إنذار أميركي-إسرائيلي أخير.. قراءة في خلفيات التصعيد

نفذت إسرائيل مساء امس غارات هي الاعنف والاكبر على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ العام الماضي. عشية عيد الأضحى وبينما لبنان بدأ يستقبل السياح الاجانب ويقف على أبواب موسم اصطياف يتطلع الى ان يكون مزدهرا، وجهت تل ابيب اليه صفعة موجعة ستكون لها ارتدادات سياسية قوية في المرحلة المقبلة.

الخطير في ما حصل، هو ان القناة 14 الاسرائيلية (المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو) اعلنت ان الهجمات على الضاحية وفي العمق اللبناني تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.

 

وفيما لم يتم التأكد من هذه المعلومات ولم يصدر عن واشنطن اي موقف رسمي في شأنها، حمل موقف رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون من الغارات، ما يحمّل الولايات المتحدة، في مكان ما، المسؤولية عن هذه الضربات. اذ قال: هي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، الى الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً عبر صندوق بريد بيروت ودماء ابريائها ومدنييها وهو ما لن يرضخ له لبنان أبدا.

 

بغض النظر عما اذا كان "الحق عالاميركان" ام على اللبنانيين الذين لم يقوموا بعد بواجباتهم في حصر السلاح بيد الشرعية، تعتبر مصادر سيادية عبر "المركزية" ان التصعيد الإسرائيلي امس أتى على وقع معطيات تكاثرت في الاونة الاخيرة عن استياء أميركي من تباطؤ لبنان في التقيد بالتزاماته. وتأتي ايضا غداة زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى بيروت والتي اشارت معلومات متقاطعة الى انه دعا خلالها حزبَ الله الى التريث في موضوع الحوار حول سلاحه الى حين انتهاء مفاوضات ايران مع واشنطن.  ايضا وايضا، تأتي في وقت تستمر محاولات تهريب السلاح الى لبنان حيث ضبطت الداخلية السورية امس في القصير، "شحنة تضم صواريخ موجهة مضادة للدروع (م.د) وذخائر من عيار 30 مم، كانت معدّة للتهريب إلى الأراضي اللبنانية وقد أُلقي القبض على السائق، وجرت مصادرة الأسلحة والذخائر".

هذه العوامل كلها، تتابع المصادر، قد تكون ساعدت تل ابيب على اقناع واشنطن، بأن يجب هز العصا للبنان ليسرع في عملية جمع سلاح حزب الله. فهل جولة الامس انذار أميركي اسرائيلي اخير، ونموذج عما ينتظر لبنان اذا لم ينفذ اتفاق وقف النار ويجرد حزب الله من سلاحه؟