الدولة تسترجع خلال أيام قطعاً اثرية مسروقة في الحرب

بعد أيامٍ قليلة، تسترجع الدولة اللبنانيّة مجموعة من القطع الأثرية التي سُرقت منها خلال الحرب الأهلية. وافقت الولايات المتحدة الأميركية على تسليم الدولة اللبنانية هذه القطع بعد حوالى 3 سنوات من بداية التحقيقات القضائية في نيويورك التي أثبتت مؤخرًا بأن هذه القطع الأثرية مسروقة من لبنان ووصلت إلى أميركا بطرق ملتوية وغير شرعية.

قطع أثرية قيمة
في منتصف حزيران الماضي، نشرت "المدن" تقريرًا مفصلًا حول المطلوب بمذكرة توقيف دولية، جورج رامز لطفي، (82 عامًا)، الذي وافق على المثول أمام القضاء اللبناني، بعد وصول إستنابة قضائية من الولايات المتحدة الأميركية، التي أكدت فيها استعدادها الكامل لإعادة القطع الأثرية الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية للدولة اللبنانية، شريطة استجواب لطفي وملاحقته في لبنان.

ولطفي، يحمل الجنسية الفرنسية، والملاحق من القضاء الأميركي، متهم بتهريب الأثار القيمة المسروقة منذ عقود، وحيازته على قطع أثرية مسروقة، والتي يصل عددها حوالى 27 قطعة، ضبطته السلطات الأميركية بعدما قام بعرضها في متحف كبير في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد تحقيقات طويلة تبين بأنها مهربة من لبنان ولم يتم شراءها من أي تاجر مرخّص كما يزعم لطفي.

التعاون الذي جمع وزارة الثقافة والمديرية العامة للأثار بالسلطات الأميركية، كشف عن وجود مجموعة من القطع الأثرية، وهي عبارة عن رأس من الرخام وتعود لشاب روماني، كان قد عثر عليها في عام 1971 في معبد أشمون-صيدا، خلال حفريات العالم دونان، وقد ظهرت هذه القطعة في نيويورك، وتحديدًا ROYAL ATHENA GALLERIES.

تهريب الآثار
كما أفاد مكتب الكولونيل بوغدانوس في نيويورك وهو المسؤول الأساسي في التواصل مع الجانب اللبناني لتقديم المعلومات المفصلة حول القطع الأثرية الموجودة هناك، بأن القطع التي ضبطت مع لطفي هي عبارة عن 22 قطعة من الفسيفساء، وأظهرت التحقيقات الأميركية بأنها نقلت بشكل غير قانوني من سوريا ولبنان وصولًا للولايات المتحدة الأميركية، سيما أن 9 قطع منها كان مصدرها الأساسي لبنان، وقد حصل عليها لطفي عبر مساعدة تاجر أثار كبير مرخّص، وفقًا لأقواله أمام القضاء الأميركي، وهي: "تجسيد للأرض، صورة تجسيد الخريف، صورة تجسيد الصيف، الإله نيبتون وزوجته وهو إله الماء والبحر عند الرومان، العملاق، ديونيسوس وهو إله الخمر الذي يمثّل قوة السُكر والنشوة عند الإغريق القدماء، حادث قتل من الميثولوجيا أي شكل من أشكال الموت في الأساطير، مجموعة من الحيوانات مصورة في غابة، والطفل ديونيسوس".

التحقيقات الأميركية الموسعة منذ عام 2020 أظهرت أيضًا من خلال التدقيق في مراجعة سجلات التجريم التي توثق القطع الأثرية المسروقة، بأنها عثرت أيضًا على قطعتين قيمتين، أصلهما من لبنان، وقد هُربوا من بلدة العباسية وأخرجوا من لبنان عام 1980 بطريقة غير شرعية  وهما عبارة عن التوأم كاستور وبولوكس، وهما آلهة أشقاء في الميثولوجتين الإغريقية والرومانية، وعثر عليهما في أسواق لبيع التماثيل البرونزية.

حفل كبير
"المدن" تواصلت مع مسؤولة العلاقات العامة في وزارة الثقافة، أمل منصور، التي أكدت بأن الولايات المتحدة الأميركية وافقت على تسليم القطع الأثرية للدولة اللبنانية في الآونة الأخيرة، وستصل هذه القطع إلى بيروت خلال الساعات المقبلة، وأن القنصل العام اللبناني في نيويورك، الدكتورة عبير طه هي التي أتمت جميع معاملات التسليم اللازمة مع السلطات الأميركية المعنية، والوزارة في صدد التجهيز لحفل كبير سيقام في بيروت بعد وصول القطع الأثرية إلى لبنان، حيث سيتم عرض التفاصيل الكاملة حول الأمكنة التي سيتم عرض القطع الأثرية فيها للحفاظ عليها.
لا شك أن لعودة هذه القطع الأثرية إلى لبنان أهمية كبرى في الحفاظ على التاريخ الثقافي والحضاري للبنان، حيث تعتبر هذه القطع مصدرًا أساسيًا للتأكيد على الثقافات القديمة وتاريخ الشعوب التي امتدت سابقًا.