اعتباراً من الخريف... اللبنانيون سيطلبون الموت وسيذهبون الى المقابر بأنفسهم!

كتب أنطوان الفتى في أخبار اليوم:

شتاء بارد، وشديد القساوة ينتظرنا، في الشّوط الأخير من زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض".

قَطْع أدوية مقصود عن الناس، وقَطْع الكهرباء، بالإضافة الى أزمة مياه مُنتَظَرَة، مع ما تحمله من انعكاسات وبائية على مستوى جائحة "كوفيد - 19"، وغيرها من الأوبئة والأمراض التي "ستجتاحنا" بعد أشهر، والتي لا يُمكننا أن نتخيّلها حالياً.

والى جانب أزمات الإنترنت التي ستزداد، أزمات محروقات ستنعكس سلبياً على التنقّلات الأساسية، وعلى التدفئة... وهذا كلّه سينفجر اعتباراً من الخريف القادم، في الشّوط الأخير من زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض". 

الشّوط الأخير

انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف، قابله البعض بالسّهر على الشرفات، أو ربما على الأسطُح. ولكن ماذا عن انقطاعها في عزّ الشّتاء، وموسم البرد القارس، والأمطار الغزيرة؟

قَطْع مقصود للأدوية عن الناس، ومضاعفاته الصحية التي ستزداد وستظهر أكثر بعد مدّة، بموازاة أزمة غياب التدفئة عن شرائح إجتماعية كثيرة خلال موسم البرد، ستجعل نِسَب الوفيات مرتفعة أكثر من المُعتاد بعد أشهر، خصوصاً في صفوف كبار السنّ. وهذا كلّه من نتائج زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض"، الذي سيزداد سوءاً في شوطه الأخير. 

إطلاق النار

قد يتضايق كثيرون اليوم، من جراء الانتظار في "طابور" من "طوابير" البنزين، وسط أشعّة شمس حارقة، ولهيب كبير. ولكن ماذا عندما ستتحوّل محطات البنزين الى كوارث حقيقية، بين أمطار غزيرة، وغَرَق الطُّرُق والأوتوسترادات بمياه الأمطار؟

وماذا عندما سيزداد تعطُّل المركبات التي ينتظر أصحابها بـ "الطوابير" للحصول على البنزين؟ وماذا عن انعكاسات ذلك على تعطُّل الأعمال، وزيادة التوتُّر، ومعه حوادث إطلاق النار؟ 

الموت

ماذا عن نتائج بعض الطُّرُق والأوتوسترادات التي قد لا تجد من يقوم بتأهيلها وصيانتها، قبل موسم الشّتاء القادم؟ وماذا عن حوادث الموت الإضافية، من جراء ذلك؟

وماذا عندما لن نجد من ينقل الناس الى المستشفيات، بعد أشهر، انطلاقاً من أن الأزمة الإنسانية ستستفحل أكثر، لأسباب سياسية، محليّة وخارجيّة؟ 

كعكة

الأشهر القادمة ستكرّس وضعنا على خطّ الشّعوب المُحاصَرَة في منطقتنا، كشعب من الدرجة العاشرة ربما، أو بما هو أشدّ سوءاً؟

ففي الشّوط الأخير من زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض"، قد يصعب استقبال اللبنانيين في الخارج، سواء للعمل أو لأسباب إنسانية، خصوصاً إذا استمرّت بعض الألسنة بتطيير رذاذ الشتائم، على كلّ الذين يجلسون من بعيد الآن، والى ما بَعْد مدّة زمنيّة معيّنة، للنّظر والتمحيص بحِصَصِهم، من كعكة التسويات الأميركية - الإيرانية. 

خبز ومياه

الشّوط الأخير من زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض"، قد لا نجد فيه فتات الخبز، ولا قطرة مياه، بالملموس، والعملي. فالشّوط الأخير من الصّراعات والحروب، يكون شديد القساوة في العادة.

وماذا عن الشّوط الأخير، من الشّوط الأخير؟ أي ماذا عن أشهُر آب، وأيلول، وتشرين الأول، 2022؟ 

عذاب

الحرب ستحتدم أكثر، الى درجة أن النيران ستبلغ أسفل الجحيم، الى من سيُرسِلون فرق تأجيجها أكثر. آب - تشرين الأول 2022، قد تكون المرحلة الأقسى من الفقر، والجوع، والمرض، والموت، بعد مرحلة قاسية جدّاً في شتاء 2022.

في الشّوط الأخير من زمن "كما في الجحيم كذلك على الأرض"، كثيرون سيطلبون الموت السريع. كثيرون سيطلبون من الجبال أن تسقط عليهم، ومن التلال أن تغطّيهم، ولكنّهم لن يموتوا، بل سيتعذّبون بلهيب نار "كما في الجحيم كذلك على الأرض".