الدراسة الوطنية حول تزويج الفتيان والفتيات قانون تجريم الظاهرة عالق في "لجنة المرأة"؟

الموعد اليوم مع إطلاق الدراسة الوطنية حول تزويج الفتيان والفتيات في لبنان الصادرة في كانون الأول 2023 للتجمع النسائي الديموقراطي بنتائج مقلقة فحواها أنه في 1300 عيّنة ضمن جميع محافظات لبنان، 20% من المجيبين إناثاً وذكوراً تم تزويجهم وهم دون الـ 18 عاما، 10 في المئة منهم فتيات تزوجن وهن بين 13 و15 عاما، مع معلومة مهمة جدا هي أنه في وقت حُكيَ عن تزويج الفتيان والفتيات فقط لدى اللاجئين واللاجئات في لبنان، بينت الدراسة ان من بين الذين تم تزويجهم باكراً 36% من الجنسية اللبنانية، و45% من الجنسية السورية، و20% من الجنسية الفلسطينية.

هذه الدراسة، التي تطلق اليوم في فندق "الموفنبيك"، برعاية وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار وتزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، دقت الناقوس من ظاهرة تزويج القاصرين والقاصرات.

ثمة حاجة ماسّة الى تجريم هذه الآفة من خلال قيام السلطة التشريعية بإقرار قانون تحديد سن الزواج المقدَّم من التجمع النسائي منذ 2017، والذي كانت قد اقرته لجنة حقوق الانسان في أيلول 2023، وهو عالق اليوم في أدراج لجنة المرأة والطفل النيابية منذ فترة طويلة، مع الاشارة الى أن رئيسة اللجنة النائبة عناية عز الدين قاربت هذا الموضوع في تصريح تلفزيوني لها في العام 2022، مبررة أن إقرار القانون يحتاج الى رافعة إقتصادية واجتماعية.

يُسجل أيضاً أن النائب أنطوان حبشي، وهو من المتبنين مع النائب جورج عقيص إقرار القانون، يمثل للمرة الثانية لجنة حقوق المرأة والطفل النيابية في تحرك للتجمع في هذا السياق، وهو يندرج ضمن حملة #مش_قبل_الـ 18.

هذا القانون يحرج الى حد كبير غالبية نواب حركة "أمل" لأن حليفهم الرئيسي والاستراتيجي "حزب الله لا يؤيد إقراره، ما يفسرغياب أي تصريح لكتلة الرئيس بري النيابية أو مشاركة أحدهم في أي نشاط يصبّ في هذا الموضوع.

مديرة التواصل والحملات في التجمّع رشا وزني أكدت لـ"النهار" أن الدراسة ركزت بشكل أكبر على السياق اللبناني وشملت مجالات رئيسية تتعلق بتزويج الفتيان والفتيات، بما في ذلك الوعي وسن الزواج، والحالات الصحية والإعاقات في الأسرة، والظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين، وأثر جائحة "كوفيد –19" وانفجار بيروت، فضلاً عن الانتماءات الدينية وأثرها على قرارات الزواج.

وكشفت وزني أن "الدراسة الوطنية رصدت إرتفاعاً كبيراً في أعداد الزواج المبكر بنسبة تم تحديدها بـ 20%؜، إذا ما قارناها مع تقرير لـ"اليونيسيف" في العام 2016، الذي رصد نسبة تزويج 6 بالمئة من النساء اللبنانيات اللاتي تراوح أعمارهن ما بين 20 و24 قبل بلوغهن سن الـ 18"، مشيرة الى أنها "كبيرة جداً وتوزعت في الدراسة بأعلى نسبة في بعلبك - الهرمل 31%؜، بعدها البقاع 29% وعكار 27%؜ وشمال لبنان 25%؜، ثم النبطية 23%،؜ يليها الجنوب 17%، وجبل لبنان 15%،؜ وسجلت بيروت ادنى نسبة 10%؜".

وأوضحت أيضاً أن "الدراسة الوطنية أظهرت ان 26%؜ من الفتيان غير ملتحقين من الجنسين بالبرامج التعليمية، 56%؜ منهم فتيات وهو رقم مقلق في ما يتعلق بالتسرب المدرسي وعلاقته المباشرة بزيادة تزويج الفتيات".

هل رصدت الدراسة زواج الفتيان؟ أجابت: "هناك اختلال كبير في التوازن بين الجنسين في حالات تزويج الفتيان والفتيات حيث شكلت الإناث غالبية المتزوجين من الحالات بنسبة 87% في حين ان 13% فقط من الحالات شملت الذكور".

وأشارت وزني الى أن كل ذلك "يؤكد الحاجة الملحّة الى معالجة خطر التزويج المبكر وضرورة حماية الفتيات ووضع سياسات وتشريعات تعزز المساواة بين الجنسين".

وختمت موضحة أن "الدراسة نُفذت بمنهجية كمية شملت 1300 عينة أجريت من خلال مقابلات شخصية في جميع انحاء لبنان واستهدفت افرادا لديهم بنات تراوح أعمارهن ما بين 8 و20 عاماً في جميع المحافظات اللبنانية، وعملت الدراسة على جمع بيانات من عينة تمثيلية في كل محافظة شملت مواطنين ومواطنات من لبنان، اضافة الى لاجئين ولاجئات من سوريا وفلسطين".