المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الأربعاء 17 كانون الاول 2025 14:10:18
أقامت الجالية اللبنانية في البرتغال، قداسا احتفاليا في كنيسة القديس بولس في لشبونة، لمناسبة استقبال ذخائر القديس مار شربل للمرة الأولى على ارضها، وإطلاق جمعية "مار شربل – معنا" التي أنشأت حديثًا بهدف تنظيم شؤون أبناء الجالية المؤمنين عبر تعزيز الخدمة الروحية والمشاركة المجتمعية.
احتفل بالذبيحة الإلهية بطريرك لشبونة روي فاليريو وترأسها الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا المطران مارون ناصر الجميّل، بمشاركة رئيس دير مار مارون عنايا الأب ميلاد طربيه) الذي أتى خصيصاً للمشاركة في المناسبة)، وراعي كنيسة القديس بولس الأب تياغو دي ميلو (Tiago de Melo) والأب أنطونيو دويهي الذي سيحتفل شهرياً بالذبيحة الإلهية مع ابناء الجالية اللبنانية.
كما شارك في القداس ممثل السفير البابوي لدى البرتغال المونسنيور جوزيه ألفيش (José Alves)، والأب فراشيسكو سيموش Francisco Simões))، والأب جورج أنسلمو (Jorge Anselmo)، بحضور أبناء الجالية من البرتغال وبعض الدول الأوروبية ومن لبنان.
استهلت الذبيحة الإلهية بدخول موكب ذخيرة القديس شربل على وقع ترانيم لبنانية شرقية عكست الهوية الروحية العميقة والتاريخية للموارنة اللبنانيين، ثم اعطى بطريرك لشبونة بركته.
الجميل
ثم ألقى المطران مارون ناصر الجميّل كلمة، شكر فيها على حفاوة الاستقبال في لشبونة، مذكّرًا بأن "المؤمنين الموارنة يحملون معهم تقليد الكنيسة الأنطاكية، ويتطلعون إلى عيشهِ بملء الشركة مع الكنيسة الكاثوليكية المحلية".
وأشار إلى أن" هذا الاستقبال للذخائر هو علامة على أن الكنيسة لا تترك أبناءها وحدهم"، موضحاً أن الكنيسة هي" عائلة متجذّرة أيضًا في السماء من خلال القديسين".
وأضاف:" أن حضور القديس شربل يفتح الباب أمام غنى متبادل بين الجماعات والطوائف، إذ إن قديس لبنان، الذي يكرّمه المسيحيون وغير المسيحيين، يشكّل جسرًا حيًا للإيمان والقداسة والوحدة".
بطريرك لشبونة
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى البطريرك فاليريو عظته، التي شدد فيها على البعد التاريخي والروحي لهذا اللقاء، مؤكدًا أن هذا الاحتفال "يعمّق الروابط بين الشرق والغرب، ويشكل علامة على الطريق نحو السلام الذي نحن مدعوون للسير فيه".
وأعرب البطريرك عن إعجابه بالشعب اللبناني، "المثابر رغم المعاناة وعدم الاستقرار"، قائلاً: "مجتمعاتنا الغربية، التي كثيرًا ما تُفتن بالمادية والراحة، تنظر إلى لبنان وترى شعبًا يتجاوز الشدائد. شكرًا لشهادتكم".
وفي تأمّله بالإنجيل، ذكّر البطريرك بأن "الطريق المسيحي هو أولًا وقبل كل شيء طريق يسوع، الذي يقودنا إلى الآب"، قائلاً: "لا يكون الإنسان إنسانًا حقًا إلا مع الله"، ومحذّرًا من" نسيان هذه الحقيقة في الغرب". وأضاف موجّهًا كلامه خصوصًا إلى الجالية المارونية: "شكرًا لأنكم تذكّروننا بذلك".
شمعون
وقبل بداية القداس الالهي، القى رئيس جمعية "القديس شربل - معنا"Charbel Connosco São المهندس مرسال شمعون، كلمة رحب فيها بالحضور، مشيراُ الى أن "اللقاء يجمع أبناء الجالية اللبنانية في البرتغال إلى جانب أصدقائهم والإخوة البرتغاليين في أجواء من الصلاة والفرح والامتنان". وشدد على" الأهمية الروحية للمناسبة، ولا سيما استقبال ذخائر القديس شربل للمرة الأولى في البرتغال، بفضل دعم وحضور الأب الرئيس ميلاد طربيه".
كما أعلن شمعون إطلاق جمعية "القديس شربل - معنا"، الهادفة إلى" تعزيز الإيمان، والحفاظ على التقاليد، وبناء جسور بين الثقافتين اللبنانية والبرتغالية، من خلال قداديس شهرية وأنشطة دينية وثقافية".
واختتم كلمته بشكر بطريرك لشبونة روي فاليريو والمطران مارون ناصر الجميّل على عمله ومواكبته لكل مراحل تأسيس الجمعية وجميع من ساهموا في إنجاح هذا الحدث.
ميلو
وتلاه كلمة راعي كنيسة القديس بولس، الأب تياغو ميلو، الذي رحّب بدوره بالبطريرك والمطران الجميل و بالجالية اللبنانية، مؤكدًا "سعادته واعتزاز الرعية والكنيسة باستقبال إخوة وأخوات من خلفيات متنوعة، يجمعهم الإيمان الواحد".
حفل استقبال
واختُتم اللقاء بحفل استقبال، تم خلاله قطع قالب الحلوى احتفاءً بالإطلاق الرسمي لجمعية"القديس شربل – معنا"في البرتغال.
وھي جمعیة مارونیة تم أنشاؤھا في نيسان 2025، بمبادرة من أعضاء الجالیة اللبنانیة وإشراف الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا المطران مارون ناصر الجمیل. وانطلاقاً من التقالید المارونیة الكاثولیكیة، تھدف الجمعیة إلى تنظیم شؤون المؤمنین وتعزیز الخدمة الروحیة عبر الصلاة واللیتورجیا والمشاركة المجتمعیة.
كما تستلھم الجمعیة رسالتھا من حیاة القدیس شربل، الذي انطلقت قداسته من لبنان لتصل إلى العالم، وألھمت المؤمنین ومنھم البرتغالیین للتعرف على نعمه وتجربته الروحیة العمیقة.
وتسعى ھذه الجمعیة للحفاظ على التراث الروحي والثقافي الماروني، وتعزیز الروابط الاجتماعیة بین أبناء الجالیة، وخدمة المجتمع عبر مبادرات تعلیمیة وثقافیة وإنسانیة، والمساھمة في بناء جماعة محبة ومتماسكة تربط الجالیة اللبنانیة المارونیة في البرتغال بالوطن الأم لبنان .