المصدر: Kataeb.org
الأحد 15 حزيران 2025 19:29:30
أحيا اقليم زغرتا الزاوية الكتائبي ذكرى استشهاد الرئيس الاسبق للاقليم الاستاذ جود البايع في كنيسة سيدة لورد في بلدة كفردلاقوس بحضور النائب الدكتور سليم الصايغ ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ومنسق القوات اللبنانية في زغرتا الزاوية طوني ليشع والعميد رينية معوض ممثلا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض والعميد المتقاعد فايز كرم وأعضاء المكتب السياسي منير الديك وبشير عساكر ورئيسة اقليم الكورة سلمى غصن وممثل رئيس اقليم البترون باز جرجس ووفود من اقليمي الكورة والبترون وممثل رئيس اقليم جبيل بسكال متى ومساعد الامين العام لشؤون الدائرة الثالثة جورج نجيم ورئيس قسم شكا انطوان الغابور ورئيس مصلحة الطلاب نديم كرم على رأس وفد من المصلحة ورئيس بلدية كفردلاقوس جيلبير نكد ومختار كفردلاقوس منصور رامز نكد ورئيس بلدية رشعين فادي قديسي ورئيس بلدية اردة ميلاد صليبا ومختار بلدة ايطو ريمون علوان ومختار بلدة اردة نخول شديد ومختار رشعين ميشال ايوب ومختار بلدة حوارة يوسف ابراهيم والرئيسة السابقة لبلدية كفردلاقوس زينة البايع وممثلين عن بلديتي أيطو وعشاش ومنسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي في الشمال الصحافي جوزف محفوض.
وبعد الذبيحة الالهية التي ترأسها الاب دانيال شديد وجورج جريج، انتقل الجميع الى كنيسة مار سركيس وباخوس حيث وضعت الاكاليل، وتحدث الوزير والنائب الدكتور سليم الصايغ مشددًا على ان الشهيد جود البايع لم يكن عابرا في هذا الوطن بل راسخا كجذور الأرز وفيا كرجالات الشرف صلبا كالايمان الذي لا تزعزعه عواصف.
وتابع: "جود البايع لم يكن ابن زغرتا فقط بل ابن لبنان السيادة والكرامة .كان رئيس بلدية نعم وكان مصرفيا ناجحا نعم . لكنه قبل كل شيئ كان رجل التزام .التزم بحزب الكتائب لا حبا بالموقع بل حبا بلبنان .التزم عن قناعة لأن الكتائب يومها كما اليوم كانت وما زالت تقول الحقيقة حين يصمت الاخرون وتسمي الامور بأسمائها حين يخاف الكثيرون."
واردف: "رأى جود في الكتائب حزبا لا يساوم على السيادة لا يساير في الحق ولا ينحني أمام سطوة السلاح او سلطان الخارج. اختار لبنان أولا تماما كما فعل الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل الذي شق الدرب وانارها فسلك الشهيد الشيخ بشير الجميل تلك الدرب وهو الذي حلم بدولة لا دويلة فيها ولا ولاءات مزدوجة تشتت الهوية. وعلى نفس الدرب سار الوزير الشهيد الشيخ بيار أمين الجميّل والشهيد النائب الشهيد انطوان غانم اللذان استهدفا لأنهما قالا كفى في وجه تطويع الدولة والوطن. وما اشبه اليوم بالامس ."
وتابع: "في وقت يشتد فيه الخناق على لبنان وتسلب قراراته وتختزل دولته نعود الى أمثال جود البايع نستحضرهم لا للبكاء بل للثبات .نستحضر جود البايع لانه علمنا ان السيادة لا تباع وان الوطن لا يقايض وان الموقف لا يشترى ولا يستعار. واليوم نرى البعض يحاولون تدوير انفسهم في الحياة السياسية كان شيئا لم يكن وكان التاريخ بلا ذاكرة. لكن اعادة التدوير في السياسة كما في الحياة لها أصولها وقواعدها وهي تبدأ بالاعتراف الصريح بالخطأ ثم بالتوبة الحقيقية يليها الغفران من الناس وتختتم بالمصالحة مع الوطن. أما القفز فوق الحقائق وركوب الموجة والتنكر للمرحلة الماضية فذلك ليس تجديدا بل تزويرا جديدا."
واضاف الوزير الصايغ: "وفي السياسة اليوم ما عاد الخطر مجرد احتمال بل صار واقعا يوميا نعيشه: مشروع حرب لا تنطفئ وهيمنة لا تنكسر وعزلة اقليمية ودولية خانقة. واذا كان الوطن في خطر فان المسيحيين فيه مسؤوليتهم مضاعفة ليس لانهم طائفة فقط بل لأنهم ركيزة هذا الكيان وضمير هذا الوطن. واذا كانوا هم ملح الارض فان فسد الملح فبماذا يملح."
وتابع :"فمن هنا من ذكرى جود البايع نجدد الدعوة الى وحدة الصف المسيحي على القيم لا على المصالح على الثوابت لا على المواقع. لان ما يحمي لبنان هو وحدة من امنوا به وطنا نهائيا حرا سيدا متنوعا لا ساحة ولا صندوق بريد لأحد."
وختم قائلا: "جود البايع لم يضح من اجل مقعد او منصب او شعار بل من اجل ان يعيش اللبناني في كنف دولة تحترمه لا تذله ودولة تحكم باسم القانون لا باسم الزعيم ودولة توفر العدالة لا تتقاسم الحصص."
ودعا الصايغ الى ان تفضي الشهادة الى عدالة ولتكون هذه الذكرى مراجعة لطرح أسئلة كثيرة تهرب منها كثيرون وطرحها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل من منبر مجلس النواب الذي دعا الى مصارحة ومصالحة وطنية عندما سأل اي لبنان نريد واي دولة نورث لأجيالنا.
بدورها تحدثت رئيسة اقليم زغرتا الزاوية لينا البايع التي قالت: "في زمن تتبدّل فيه القيم وتتلاشى المبادئ، يبقى بعض الرجال رموزًا خالدة لا يزول أثرها. هكذا هو جود البايع، الرجل الذي وإن لم أعش زمنه ولم أكن قد وُلدت حين اغتيل، إلا أن أثره الباقي في التاريخ، وفي حكايات أولاده وأصدقائه وكل من عايشوه وأحبوه، يروي قصته.
يصفه ابنه بيار بأنه رجل أحبّه الناس في كل جوانب حياته: في عمله، ةتعليمه، وخدمته المصرفية، ورئاسته للبلدية، والتزامه الحزبي. كان رسول سلام في زمن الكراهية، قدوة في العطاء، وصديقًا مخلصًا ومثالاً للوفاء.
أما ابنه سركيس، فيرى فيه شخصية استثنائية نشأت من عائلة متواضعة. كان عصاميًا ومسالمًا، وتربّى على قيم التعايش والتسامح. حمل فكرًا مقاومًا يرفض الهيمنة الخارجية وتسلّط الإقطاع، وزرع هذا الفكر في قلوب وعقول الكثيرين.
يؤكد أصدقاؤه أن أمثال جود البايع لا يموتون، فهم أحياء فينا. إنه مثال في الأخلاق والتواضع، وشخصية تجسد الخير والمحبة والاستقامة، وشغف السياسة، والتفاني، وروح العائلة الأصيلة.
اليوم، وبعد سبعة وأربعين عامًا على رحيله، نجتمع، لا لفتح أبواب الماضي، بل كرسالة ولاء إحياء لذاكرة رجل لم تطفئها السنون ولم تنسها الأيام .
وكما قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل:"في لبنان قصص كثيرة، وحكاية حزب الكتائب تشكل جزءًا كبيرًا منها. ساهم في هذه القصة 5313 شهيدًا دافعوا عن لبنان، وكان جود البايع جزءًا من جوهرها، لا على هامشها. يبقى جود البايع شاهدًا حيًا على أن الكتائب ليست حزبًا عاديًا، بل حزب شهادة، ومثل جود، هناك آلافٌ كتبوا بدمائهم فصول هذه القصة النضالية."
من أرض التضحيات، من قضاء زغرتا الزاوية، نقولها بصوتٍ واحد: نعم، نحمل بطاقة حزب الكتائب اللبنانية ونرفعها بفخر، لأننا أوفياء لجود البايع، وأمناء على قضيتنا. نحن أبناء الوفاء ورسل التسامح، كما كان جود البايع وكما أراد لنا أن نكون.
نردد ما قالت عنه كريمته الراحلة الدكتورة ماريا جود البايع عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية، والتي أكملت مسيرته: "جود البايع ما زال حاضرًا في القلوب والعقول وضمائر الأوفياء. شهادته جاءت نتيجة نضاله المستمر، مواقفه الثابتة، وتاريخه النقي، الذي جعله رمزًا للكتائبي الحقيقي وعنوانًا للوفاء. هو الذي اختار الانتماء إلى حزب الكتائب ليس كموقع سياسي فقط، بل كالتزام ومبدأ وإيمان بثلاثية الكتائب: الله، العائلة، الوطن. كان والدنا بحق شهيدًا للحزب والوطن، وتكريمه تجديد لرسالته والتزام مستمر بالمبادئ التي ناضل من أجلها. تظل ذكراه حية تضيء طريق الأجيال القادمة فجود البايع: رمزٌ خالدٌ لا يغيب."