الحزب يدير مواجهات الأهالي مع اليونيفيل بمعظم عناصرها...وباراك بعد لودريان إلى بيروت

يكفي عرض الوقائع التي تعاقبت في المشهد الداخلي أمس، لتبيّن خطر الإمعان المتعمّد على نحو واضح في استهداف القوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" في ارض مهمتها وعلى أيدي "مواطنين" لبنانيين، كأن الامر يشكّل استكمالاً سافراً لحملة التسريبات والتهويل التي تطلق عبر الإعلام الإسرائيلي عن إنهاء مهمة اليونيفيل. كانت بيروت تشهد انعقاد مؤتمرين أحدهما في السرايا لإعادة الإعمار، والآخر في فندق فينيسيا للاستثمار الاقتصادي، وتزامن ذلك مع بدء جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، فيما غادرها رئيس الجمهورية جوزف عون إلى قمة في عمّان مع العاهل الأردني.

ولكن كل هذه المحطات البارزة كادت تغيب عن المشهد، لأن حلقة جديدة مريبة ومشبوهة من مخطط استهداف اليونيفيل والعمل على "تهشيلها" طغت على كل شيء. ومع أن مناخاً رسمياً وسياسياً جامعاً عكس تمسّك لبنان باستمرار مهمة اليونيفيل، غير أن ذلك لم يبدّد الريبة المتنامية حيال حقيقة نيات وخطط تتربص بها وباتت أكثر من معروفة في ظل تجرّؤ "الأهالي" يومياً في جنوب الليطاني وتعمّدهم الاعتراض والاعتداء على دوريات وجنود حفظة السلام. ويُخشى أن يكون من الأهداف المبيتة لهذا المسلسل إحراج الجيش أكثر فأكثر عبر إقحامه في مواجهات مع "الأهالي"، ناهيك عن تكريس "سطوة" "حزب الله" الذي يدير هذه اللعبة بمعظم عناصرها، ولو أن بياناً مشتركاً لـ"أمل" والحزب في الجنوب "دان" اعتداء الأمس على أحد جنود اليونيفيل في وقت تجدّد مساءً اعتراض "الأهالي" في بلدة المنصوري لدورية لليونيفيل في ثالث حادث في يوم واحد.

الحلقة الجديدة من الاعتداءات "الأهلية" على اليونيفيل تزامنت مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، فيما تردد أن السفير الأميركي في تركيا مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك يصل إلى بيروت الأسبوع المقبل في إطار زيارة تستمر يومين لم يعرف بعد ما إذا كانت تعني تكليفه بالملف اللبناني إلى جانب مهمته. وأفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية أنه يتوقع زيارة باراك للبنان في 18 و19 حزيران الحالي. وتاتي هذه الزيارة بعد جولة قام بها باراك في المنطقة شملت سوريا وإسرائيل بعد مشاورات أجراها في واشنطن في الأسبوع الماضي قبل أن يعود إلى أنقره.