البرازيل: بدء انتخابات تاريخية في سباق بين لولا وبولسونارو

بدأ الناخبون البرازيليون الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في انتخابات قد تشهد تحولا حادا لرابع أضخم ديمقراطية في العالم نحو اليسار بعد أربع سنوات من حكم اليمين المتطرف.

اتسمت إدارة الرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو بالتصريحات النارية، واختباره للمؤسسات الديمقراطية، وانتقادات واسعة لطريقة تعامله مع جائحة كوفيد-19، على الرغم من إعجاب شريحة واسعة من البرازيليين بدفاعه عن القيم الاجتماعية المحافظة وتقديم نفسه باعتباره حامي الأمة من السياسات اليسارية.

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 8 صباحا (11:00 بتوقيت غرينتش). ولأن التصويت يتم إلكترونيا، عادة ما تصدر النتائج الأولية في غضون دقائق بعد إغلاق محطات الاقتراع في الساعة 5 مساء (20:00 بتوقيت غرينتش)، وتعلن النتائج النهائية بعد بضع ساعات.

كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن تقدم الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بفارق كبير، إذ أشارت نتائج آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “داتافولها” ونشرت نتائجه السبت أن 50 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع الذين ينوون الإدلاء بأصواتهم لمرشح ما قالوا إنهم سيصوتون للولا، مقابل 36 بالمائة لبولسونارو.

وأجرى معهد استطلاعات الرأي مقابلات مع 12800 شخص بهامش خطأ يزيد أو ينقص بواقع نقطتين مئويتين.

واتسمت إدارة بولسونارو بالتصريحات النارية، واختباره للمؤسسات الديمقراطية، والانتقادات واسعة النطاق التي وجهت لطريقة تعامله مع جائحة كوفيد-19 وأسوأ إزالة للغابات في الأمازون منذ 15 عاما.

لكنه تمكن من بناء قاعدة موالية له عبر الدفاع عن القيم العائلية التقليدية، ورفض النفاق السياسي وتقديم نفسه على أنه حامي الأمة من السياسات اليسارية التي تنتهك الحريات الشخصية وتنتج اضطرابات اقتصادية.

ولم يصل الانتعاش الاقتصادي البطيء إلى الفقراء بعد، إذ يعاني 33 مليون برازيلي من الجوع على الرغم من ارتفاع مخصصات الرعاية الاجتماعية.

وكما هو الحال مع العديد من جيرانها في أميركا اللاتينية الذين يتعاملون مع ارتفاع معدلات التضخم واستبعاد عدد كبير من السكان من الوظائف الحكومية، تفكر البرازيل في التحول إلى اليسار السياسي.

ويأتي جوستافو بيترو في كولومبيا وغابرييل بوريتش في تشيلي، وبيدرو كاستيلو في بيرو، من بين القادة ذوي الميول اليسارية في المنطقة الذين تولوا السلطة مؤخرا.

وهناك فرصة لفوز لولا في الجولة الأولى، دون الحاجة إلى جولة الإعادة في 30 أكتوبر. ولكي يحدث ذلك، سيحتاج إلى أكثر من 50 بالمائة من الأصوات الصحيحة، والتي تستبعد البطاقات التالفة والفارغة.

يوجد في البرازيل أكثر من 150 مليون ناخب مؤهل عموما، والتصويت إلزامي، لكن معدلات الامتناع عن التصويت يمكن أن تصل إلى 20 بالمائة.