الاسد يتفرج على غزة.. ويصمت عن تصفية موسوي: لماذا؟!

يكاد الرئيس السوري بشار الاسد يكون الصامت الاكبر ازاء التطورات الاقليمية عموما والفلسطينية – الاسرائيلية خصوصا. بالكاد يمكن ايجاد موقف للرجل يعلّق فيه على الحوادث الدامية التي تمزّق قطاع غزة والاراضي المحتلة، لكن اللافت، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هو انه يصمت ايضا ليس فقط عن العمليات الاسرائيلية التي تستهدف مرافق بلاده الاساسية والفصائل الايرانية المنتشرة فيها، بل ايضا عن تصفية قيادات رفيعة في الحرس الثوري الايراني، في سوريا ايضا.

الاحد، اغتالت تل ابيب امس، أحد كبار المستشارين لدى الحرس الثوري، في سوريا رضي موسوي، بضربة صاروخية شنّتها على منزله في منطقة السيدة زينب بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وأفيد بأنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أشرف بنفسه على عملية اغتيال موسوي، الذي وصفته طهران بأنّه أحد رفاق القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني. وأوضحت مصادر لرويترز أن المستشار المعروف باسم سيد راضي موسوي هو المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران. وأفادت المعلومات الأوليّة بأنّ سيد رضي المقيم في سوريا منذ 30 عامًا، هو عميد في الحرس الثوري الإيراني، ويشغل منصب ممثل قوات فيلق القدس في سوريا، لعب دورًا كبيرًا في المساعدات العسكريّة لسوريا ولحزب الله قبل وبعد الحرب السوريّة، وهو متزوّج من سيّدة سورية، وله علاقاتٌ واسعة في دمشق، ويُعتقد أن له مكتبًا في وزارة الدفاع السوريّة. وشارك في عدد من المعارك الكبيرة خصوصًا في البادية وغرب حلب ومحيط دمشق.

هذه المعلومات تدل على الدور الاساسي الذي يلعبه موسوي في تنظيم العلاقات بين ايران وسوريا، تتابع المصادر، ورغم ذلك، لم ينبس الاسد ببنت شفة ازاء تصفيته في قلب دمشق. وبعد 3 ايام من الحادثة، لم يصدر اي موقف سوري باستثناء اعتبار وزارة الخارجية السورية اليوم، في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن أن "العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد موسوي يشكّل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا". وطالبت مجلس الأمن "بتحمل مسؤولياته في وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي".. وقد بدت الرسالتان من باب "رفع العتب" لا اكثر!

هذا التموضع السوري، مريب ومثير للعجب، وفق المصادر. وله خلفيتان على الارجح: الاولى ان الاسد ملجوم من روسيا التي تمنعه من الذهاب نحو اي خطوة تزعج اسرائيل. والثانية ان الرئيس السوري لا يريد استفزاز العرب كثيرا عبر الانحياز النافر الى المحور الايراني، لا بل يريد مسايرتهم بعد ان اعادوه الى جامعة الدول العربية، وذلك من خلال عدم تفاعله مع الاحداث التي تطال مصالح طهران فوق اراضيه وفي المنطقة.. لكن المطلوب منه، هو ان يدفع بالقوات الايرانية الى خارج سوريا، تختم المصادر، فهل يفعل؟!