المصدر: Agencies
الاثنين 30 حزيران 2025 13:54:26
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدا من نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري برئاسة طوني الرامي الذي استهل اللقاء بكلمة قال فيها: "كل لبنان يعلق آماله على فخامتكم، ونحن نأمل بلبنان جديد قائم على الإصلاحات وعلى مكافحة الفساد، تلك العبارات التي نسمعها منكم فخامة الرئيس. أما الثقة، فهي حجر الأساس في الاقتصاد. فعندما تتوفر الثقة يصبح بإمكاننا جذب السائح والمستثمر ومن هنا يبدأ الازدهار والنمو".
أضاف: "باسمي وباسم النقابة، نهنئ لبنان بعهدكم، حاملين معنا آمال المستثمرين والعاملين في القطاع السياحي، وأحلامهم. إن خطاب القسم يعد بمثابة حجر الأساس للوطن وهو حلم كل مواطن لبناني يتطلع إلى بناء دولة. إن الاستقرار السياسي والأمني من جهة والسياحة من جهة أخرى، هما توأمان لا يتفارقان. والعامل النفسي هو محرك أساسي للاقتصاد. ولقد سمعنا من فخامتكم أن "الأمن يجلب الاقتصاد وليس العكس ونحن نعول على عهدكم. أحسنت النقابة إدارة الأزمة والصمود في السنوات الخمس الأخيرة، وقد لعبت دورا أساسيا في نجاح قطاعي الشراب والطعام، والقطاع السياحي عموما، حيث إن القطاع المطعمي بقي صامدا ويمثل أجمل ما في لبنان من تعدد وتنوع في مطابخ عالمية ناجحة".
واعتبر الرامي ان "المطبخ اللبناني هو هوية لبنان وهو سفيرنا في كل العالم ونحن صدرنا كفايات ولم نهجرها"، ولفت الى أن "هذا المجلس يتكون من نخبة من الكفايات والخبرات، وهو متجانس ومتكامل، يجمع بين مهارات فندقية رفيعة وتمثيل مرموق لفن الطهي العالمي، إضافة إلى مشاركة فاعلة من سيدات رائدات في القطاع السياحي. ولا يقتصر دوره على التمثيل بل يمتد إلى المعالجة الفعالة والإيجاد الدائم للحلول، مستندا إلى مجموعة من المستشارين في الشؤون المالية والإعلامية والقانونية والاقتصادية، ونحن نقابة حاضرة تقنيا ومهنيا بالكفاءات الموجودة فيها لنستمع لتوجيهاتكم وتكون لنا حصة وصورة جميلة من نجاح عهدكم".
وأوضح انه "في سنة 2010، وصل الدخل السياحي إلى 9.5 مليار دولار بشكل مباشر، ووظف حوالى 150 ألف عامل مسجلين في الضمان الاجتماعي عدا عن الطلاب الموسميين البالغ عددهم خمسين ألفا. وشكلت السياحة 20% من الدخل القومي بشكل مباشر، و35% بشكل غير مباشر لأنها قاطرة لكل القطاعات الإنتاجية. ثم شهدنا انخفاضا في عدد المؤسسات من 8500 في عام 2019 إلى 4500 في عام 2022، وذلك بسبب تراكم الأزمات ،وهو قطاع شرعي يسدد كل الضرائب والمتوجبات تجاه الدولة بشكل نظامي، إلا أنه بحاجة إلى تشريعات سياحية حديثة بدلا من تلك الانتدابية العثمانية".
وتمنى الرامي "عقد لقاء مع فريق عمل رئيس الجمهورية الاقتصادي لشرح كل الملفات من هواجس وتحديات ومشاكل وحلول لأن ملف السياحة حاضر والرؤية وخارطة الطريق جاهزتان للتنفيذ".
وقال:"نحن بحاجة إلى إصلاحات حقيقية وتشريعات حديثة وخارطة طريق واضحة. ولقد نفضنا الغبار عن قطاعنا، وأصبحنا جاهزين لنقدم أجمل صورة سياحية في عهدكم خصوصا بعد زيارتكم إلى الخليج والانفتاح العربي وتقديم الجودة والخدمة والنوعية وحسن الاستقبال وكرم الضيافة".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على انه "من الواجب القيام بكل ما يلزم من اجل إعادة الثقة بين الشعب والدولة من جهة كما بين لبنان والخارج من جهة ثانية، والأمر لا يقوم الا من خلال خطوات عملية من ضمنها الإصلاحات في المجال الاقتصادي والمالي"، وقال: "إذا لم يتوفر الأمن لا تزدهر السياحة. وتاليا لا ينمو الاقتصاد".
اضاف: "لا شك ان القطاع الخاص هو من يساهم في نهوض لبنان، ولا بد من الإشادة بدور اللبناني في القطاع الخاص، وهو على الرغم من كل الأزمات التي عرفناها ظل صامدا بسبب إرادته القوية وإيمانه بهذا البلد، من دون ان ننسى الإغتراب الذي لعب دورا أساسيا في بقاء لبنان واقفا، عدا عن إبداع اللبناني في الخارج حيث هناك بصمة لبنانية في معظم المشاريع الكبرى في العالم".
وجدد رئيس الجمهورية القول ان "التحديات كثيرة"، واعدا بالعمل "من اجل تأمين ما من شأنه إطلاق عجلة الاقتصاد"، مشيرا في الوقت عينه الى ان "مشكلة لبنان الكبرى هي الفساد"، وقال: "لقد وصل لبنان الى هذه المرحلة ليس لأنه مفلس بل لأن الفساد نخر عظامه وبات ثقافة، وكثيرون مشاركون في هذا الفساد ومن مختلف الطبقات وبات لديهم نوع من مقاومة لمحاربة الفساد".
وقال: "البعض يطالب بمحاربة الفساد شرط الا تقترب منه. ومن المؤسف ان هناك كثيرين يحاولون التغطية على الفاسدين".
واكد الرئيس عون ان "معركة محاربة الفساد اخذناها على عاتقنا وسوف نمضي فيها قدما الى النهاية، على الرغم من كل ما يمكن ان يحصل من تصدّ لها".
وفي الختام، شكر رئيس الجمهورية الوفد على ما يقوم به و"المساهمة بإعطاء صورة جميلة عن لبنان والمطبخ اللبناني الذي لا يعلى عليه".