إيران على أعتاب مجاعة أعنف من الحرب العالمية الأولى

تقف  إيران على أعتاب مجاعة خطيرة في ظل تفاقم أزمة الغذاء، واختفاء منتجات الألبان عن موائد العائلات، وارتفاع يومي في الأسعار، وغياب تام للرقابة، بحسب تقييمات محدثة لوسائل إعلام عبرية. 

ورصدت صحيفة "معاريف" ما وصفته بـ"مؤشرات مجاعة وشيكة في إيران"، مشيرة إلى "قفزة جنونية في أسعار المواد الغذائية، فضلًا عن اختفاء غالبية السلع الأساسية من الأسواق".

وقالت الصحيفة الاسرائيلية إن سعر علبة الزبادي بلغ 45 ألف تومان (الدولار يضاهي 124 ألف تومان)، بينما وصل سعر لتر الحليب إلى 20 ألف تومان، فيما تخطى الحليب المعلب حاجز 70 ألف تومان. 

ووفقًا لتقديرات إسرائيلية، تشكل هذه الأسعار عبئًا ماليًا كبيرًا على ملايين المواطنين الإيرانيين، ويعود السبب إلى فجوة هائلة في القدرة الشرائية، إذ يتراوح متوسط الأجر الشهري في إيران بين 100 إلى 150 دولارًا أمريكيًا، بينما يؤدي الارتفاع الحاد في معدلات التضخم، وانخفاض قيمة العملة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل شبه يومي. 

ونقلت الصحيفة معطيات تجسد مدى تفاقم الأزمة الغذائية في إيران، مشيرة إلى "اختفاء منتجات الألبان تمامًا من المنازل، بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار". 

ويصف أرباب العائلات وضعًا "لم يعد فيه الأطفال يشربون الحليب، وتتقاسم العائلات الكميات القليلة المتبقية على مدى أسابيع". 

وقال أحد المواطنين الإيرانيين إن "عبوة الزبادي العائلية، التي كانت تُستهلك مرة واحدة أسبوعيًا، يتم شراؤها الآن مرة كل ثلاثة أسابيع، وفي اليوم الأخير، يكشطون جوانب العبوة بالخبز حتى لا يُهدر منها شيء".

وتفيد شهادات إيرانية أخرى بأن "ارتفاع الأسعار لا يقتصر على منتجات الألبان فقط، بل طرأت زيادة حادة على أسعار الأرز والبقوليات والدجاج والأسماك والأدوية ومنتجات التنظيف". 

ووفقًا لمواطنين في العاصمة طهران، "أصبحت زيارة السوبر ماركت مهمة مستحيلة"، إذ يتم تسعير العديد من المنتجات وفقًا لـ"التخفيضات"، ولكن عند الدفع يكتشف الرواد زيادة مفاجئة في الأسعار، تصل إلى 20 ألف تومان أو أكثر، بداعي "تحديث السعر قبل دقائق".

ويصف مواطنون منظومة الرقابة الإيرانية بـ"الفاشلة"، بالإضافة إلى خضوع مستخدميها لـ"الرشوة".

وأشار أحد هؤلاء إلى أنه "في كل مرة أذهب فيها إلى السوق، أجد كل شيء أغلى من الأمس". 

وقال آخر: "بلغ سعر شراء الدجاجة الواحدة 417 ألف تومان".

ويحذر مواطنون إيرانيون من انهيار حاد في مستوى المعيشة، يصل حد سيناريوهات كارثية.   

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران إلى ساحة لـ"تفريغ حالة الاحتقان والشكوى من إقبال البلاد على كارثة إنسانية غير مسبوقة".

ووفقًا لرصد صحيفة "معاريف"، كتب أحد الإيرانيين: "أتوقع أيامًا قد يموت فيها نصف السكان، كما حدث خلال مجاعة الحرب العالمية الأولى". 

ويؤكد كثيرون آخرون أن "هذا واقع يومي يتمثل في "أسعار باهظة" في المتاجر الكبرى".

في غضون ذلك، أفاد مواطنون بغياب تام للرقابة، وانتشار الرشاوى داخل الهيئات التنظيمية الإيرانية. 

وكتب أحدهم: "في كل مرة نذهب فيها إلى السوق، نجد الأسعار أعلى من ذي قبل. يبدو أن أسعار منتجات الألبان ترتفع يومًا بعد يوم". 

وحذر آخرون من خطر حقيقي لسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال، مع اختفاء المنتجات الأساسية، كالحليب والزبادي، من سلال استهلاك أسر الطبقة المتوسطة وما دونها.