البابا مستهلاً زيارة تركيا: مستقبل البشرية بات على المحك...أردوغان: رسائله تُسهم في تعزيز آمال السلام العالمي

بدأ البابا لاوون الرابع عشر زيارته الرسمية الأولى إلى تركيا بزيارة ضريح مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، قبل لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي، حيث ناقشا العلاقات بين تركيا والفاتيكان وقضايا دينية وإنسانية. 

كما عقد لقاء جمعه مع السلطات التركية وممثلي المجتمع المدني والسلك الديبلوماسي في أنقرة.

وعَبَّر البابا لاوون عن أسفه لما يشهده العالم من عدد غير مسبوق من الصراعات المميتة، محذّراً خلال أول رحلة له خارج إيطاليا منذ تولّيه البابوية من أن حرباً عالمية ثالثة "تخاض بشكل مجزأ"، ما يعرّض مستقبل البشرية للخطر.

وقال إن العالم يتزعزع بسبب "طموحات وخيارات تدهس العدالة والسلام".

وأبلغ القادة السياسيين في تركيا، التي يزورها حتى يوم الأحد، أن العالم يشهد "مستوى متصاعداً من الصراع... تغذّيه استراتيجيات القوة الاقتصادية والعسكرية السائدة". وناشدهم قائلاً: "يجب ألا نستسلم لهذا بأي حال من الأحوال... إن مستقبل البشرية على المحك".

واعتبر البابا لاوون ان تركيا تتمع بمكانة مرموقة في حاضر ومستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم أجمع مشيرا الى ان المسيحيين يرغبون بالمساهمة بإيجابية في وحدة تركيا.

وقال:" في مجتمع مثل المجتمع التركي يجب تكريم أبناء جميع الديانات خاصة في الظروف العالمية الحالية ونأمل أن تكون تركيا مركزاً للتقارب والوحدة".

وشدد على الحاجة الى أشخاص يعملون على الحوار أكثر من أي وقت مضى .

أضاف البابا لاوون:"ان الهوية المسيحية هي جزء من الهوية التركية ونحن اخوة مع جميع المؤمنين وغير المؤمنين ومع الكنائس الأرثوذكسية ومع اليهود وكل واحد منا يجب أن يسعى لأن يكون متضامنا مع أخيه الإنسان بغض النظر عن طائفته".

اما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال اننا نتطلع الى السلام في الشرق الأوسط ومحيطنا.

واعتبر ان زيارة الى تركيا تأتي في وقت بالغ الحساسية في سياق الأحداث الإقليمية والدولية مبدياً ثقته بأن الرسائل التي ستُوجَّه من تركيا مع البابا ليو الـ14 ستصل إلى العالمين الإسلامي والمسيحي وستُسهم في تعزيز آمال السلام العالمي.

وأشار الى إن التعصب يولّد الصراع وبالتالي الانقسام والكراهية ومعاداة الإسلام وإن مناهضة الأجانب المتصاعدة في الغرب مظهر لهذه الحلقة المفرغة.

وخاطب البابا بالقول:" أؤمن أننا سنواصل العمل معا ضد أي عمل من شأنه المساس بالهوية التاريخية للقدس الشرقية فالحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس أمر بالغ الأهمية".

وقال:"أعظم دين علينا تجاه الشعب الفلسطيني هو العدالة والسبيل إلى سداده هو تنفيذ رؤية حل الدولتين على أساس حدود عام 1967".

وأشار الى ان الحكومة الإسرائيلية تقصف المناطق المدنية بما في ذلك الكنائس والمساجد ومن بين هذه الأماكن الدينية كنيسة العائلة المقدسة في غزة.

وأكد أردوغان اننا نقوم بمسؤولياتنا تجاه الصراعات والأزمات والمظالم بجوارنا ونكافح من أجل السلام والعدالة مشيرا الى ان دعوات البابا للسلام والحوار تحمل قيمة كبيرة لنجاح العملية الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.