ فمن حق الشعب أن يتساءل، أو يخاف! المواطنة لا تكون إلا على أساس الولاء المطلق للبنان. فكما لا إشراك في الدين، لا إشراك في المواطنة!! وعندما يسقط الولاء من الوجدان والضمير والخطاب، تسقط حكماً المواطنة، وننتقل الى فلسفة وجودية أخرى، الى جسم غريب، الى وطن آخر لا يشبه لبنان!"

وأشار الرئيس الجميّل الى ان منعاً من الوصول الى هذا الجحيم، كان نضال بيار المؤسس، وكان استشهاد بيار الحفيد وأمثاله من الذين سبقوه أو تبعوه. ويبقى النضال معقوداً على كل القوى السيادية وفي مقدمها حزب الكتائب اللبنانية بقيادته الفتية الشجاعة برئاسة سامي الجميّل. وفي الوطن الصعب، يبقى الارث الصعب مستمراً، وثقافة بيار النضالية تنتقل طوعاً الى ولديه أمين والكسندر!

 

وشدد على ان الحلم باقٍ والإرادة صلبة. لا تراجع. لا مساومة رغم كل التحديات والاغراءات والترغيبات والتهديدات! فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن. أوقفوا التسويات يا أيها الممسكون بمقدرات البلاد. فالتسويات شكل من أشكال التخلي والاستسلام.

 

وختم الرئيس الجميّل "عذراً، لكن صرختي صرخة وجع تؤلمني وتؤلم كل لبناني مؤمن بوطنه. صرختي دعوة لأن اتحدوا! فلا دين يميزنا. ولا سياسة تمزقنا. ولا فرز يفرقنا. الخطر واحد. ولبنان، يكون أو لا يكون. ولن نستكين قبل أن يكون. لبنان الوطن. لبنان الدولة. لبنان الشراكة. لبنان الحاضن لأبنائه، الجاذب لهم الى الديار، الراجعون الى نوره، لا الهاربون من ناره. و"حديقة بيار" تمثل الحافز والأمل بلبنان الجديد. فلتكن ملتقىً لجميع اللبنانيين، من مختلف الانتماءات والمذاهب والمناطق. فلتكن "حديقة بيار" حديقة لبنان الأبي في بيروت الخالدة. عشتم وعاش لبنان."