الرئيس عون سيكون حازما أمام لاريجاني والحزب يستنجد به...برنامج الضيف الايراني

وزّعت السفارة الإيرانية في بيروت برنامج زيارة امين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني الى لبنان، يوم غد الأربعاء، وجاء على الشكل الآتي:

الساعة 7:45 صباحًا: الوصول الى صالة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

الساعة 11 صباحًا: زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا.

الساعة 12 ظهرًا: زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

الساعة 3 ظهرًا: لقاء مع شخصيات ونخب روحية وسياسية لبنانية في مقر السفارة الإيرانية.

الساعة 4:30 بعد الظهر: لقاء مع شخصيات نيابية وسياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الإيرانية.

الساعة 6 عصرًا: زيارة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير.

إشارةً الى أن لا موعد حتى الساعة للموفد الإيراني في وزارة الخارجية والمغتربين.

وكشفت المصادر أن الرئيس عون سيعلن أمام لاريجاني موقفه الواضح والحاسم لجهة تنفيذ حصرية السلاح الواردة في البيان الوزاري، وفي الوقت نفسه إلزام إسرائيل بتطبيق ما عليها في الورقة الأميركية، وأن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً أيضاً، وسيبلغ زائره استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.

وأكدت أوساط وزارية أن الدولة دخلت في كباش سياسي مع "حزب الله" الذي يلقى إسنادًا معلنًا من إيران حتى إشعار آخر وسط إصرار مستمر من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على نزع السلاح غير الشرعي وتطبيق قراري الحكومة في 5 و7 آب الجاري.

وفي السياق نفسه، اشارت مصادر مطّلعة، الى أنّ الزيارة المرتقبة لعلي لاريجاني، إلى بيروت، تأتي بطلب مباشر من "حزب الله"، وتهدف إلى أمرين أساسيين: أوّلهما، احتواء التوتّر المتصاعد بين "الحزب" والحكومة اللبنانية، على خلفية قرار مجلس الوزراء الأخير بتكليف الجيش اللبناني وضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي من مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما واجهه "حزب الله" باعتراض حاد، عبّر عنه مسؤولوه علناً، وفي الشارع. أمّا الهدف الثاني، فهو تخفيف حدّة الاحتقان، الرسمي اللبناني تجاه إيران، بعد ما اعتُبر تحديًا مباشرًا لقرارات الحكومة من قبل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين، هما مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية عباس عرقجي، في مواقف اعتُبرت تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، وتدخلًا صريحًا وفجًا في الشأن السيادي اللبناني في لحظة سياسية دقيقة يمرّ بها لبنان، وسط ضغوط دولية متزايدة لدفع الحكومة اللبنانية نحو تنفيذ الإصلاحات السياسية والأمنية المطلوبة، لا سيّما تلك المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة.

وبحسب المعلومات، فإنّ لاريجاني سيحمل معه رسائل تهدئة من القيادة الإيرانية، في محاولة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بين "حزب الله" والدولة، خصوصًا مع اتّساع الهوة بين مواقف "الحزب" وبعض مكوّنات الحكومة، على خلفية ملفّ السلاح، والقرار اللبناني بحصره بالمؤسسات الرسمية الشرعية، بما يتوافق مع خطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمها القرار 1701 .

في السياق نفسه، يُنتظر أن يلعب رئيس مجلس النواب نبيه برّي دورًا مسهّلًا لمهمّة لاريجاني، من خلال توفير الغطاء السياسي للزيارة، وتدوير الزوايا مع رئيس الحكومة نوّاف سلام. إلاّ أنّ برّي، بحسب المعلومات نفسها، لم يكتفِ بدور الوسيط التقليدي، بل نقل عبر قنواته الخاصة، رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنّ شيعة لبنان لا يمكنهم إلاّ أن يكونوا مع الدولة ومؤسساتها، وأنّ ما عدا ذلك هو انتحار سياسي وأمني لا طائل منه.

وبانتظار ما ستؤول إليه زيارة لاريجاني، تقول مصادر رفيعة المستوى، إنّ الصراع بين منطق الدولة ومنطق السلاح بلغ مرحلة دقيقة، تتطلّب أكثر من مجرّد رسائل تهدئة، لا تعدو كونها إبراً في جسد سياسي متعب... بلّ تتطلّب قرارات جريئة لا تزال غائبة.