المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 15:02:38
منذ خطابه الأول بعد اتفاق وقف النار والذي يقترب من إتمام عامه الأول في ٢٧ تشرين الحالي، يعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان ما تضمنه الاتفاق، لناحية تسليم السلاح للدولة اللبنانية، يعني فقط منطقة جنوب الليطاني.
في كلمته الثلثاء الماضي، كرر الأمر ذاته فقال ان اتفاق وقف إطلاق النار يتضمّن "انسحاب إسرائيل من جنوب نهر الليطاني، وانتشاراً للجيش اللبناني في هذه المنطقة وعدم وجود أي مظاهر مسلّحة لغير الجيش فيها. وبالنسبة إلينا، الاتفاق مقبول لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني بدل المقاومة على أرض الجنوب، ونحن نتمنى أن يكون الجيش موجوداً ليقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم أو اعتدى". وتابع قاسم "الذي يقول إنه "في الاتفاق، أنتم لم تعودوا موجودين مسلحين في جنوب نهر الليطاني"، صحيح، لكن الموجودين هم أولادنا: الجيش اللبناني، هؤلاء أبناء وطننا، وبالتالي نحن رابحون بوجود الجيش اللبناني. رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة أعلنت استعدادها لتتحمل مسؤوليتها، بعد أن تحملتها المقاومة 42 سنة".
انطلاقاً من هذه القراءة "الخاصة" به، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"، والتي بدأها منذ عام كما ذكرنا اعلاه، يعتبر الحزب انه طبّق ما عليه من اتفاق وقف النار وان من حقه، الاحتفاظ بترسانته شمال الليطاني. لكن الدولة اللبنانية، رئاسةً ورئاسةَ مجلسٍ نيابي، وحكومةً، تعرف جيدا ان الاتفاق يتضمن تفكيكاً لترسانة حزب الله كلها اينما كانت، ولهيكليته العسكرية كاملة، ولهذا السبب ذكر خطابُ القسم والبيان الوزاري ضرورةَ حصر السلاح بيد الدولة وبسط الدولة سيطرتها وحيدة، على كامل اراضيها.
اليوم، نرى الحزب يتمادى في رفض تسليم السلاح وفي تحدي الدولة اللبنانية واتفاق وقف النار في آن معا. ووفق المصادر، فإن الدولة اللبنانية تتحمل جزءا من المسؤولية عن هذا التمادي، لانها لم تردع حزب الله منذ اليوم الاول وقاسم منذ الخطاب الاول، وتُبلغه ان اتفاق وقف النار يُلزمه بالتخلي عن جناحه العسكري.
على اي حال، الحزب بقي يؤكد انه اعاد ترميم قدراته الى ان بنت إسرائيل على كلامه هذا، لتهيّئ لضربة جديدة للبنان راهنا، فقرر الحزب ان يتخلى عن هذا الخطاب وبات يعتبر كل من يقول انه تعافى عسكريا، عميلا! عليه، نلفت انتباه الحزب، واهلَ الحكم، الى ان ما يقوله الحزب عن احتفاظه بالسلاح شمال الليطاني ستستخدمه إسرائيل لضربات اوسع نطاقا في الحرب التي تلوّح بها. فهل يُقلع عن هذا الكلام قبل فوات الاوان، او هل مَن يُسكته ويطلب منه تسليم السلاح حقناً للدماء وتفاديا لمزيد من الدمار والخراب؟!