استعدادا لـ"جنازة القرن".. لندن أمام أكبر تحد لوجيستي في تاريخها

تستعد العاصمة البريطانية لندن لأكبر تحدى لوجيستي من نوعه فى تاريخها بتنظيم جنازة رسمية للملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

ويتعلق التحدى ببسط وتأمين مسار الجنازة الرسمية وتفتيش الحشود التى ستصطف على جانبى الطريق لمشاهدة النعش الملكى ووداع الراحلة.


وفى الوقت الحالى يبقى الجثمان فى قاعة وستنستر، أقدم قاعات البرلمان البريطانى، ومتاحا لوداع الجمهور الذين يقفون فى طوابير انتظار طويلة لكى يتمكنوا من دخول القاعة وإلقاء نظرة الوداع على النعش الملكي.
وحتى الان تمتد طوابير المشيعين لأكثر من أربعة أميال بالعاصمة فى انتظار وداع النعش المسجى فى ويستمنستر. وسيكون بإمكان الأفراد الدخول الى القاعة حتى صباح يوم الإثنين القادم، وهو الموعد الرسمى لانطلاق الجنازة.

إدارة وتأمين ملايين المشيعين
ونقلت صحيفة ديلى ميل البريطانية عن رئيس خدمة النقل فى العاصمة أندى بايفورد أن مشيعى الملكة يجب أن يستعدوا لاضطراب فى حركة النقل قد يدوم لأيام فى لندن بسبب أن "ملايين الأفراد" يتوقع حضورهم لمشاهدة النعش الملكى لدى مروره. وقال إن إدارة الحشود المليونية سيتطلب رقابة وتعاملا على مدار الساعة من جانب مركز قيادة.

وكانت الحشود قد بدأت التدفق نحو العاصمة وبالتحديد نحو المسار المحدد للنعش الملكى، وقد بدأ أفراد فى المبيت على الأرصفة ليكون بإمكانهم حجز أماكن مميزة لمشاهدة النعش. وقال بايفورد إنه سيتم تسيير نحو ألف عربة قطار إضافية من جميع أنحاء المملكة الى لندن حتى يوم الإثنين القادم لخدمة المشيعين. وقال إنه أكبر تحد لوجيستى يواجه السلطات فى تاريخها.

"تفتيش المطارات"
وفى وقت سابق، أعلنت السلطات ان المشيعين سيخضعون لتفتيش أشبه بتفتيش المطارات لكى يتمكنوا من الوقوف على جانبى الطريق لمشاهدة النعش الملكي. وتتزايد الدعوات لإطالة مسار جنازة الملكة حتى يتمكن عدد أكبر من الناس من تقديم احترامهم النهائى. وانضم نواب كبار أمس إلى دعوات تدعو بتمديد الرحلة الأخيرة للملكة الراحلة يوم الجنازة.

في تلك الأثناء، تباشر سلطات العاصمة البروفات في الصباح الباكر على الجنازة الرسمية. وفي الرابعة فجر اليوم بالتوقيت المحلى، تدرب حاملو النعش من جنود ومشاة البحرية، الذين سينقلون الملكة الراحلة في رحلتها الأخيرة، ويحملون نعشًا فارغًا ملفوفًا بنسيج أسود في منتصف الليل.

وجرت البروفة بمشاركة ما يقرب من 100 من أفراد البحرية بالزي الرسمي الذين جروا عربة مدفعية تحمل نعشًا أسود، من مسار امتد من قاعة وستمنستر حيث يوجد الجثمان الملكي الان، إلى كنيسة وستمنستر، ثم عبر وسط لندن مع وجود العديد من أفراد سلاح الفرسان المنزلي على ظهور الخيل.

وبدأ صوت الموسيقى الجنائزية في الساعة 2.45 صباحًا، مما أشار إلى الإستعداد لبدء المسيرة وقد تردد صداها في شوارع لندن الهادئة.

وتأتي المشاهد المهيبة قبل أول جنازة رسمية كاملة استضافتها بريطانيا منذ وفاة ونستون تشرشل في عام 1965.