الدولار سيقفز وسعر صفيحة البنزين سيحلّق... قيام ساعة الخلود في النّار!

أما حان وقت الإستفادة من المبادرة الفرنسية لفكّ أسر لبنان المالي والإقتصادي؟ فعَدَم تشكيل حكومة سيقود لبنان الى جهنّم، وهذا ليس أمراً اعتيادياً، ولا بدّ من التوسُّع بمعاني ما قصده رئيس الجمهورية ميشال عون، عندما استعمل تلك العبارة.

ولكن هل من مجال لعَدَم الذّهاب الى الجحيم، طالما أن ملف الصواريخ الدّقيقة لـ "حزب الله"، سيصمد في جموده حتى "قيام الساعة"، التي قد تؤدّي بلبنان الى الخلود في النار، نار الجحيم؟

 

إقتصادية

أوضح مصدر ينتمي الى فريق رئيس الجمهورية أن "عبارة "رايحين عا جهنّم"، تشكّل تحذيراً رماه الرئيس عون في وجه كل القوى السياسية، إذا بقيت غير مصمّمة على فَصْل مسار تشكيل الحكومة عن باقي الصراعات السياسية، الداخلية والخارجية".

وفنَّدَ في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ما قصده رئيس الجمهورية، بعبارة جهنّم، فقال إنها تعني أنه:

* إذا لم نشكّل حكومة، وبقينا بلا إصلاحات، ولم نتّجه الى "صندوق النّقد الدولي"، فلن تكون لدينا القدرة على تمويل استيراد طعامنا وشرابنا

* أن سعر صرف الدولار سيقفز الى ما لا يعلمه إلاّ االله وحده مستقبلاً

* أن سعر صفيحة البنزين سيحلّق

* أنه لن تعود لدينا إمكانية لفَتْح اعتمادات من أجل شراء الفيول، وهو ما سوف يؤدّي الى انقطاع كامل للكهرباء

* أن مستشفياتنا ستُقفِل، في عزّ أزمة فيروس "كورونا"، لأنه سيتعذّر دعم أسعار الأدوية واستيرادها على هذا الأساس

* أننا لن نتمكن من شراء القمح مدعوماً لإطعام الناس".

وشدّد على أن "عبارة "رايحين عا جهنّم" تحتاج الى فهم أبعادها الإقتصادية، وليس الى التعاطي معها بسخافة، ومن زاوية حاقدة. فرئيس الجمهورية لم يسجّل موقفاً، بل تحدّث بمسؤولية، واستعمل هذا التعبير. وهو عمِل مع كلّ الأطراف على تشكيل حكومة، حتى لا نصل الى جهنّم. ولكن صلاحياته الدستورية لا تسمح له بأكثر من مخاطبة الرأي العام كما فعل بالأمس، أو توجيه رسالة الى مجلس النواب".

 

اتّهام

وردّاً على سؤال حول أن "الوطني الحرّ" يلتزم بعَدَم كشف "حزب الله" وسلاحه أمام الخارج، فيما "الحزب" لا يهتمّ بما إذا كان يُحرِج "التيار" ورئيس الجمهورية، في علاقاتهما وصداقاتهما مع الغرب، أجاب المصدر:"هذا اتّهام لا نوافق عليه. ونحن واضحون في أنه إذا بقيَ السلاح محصوراً بالدّفاع عن لبنان في وجه إسرائيل والإرهاب، فإننا لن نكشفه، لأنه سيكون عنصراً من عناصر القوة اللّبنانية، ويمكن استعماله في التفاوُض أو الضّغط أو في ردّ ضغط خارجي عن لبنان، في تلك الحالة".

وأضاف:"نضع النّقاط على الحروف كلّما وجدنا أن "حزب الله" قصَّرَ عمداً أو عن عدم قدرة، في بعض المواضيع. وسجّلنا مآخذنا على أداء "الحزب" و"الثنائي الشيعي" أكثر من مرة، وبلا إحراج. وقُلنا بوضوح إنه لا يحقّ لأي طرف أن يطوّب حقيبة وزارية له".

وتابع:"من الحقّ أيضاً أن نقول إنه لا يُمكن للطائفة السُنيّة أن تكون حريصة على اتّفاق "الطائف" ساعة تشاء، وأن لا تلتزم به في مرات أخرى، أي ان تسمية رئيس حكومة تتمّ على أساس شرعيته السنّية، والقول للجميع إلتزموا به وبالعمل معه، وحين يصل الامر الى تسمية الوزراء تتم المطالبة بالتزام الصلاحية والشرعية الدستورية، من زاوية أن يحصر الرئيس المكلّف تسمية الوزراء به وحده، وهو ما يكسر روحية التوافق التي هي في أساس الدّستور".

 

السّلاح

وعن الشقّ الإقليمي من الذهاب الى جهنّم، إذا بقيَت مسألة الصّواريخ الدّقيقة التي يمتلكها "حزب الله" بلا حلّ، أكد المصدر "أننا نتحدّث عن جهنّم إقتصادي، فيما يرتبط السّلاح بالتفاوُض الأميركي - الإيراني، الذي يتجاوز قدراتنا وإمكاناتنا".

وحول أن السّلاح هو الذي أدّى الى الحصار الإقتصادي والمالي الذي يُعاني منه لبنان بقوّة منذ سنة، خصوصاً أن الفساد لطالما كان موجوداً في لبنان، ولكن صواريخ "حزب الله" هي التي تسبّبت باستعمال واشنطن تلك الورقة (الفساد) في لبنان حالياً، رفض المصدر هذا التوصيف، وقال:"ما نعيشه حالياً هو نتيجة تراكمات سياسات خاطئة على مدى 30 عاماً".

وختم:"لا يُمكن للدّاخل اللّبناني أن يُعالج مسألة سلاح "حزب الله"، حتى ولو تأمّن الإجماع الدّاخلي حول ذلك. فهذا الملف يتعلّق بالصّراع الأميركي - الإيراني، وهدف "الاستراتيجية الدفاعية" سيكون حماية لبنان في الداخل. أما مشاركة "الحزب" في الصراعات الإقليمية، فلا يُمكن للّبنانيّين أن يُعالجوها، وهي متروكة إما لنزاعات أو لتسويات إقليمية - دولية، أساسها واشنطن وطهران".